عذاب الركابي "ونضال الإنسان مرتبط بطباعه"- أندريه مالرو/لامذكرات ص127. " نريد للناس أن تتعلّمَ تعلما لائقا ، وتشعر بالأمان، وتعيش بكرامة، وتكبر على عشق تراب الوطن، هذا ماكنت أتمناه"-الفريق أول عبد الفتاح السيسي / حوار ياسر رزق / المصري اليوم في 17-أكتوبر2013 عدد 3402. ككاتب ومواطن عربي، لا أخفي أبدا عقدة الجنرال التي عانيت منها زمنا طويلا، بسبب سلوكيات وأخلاقيات الجنرالات الذينَ منحهم الوقت والقدر الملونان بظلالها المقيتة أنْ يحكموا بلداننا البسيطة الآمنة التي تنام على ضحكة عسيرة يقذف بها مصادفة فم الوطن، وهو منجم الفرح المغيّب، وهيَ تتوسّد ذراعه التي شلتها أحكام الجنرالات الجائرة، منتظرة طيفا .. حلما .. وهما بالسعادة والأمان، عمّق هذه العقدة في داخلي، وقدْ أصبحت مزمنة قراءاتي لآداب وروايات العباقرة من كتّاب ومبدعي أمريكا اللاتينية أمثال "ماركيز" و"كارلوس فوينتس" و" ماريا فارغاس أيوسا" وغيرهم!! ولكنّني أعترف أمامَ الله، وأقسم بكلّ ماذرفته من دموع، وقاسيته من آلام غربتي، ومن سرقة أحلامي النهارية، وأنا أتوضأ بماء النيل العذب، وأتنسم عطرَ مساجد القاهرة وبحر الإسكندرية وطيبة باقي المدن المصرية، وأستريح على أكتاف أصدقائي الأوفياء من أدباء ومبدعي مصر الذين يعيشون برئة وطنهم مصر – قبلتهم التي لا يمكن تغييرها، وأنا أصغي لابأذني، ولا بعيني، ولا بقلبي، ولا بضميري فحسب، بل بكلّ دقائق جسدي الناحل الظاميء لنسمة فرح ، إلى خطب وأحاديث وحوارات الجنرال الأوحد، ضمير شعبه، ويد وطنه التي لا تتخذل، ولا ترتعش وهي تصافح الحقّ والعدل، الفريق أول الوطني المصري العربي الغيور عبد الفتاح السيسي، الذي ليسَ له مكان يعيش فيه غير قلبه – وطنه- شعبه، وهوَ يرقى بأحلام وأمنيات شعبه، حينَ يسحق رأس أفعى الظلم والهمّ التي يعاني ويخشى من سمومها شعب مصر الأبيّ الصابر، ويتوّج الوطن الذي أصبحَ نهبا لكوابيس مؤامرات داخلية وخارجية، يتوجه بأوركسترا الأمان والحنان، ويزرع في ربوعه بساتين الثقة، ويجعله يراهن على الكرامة قبلَ الرهان على رغيف العيش :( المصريونَ بطبعهم شعبٌ هاديء وصابر، ويريد العيش في سلام وأمن، المهم أنْ يعيشَ بكرامة)..!! بلاغة لغته، وفصاحته تكمن في البساطة المحسوبة .. إنها عبقرية البساطة !! هذه البساطة التي لمْ نعثر على أبجديتها من قبل، ولمْ نعشها في أوطاننا من قبل، ولمْ تردْ على لسان حكامنا من قبل، هيَ بساطة عبدالفتاح السيسي وحده، ملجأه الحالم، وسكنه الآمن، وهو المؤسّس بامتياز لعبقرية البساطة !! هذه العبقرية هي التي جعلتني كمواطن مغدور، متهدم الذات، سرقت أحلامه في غفلة من الوقت المهادن المراوغ.. وهذه البساطة جعلتني أتنفس الصعداء، وأتحرّر تماما من عقدة الجنرال، وأثق كثيرا برحم الأوطان، وأتأكد من أنّ الليالي القادمة هي أكثر أمانا .. وأحلاما .. وعناقا .. وتواصلا (ووجداني كمصري متدين وسطي يعشق وطنَه، تشكّلض في ربوع الأزهر والحسين). كلّ ما كانَ يحتاجه هو الكلمات، هو البساطة الحاملة مشاعر تتفوق على الكلمات !! مواطن فوّضَ أمره لله، وتعلّق بخاصرة الوطن، وصلّى الفجرَ على أذان الشعب، الصّلاة لله، للوطن، للشعب، هي الصّلاة الواجبة التي لاتكون قضاء أبدا .. منحته كلّ هذا الدفء في الصوت، وكلّ هذا الحبّ ( أنا مش ممكن أعمل انقلاب، لأنّ فكرة الانقلاب غير موجودة في