السيد رشاد استخدام شركات أجنبية تعمل فى مصر فى لاختلاق أزمات حادة تؤدى إلى العجز الشديد فى البترول والكهرباء، واغلاق معظم مصانع العاشر وأكتوبر لتدمير الاقتصاد وزيادة معدلات العاطلين،وإحداث فوضى اقتصادية عبر الضغط بأقساط المديونيات على مصر، وتوريط الحكومة فى إبرام صفقات سريعة مشبوهة وغير مدروسة، تمولها رؤوس أموال (غير معروفة).. وسحب بعض الدول ودائعها بصورة مفاجئة»..و تصعيد مشكلة مياه النيل لتعطيش المصريين، وضرب السياحة المصرية بنشر المخاوف والشائعات، وحرمان مصر من تحويلات واستثمارات المصريين بالخارج، مع شحن الطبقات الفقيرة خصوصا فى الصعيد باستخدام «جمعيات تنظيم الإخوان». هذه هى سيناريوهات مخطط «حصار وتدمير مصر اقتصاديا» الذى تقوده أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية والعربية، هذا ما كشف عنه العالم المصرى د. جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول والطاقة، الذى عاد إلى القاهرة أخيرا بعد جولة استمرت سنوات طاف خلالها معظم أنحاء العالم، حيث عمل مستشارا للولايات المتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية، عاد ليستقر فى وطنه، ويعمل أستاذا فى الجامعة الأمريكية، واستشارى هندسة الحفر وصيانة آبار البترول والغاز الطبيعى للقطاع الأجنبى بمصر .. والذى حذربشدة، فى حواره معنا، من خطوات تصعيدية خطيرة ستشهدها البلاد فى الفترةالمقبلة لتنفيذ هذا المخطط .. ما سيناريوهات الغرب لحصار مصر اقتصاديا و«تأديب المصريين» ؟ هى إحدى آليات المخطط الأساسى لتفتيت الوطن العربى وتدمير مقدرات القوى العربية البشرية المتاخمة والمهددة للكيان الإسرائيلى المحتل للأراضى العربية، وهى حرب غير معلنة يشنها الغرب كما تكشف لنا كثير من الوقائع وبعض الوثائق التى أتيح لى الاطلاع عليها بحكم عملى مستشارا للشريك البترولى الأجنبى، وأستاذا بالجامعة الأمريكية، وهى حرب تقودها أذرع أمريكا ودول الاتحاد الأوربى الاستخباراتية و مع الأسف دول عربية وإسلامية تابعة تحركها أوامر هذه المخابرات، وهو ما اتضح مثلا فى اللهجة التى تلت عزل مرسى موظف دولة الإرشاد بعد الثالث من يوليو، التى أظهرت بوضوح المراد من الشرق الأوسط الجديد، وعندما ننظر إلى الأحداث المتلاحقة نجد أن الضوء الأمريكى أعطى لتنظيم الإخوان بعد عزل مرسى حتى الآن بنشر العنف فى كل محافظات مصر، خصوصا بعض المحافظات ذات التيار الموجه وزيادة التظاهرات والاعتصامات المتفرقة وتدمير جهاز الشرطة بطريقتين: إرهاقه وقتل أفراده ثم اغتيال القيادات والشخصيات المعارضة، وإظهار حالة عدم الاستقرار وزيادة الاحتقان فى القرى والريف المعدم، والذى يعتمد على الجمعيات الخيرية لتيار الإخوان الموجه، فيكون الانتماء إلى رغيف العيش الذى يهدى إليه، وكذلك السمع والشحن الذى يصل إلى كل الطبقات الفقيرة التى لا عمل ولا صنعة لها وأقصد بذلك كل محافظات الصعيد من بعد سور حديقة الحيوان حتى طريق أسوان السودان البرى، وفى ذات الوقت يكون كل ذلك متزامنا مع إرهاق الجيش وإفقاده تركيزه بالعمليات الانتحارية فى سيناء .. لكن الأخطر هو مخطط حصار وتدمير مصر اقتصاديا، والذى تجرى فصوله الآن، وتلعب الدور الأساسى فيه ماكينة الإعلام البريطانى والأمريكى الجبارة التى يسيطر عليها اليهود، ومهمتها أن توصل رسالة مزدوجة الأولى تخويف رؤوس الأموال الغربية والأوروبية بأن هناك معدلات عالية من عدم الاستقرار المجتمعى فى مصر، وهذا معناه مخاطر عالية، والثانية وهى الأخطر نشر اليأس بين المصريين خارج وداخل مصر وفقدان الثقة فى أن يكون هناك اقتصاد مصرى، وترويج هذا عالميا . من هنا أكشف وأحذر من على صفحات «الأهرام العربى» من أن هناك خطوات