ا ش ا يواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد في اوروبا جهوده الدبلوماسية للحصول على تأييد لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا المتهمة باستخدام اسلحة كيميائية، فيما تتكثف التحضيرات العسكرية في واشنطن لهذه الضربة. وقبل تصويت الكونغرس الاميركي الذي سيجري في الايام المقبلة، وقبل نشر تقرير الاممالمتحدة حول استخدام اسلحة كيميائية في هجوم وقع في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس، التقى كيري صباحا في باريس نظراءه في دول عربية عدة اضافة الى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وتركزت المشاورات على عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. والاحد، كررت ايران ابرز حليف اقليمي لدمشق رفضها اي تدخل عسكري غربي في سوريا، معتبرة انه "غير قانوني" وفق ميثاق الاممالمتحدة بحسب ما اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارته لبغداد. وقال الوزير الايراني "ندعو كل الدول الى الجلوس للطاولة لحل الازمة السورية سلميا". بدوره، دعا نظيره العراقي هوشيار زيباري الى حل سلمي للازمة مؤكدا ان اي ضربة عسكرية لسوريا ستضر بالجهود السياسية الراهنة. وطوال نهاية الاسبوع، اعلنت باريس وواشنطن عزمهما على "معاقبة" النظام السوري عسكريا، لافتتين الى دعم دولي "واسع ومتعاظم" لعمل عسكري. وتؤكد فرنساوالولاياتالمتحدة، رغم خلافهما المدوي في شان العراق العام 2003، ان تحركا عسكريا ضد سوريا لن يشبه في شيء العمليات العسكرية في العراق وافغانستان وحتى في كوسوفو وليبيا. وحذر كيري في مؤتمر صحافي السبت مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس من ان "الولاياتالمتحدة (...) لا يمكنها ان تسمح لديكتاتور باستخدام اشد الاسلحة ترويعا بلا عقاب". واكد الوزير الفرنسي ان "سبعا من ثماني دول في مجموعة الثماني" و"12 بلدا عضوا في مجموعة العشرين يشاطروننا تحليلنا في شان رد قوي"، مشيرا ايضا الى تاييد الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية. لكن الاتحاد الاوروبي والدول ال12 في مجموعة العشرين تجنبت الحديث عن عملية عسكرية، معربة في صيغة غير واضحة عن تاييدها القيام ب"رد واضح وقوي" على النظام السوري. وقال فابيوس الاحد "لسنا بحاجة ماديا وعسكريا لتعهد كل الدول. معظم هذه الدول ليس لديها الوسائل للقيام بذلك. انه دعم سياسي". ويعود كيري الى واشنطن الاثنين بعد توقف في لندن ليلتقي مساء الاحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغدا الاثنين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وقد اعلن هيغ الاحد ان الوضع "سيكون مقلقا اذا قررت مختلف برلمانات العالم" هي ايضا انه يجب عدم التدخل، معتبرا ان "مخاطر عدم القيام بشيء اكبر من مخاطر التحرك". وسيتخذ الكونغرس الاميركي خلال الايام المقبلة موقفه من الضربة العسكرية المحتملة بناء على قرار الرئيس اوباما نهاية الاسبوع المقبل. لكن الموافقة على العمل العسكري ليست امرا مؤكدا وخصوصا في مجلس النواب. وفيما كانت قنوات التلفزيون الاميركية تبث في نهاية الاسبوع مشاهد لضحايا الهجمات بالسلاح الكيميائي في 21 اب/اغسطس، سيجري الرئيس الاميركي الاثنين مقابلة مع كبرى الشبكات الاميركية ستبث مساء على ان يتوجه اوباما الى الاميركيين الثلاثاء قبل تصويت الكونغرس. وقد وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالتحدث الى الفرنسيين بعد تصويت الكونغرس وتسليم تقرير مفتشي الاممالمتحدة. وترى غالبية دول الاتحاد الاوروبي ان هذا التقرير المنتظر صدوره في الايام المقبلة يشكل مرحلة اساسية من شانها تاكيد الاتهامات المساقة بحق النظام السوري في شكل مستقل. والتزم هولاند انتظار صدور هذه الوثيقة قبل التحرك عسكريا. وفي هذا الاطار، افادت صحيفة لوس انجليس تايمز الاحد ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحضر ضربات اقوى ولفترة زمنية اطول مما كان مقررا اساسا ضد سوريا ويرتقب ان تستمر لثلاثة ايام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم ان المخططين للحرب يسعون حاليا لاطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات اضافية على اهداف قد تكون اخطأتها او لا تزال قائمة بعد الضربة الاولى. ميدانيا، استولى مسلحو المعارضة السورية على بلدة معلولا المسيحية في شمال دمشق بحسب ما ذكر الاحد المرصد السوري لحقوق الانسان واحد سكان المدينة. وقال المرصد ان المعارك ادت الى سقوط 17 قتيلا واكثر من مئة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لها، فيما اكد سكان ان غالبية اهالي معلولا غادروها تباعا منذ الاربعاء الماضي بسبب موجة الذعر التي اصابتهم بعد اندلاع المعارك. واندلعت المعارك في معلولا الاربعاء اثر تفجير رجل اردني من جبهة النصرة نفسه في حاجز القوات النظامية عند مدخل البلدة. وتلت ذلك اشتباكات عنيفة وكر وفر، بحسب المرصد. ثم استعادت قوات النظام الحاجز وهاجمت المقاتلين في محيط البلدة.