أدبياتنا لصلاح الدولة المصرية). . ومنحته كلّ هذه الشجاعة الأسطورية التي تكتب تاريخا جديدا للكرامة، وتشطب كلّ تواريخ التبعية والمهادنة والخوف التي كتبها حكامنا، الذين طوّبوا الأرض والوطن والإنسان بأسمائهم، وهم يطأطئون الرؤوس الفارغة للغرب، ويصغرون ويحجمونَ الوطن مدى الحياة، ويسخرون من جهاد الآباء والأجداد (فالحديث عن أدوات ضغط امرٌ لا نقبل به فعلا ص او تلويحا )..!! وهي الصلاة ذاتها التي جعلت من الجنرال السيسي أن يؤسّس لنكران الذات عند القائد، فالهواء الذي يغذذي رئتيه هو فقط هواء الوطن، والشموخ الذي يعيشه هو وجيشه – الأسطورة، هو شموخ شعبه – البركان، صانع 25 يناير، و30 يونيو و3 يوليو .. هي الصلاة بكلّ ما فيها من آيات صدق وإخلاص، وهي مصدر هذا الانتماء الذي لايكتب إلا بحروف حبرها وفسفورها من دمع النيل، وصوت المآذن، وعرق البسطاء من أبناء مصر( وأنا أسأل سؤالا مهمّا جدا هوَ:حدّ يجي جنب المارد اللي اسمه مصر، وينهش في لحمه)!؟؟ " كلنا لنا أحلام، لكنْ عندما تتحول أحلامنا إلى قدرنا، هلْ علينا أنْ نفرحَ لتحولها إلى حقيقة"- كارلوس فوينتس/ الغرينغو العجوز –ص120. السيسي واضع أبجدية البساطة حلمٌ !! يعيد سلالة كلّ الحالمين، هو الحلم – العدل – القوة – الحق – المسؤولية، تلك هي أداة المقاومة الحقيقية التي يحاول السيسي أن يفتحَ لها مدرسة .. كلية .. مسجدا ، للتدرّب عليها، فهي وحدها صانعة النصر – النور الحقيقيّ الذي لاتقوى على قراءة سطوره أفاعي الرطوبة والظلام إذ " مهما تعلّم الظلام، فأنه لا يستطيع قراءة النور" .. تلك هي حكمة الشعر والأدب، وقد مرّت بذاكرة هذا الرجل، وجعلته يصوغ تعاليمه ووصاياه كمبشر، ومنقذ، وقائد تفتح له مصر – الثورة، مصر – الصباح الجديد، مصر-الإنسان، ومصر العروبة ذراعيها، وكلّ حدائق أحضانها، ليفيضَ بجميل القول وبسيطه، ولآليء الكلمات التي ولدت على حنجرته بكلّ موسيقاها وسحرها وعبقها الإنساني ( فنحن لدينا إشكالية يجب أنْ نتصدى لها بالعقل والعلم والإرادة لأننا في النهاية نتعامل مع جزء من جسدنا، ولوْ نجحنا في أنْ نداويه أفضل من أن نقومَ ببتره) !! علمته عقيدته السامية، وصلاته في محراب وطن شمخ - اغتصبَ على أيدي صعاليك بينما كان نائما - ألاّ يهادن، ولا يراوغ، ولا يخون، ولا ينتفع على حساب شعبه فدعاء الوطن يغذيه بالمزيد من القوة والشجاعة، وأيد الشعب الصوانية وهي تضمّ صوره إلى صدرها، وترفعها على المحلات والميادين ، وتصوغ من حروف اسمه نشيدا ، كلّ ذلك يمنحه المزيد من الانتماء والصّبر والثقة، بأن (مصر قد الدنيا)، والأيام القادمة هي الأجمل، والأكثر أمانا، لوطن هو مولد الأمان والفرح ( الشعب المصري خرج، لأنه خافَ على مستقبله، لمْ يشعر أنّ البلد بلده)!! ومن كتاب الشجاعة التي صاغت حروفه وجمله الرشيقة حنجرة مصر، وعبقرية حضارتها وتاريخها، وأسطورية إنسانها، كان السيسي يواجه الظلاميين الذين جاءوا إلى السياسة وهم لا يقدرون الوقت، والذينَ تقيأت مصر صورهم، وبصق الشعب على ظلالهم، كان السيسي يصوغ عبارات الشموخ والشجاعة والانتماء بالقول: ( مشروعكم انتهى ) و(إنتم عايزين إيه، إنتم خربتم البلد وأسأتم للدين ) و( هو إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا) ..!! تلك هي لآليء الكلمات، وجواهر القول، والبلاغة الباذخة للبساطة، شكرا للسيسي .. شكرا لمصر!!