تصعيدية مقبلة تتوازى مع نشر العنف لتنفيذ هذا المخطط ستبدأ قريبا باستخدام شركات أجنبية تعمل فى مصر، خصوصا المؤثرة منها فى اختلاق أزمات حادة فى مجالات البترول والكهرباء تؤدى إلى العجز الشديد فى الطاقة والكهرباء، ومصانع العاشر و6 أكتوبر التى تتحكم فيها رؤوس أموال غير وطنية وغير معروف هويتها الحقيقية، بحيث يتم إغلاقها لتدمير الاقتصاد وزيادة معدلات العاطلين. أيضا إحداث فوضى اقتصادية عبر الضغط بأقساط المديونيات لها على مصر وتأمين أرباحها بالدفع الفورى أو المؤجل إلى شهور قليلة والتهديد من وقت إلى آخر بتجميد أنشطتها وإظهار ذلك للرأى العام، ليفقد المواطن المصرى الثقة فى عمله وإنتاجه وراتبه ... أيضا هذه الشركات وبدعم من جهات استخباراتية ستسعى لتوريط الحكومة المصرية فى إبرام صفقات سريعة وغير مدروسة، تمولها رؤوس أموال (غير معروفة)، وبعض هذه الصفقات يعد لإتمامه تحت دعاوى جذب مستثمرين، أيضا من المخطط أن تسحب بعض الدول ودائعها بصورة مفاجئة " كما حدث مع الوديعة القطرية "، وكذلك الضغط باستخدام أدوات كثيرة مثل تصعيد مشكلة مياه النيل لتعطيش مصر، وهذه المشكلة ستشهد فى الفترة المقبلة تطورات درامية ودخول دول أخرى فى مواجهات مائية مع مصر، وإيقاف بعض المنح والمعونات الاقتصادية وصفقات السلاح، وتحويل الاستثمارات الغربية والعربية إلى دول الاتحاد السوفيتى المتفكك مثل أوزبكستان، كازاخستان، بل إقناع المصريين بالخارج باستثمار أموالهم فى الأقطار التى يعيشون فيها، وصرف انتباههم بكل الطرق والإغراءات عن تحويلها إلى مصر، مع ضرب السياحة المصرية بنشر المخاوف والشائعات وممارسة كثير من الضغوط على السائح الغربى، فالسائح الإيطالى على سبيل المثال تخاطبه صحفه اليومية بتحذيرات مفزعة عن عدم استقرار الأمن فى مصر، وهذا يتم بغض النظر عن الاستثمارات الإيطالية فى الغردقة وشرم ....والأخطر من ذلك كله هو إعادة تقييم المستوى الذى وصلت له ديون مصر الخارجية لإحراج مصر دوليا بإظهارها على أنها دولة فاشلة اقتصاديا، وأننا غير قادرين على دفع مستحقات الدين الخارجى، والخطوة المقبلة ستكون إحراج مصر فى نادى باريس، سواء من جانب أى دولة دائنة أو مؤسسة بنكية . من هذه الدول التى تشارك فى المخطط؟ الكل يعرف دور قطر فى اللعبة التى تديرها إسرائيل والمنتج أمريكا والممثلون على خشبة المسرح الدول الأوروبية، أما المتفرجون فالعرب وأيضاً نحن من يدفع التذاكر، والمؤامرة القطرية لم تعد مستترة، والتى بدأت بمرحلة كسب ثقة الشارع العربى عبر التعاطف الإعلامى مع القضية الفلسطينية وحقوق الأقليات العربية من خلال قنوات الجزيرة الإعلامية، ثم الوجود الرسمى والشراكة الاقتصادية والتطبيع الكامل مع إسرائيل إلى حد منحها تسهيلات غير مسبوقة، ولم تكن تحلم بها على أرض عربية خصوصا لجهاز الاستخبارات الموساد، الذى وفرت له قطر جميع الإمكانات، وأتاحت له الوصول إلى كل أخبار الدول والمنظمات والمؤسسات العربية، والتى لم يكن قادرا على أن يحصل على بعضها إلا بشق الأنفس، وبتكلفة باهظة، ومن ثم الانضمام إلى اللوبى الغربى الذى لا يسمح لأى غريب بأن يدخل ذلك المضمار إلا أن تكون إحدى أدواته، ولنتأمل محاولة ضرب مصر إعلاميا بعد قرار وقف البث المحرض ضد استقرار مصر لنجد أن قطر بمساعدة اللوبى الصهيونى تطلق قمر الاتصالات" سهيل 1 "، بل تطرح البث المباشر لأية قناة بدون أجر نكاية فى مصر، ولست أدرى كيف تترك مصر والعالم العربى هذا النصل المسموم يخرق ظهر الأمة العربية دون حساب أو عقاب أو على الأقل استبعاد من المنظومة العربية، ويكفى أن كل ما يدور فى الاجتماعات السرية العربية، كان يصل إلى إسرائيل أولا بأول، من هنا أطالب بتجميد عضوية قطر فى الجامعة العربية ومؤسساتها لحماية الأمن القومى العربى، لأن هذه الدويلة تشكل خطرا حقيقيا عليه، يضاف إلى هذا توظيف تيارات وتنظيمات الإسلام السياسى عبر سياسة النفس الطويل فى إرهاب المواطنين وتقليل أهمية الأمن الداخلى وفت عضد الجيش المصرى، وهى أكثر الأدوات الفوضوية التى يعتمد عليها المخطط داخل المجتمع المصرى لإشغاله، حتى تنتهى الملحمة السورية، ثم تطبخ مصر على نار مظاهرات تيارات التطرف، ويتم تدمير البنية التحتية للمجتمع المصرى حتى يفقد المواطنون، خصوصا القطاع العريض من الفقراء الثقة فى بلدهم، ويؤسفنى أن أقول إن كثيرا من الأحزاب الحالية ضالع فى المؤامرة، وهناك دول خارج مصر، تستخدم هذه الأحزاب لزعزعة الاستقرار المصرى وتفتيت وحدة الشعب وتدمير الجيش وجهاز الأمن الداخلى، لذلك لابد سريعا من مراجعة تأسيس وتمويل هذه الأحزاب بدقة وتقليل عددها إلى عشرة أحزاب على الأكثر، بحيث يمكن التركيز عليها ومتابعتها جيدا وتحديد توجهاتها على المسرح السياسى المصرى. وكيف يمكن مواجهة هذا المخطط فى تصورك ؟ فيما يخص أزمة مياه النيل والسد الإثيوبى ومحاولات تعطيش مصر لتركيعها، يجب أن نبدأ فورا فى إيجاد بدائل تحسبا لأسوأ الاحتمالات، لأننا بالفعل مقدمون على كارثة، ومن هذه الحلول: تنفيذ مشروع توصيل نهر الكونغو بنهر النيل ابتداء من السودان للاستفادة من المياه التى تهدر منه، حيث يلقى النهر ما يزيد على ألف مليار متر مكعب من المياه فى المحيط الأطلنطى، بخلاف وجود شلالات قوية يمكن من خلالها توليد طاقة كهربائية تكفى مصر والقارة الإفريقية كلها دون التعارض مع اتفاقيات الأنهار الدولية؛ لأن نهر الكونغو لا يخضع للاتفاقيات الدولية، واتفاقيات دول حوض النيل لاتمنع إقامة هذا المشروع إلا فى حالة واحدة، إذا عارضت أو رفضت الكونغو المشروع، كما أن هناك بندًا فى القانون الدولى يسمح للدول الفقيرة مائيًا مثل مصر، أن تعلن فقرها المائى من خلال إعلان عالمى، وفى تلك الحالة يحق لمصر سحب المياه من أى دولة حدودية، أو متشاطئة معها، غنية بالمياه، والكونغو وافقت مبدئيًا على فكرة المشروع ولم تبد أى اعتراض؛ لأن الاستفادة الكونغولية ستفوق الاستفادة المصرية من المشروع، مع إمكانية إقامة حياة زراعية ضخمة على ضفتى القناة التى ستربط نهر الكونغو بنهر النيل، حيث سيستفيد سكان تلك المناطق الفقيرة داخل الكونغو المتعطش للتنمية..أيضا يمكن تحويل مصبى النيل عند البحر المتوسط فى فرعى رشيد ودمياط وتدوير المياه، ليذهب فرع فى اتجاه الصحراء الغربية وآخر إلى سيناء لإنشاء دلتا الصحراء الغربية، ودلتا مدخل سيناء،حيث يصل الفاقد فى مياه النيل فى مصر عند مصبى البحر المتوسط إلى 15 مليار م 3 وهو مايعادل نسب استهلاك مياه الشرب والصرف، وكذلك زراعة مليونى فدان جديدة باستغلال هذا الفاقد، مع سرعة كسر العزلة المصرية عن دول حوض النيل عبرالتواصل الاقتصادى الدعمى مع مجتمعات دول حوض النيل خصوصا المجتمع الإريترى لاحداث التوازن مع ضغوط الغرب وإسرائيل على إثيوبيا، وخلق استثمارات زارعية وثروة حيوانية وتبادل تجارى وصناعى. أما بشأن مواجهة ضغوط شركات البترول الأجنبية، فيجب التركيز على فتح شركات استكشاف بترول مصرية، ولتكن البداية فى جنوب السودان والكونغو نظرا للاحتياطى البترولى الهائل هناك ودعم الكونغو، وكذلك جنوب السودان بتكنولوجيا عمليات الحفر والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات، بحيث يكون لمصر حق السبق فى الاستثمارات البترولية مع سرعة الدخول فى مجالى الطاقة الشمسية والنووية، وإعادة الاعتبار للاقتصاد الإنتاجى من زراعة وصناعة وسياحة برؤوس أموال مصرية وعربية حتى نفسد مخطط إحراق مصر اقتصاديا.