عبد الله نصار تعانى الخريطة العربية فى الوقت الحاضر من محاولات استهداف وتقسيم وفتن ومؤامرات خارجيه صنع فى أغلب الأحوال من الداخل وفى أزمة سوريا صوره من صور البلطجة حتى ولو كان نظام بشار الأسد غير مقبول ومرفوض داخليا وعربيا والبلطجة التى يمارسها الأمريكيون والعناد والإصرار على توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا ليست وليدة اليوم ولا الهجوم بالكيماوى فى الغوطه إذا كان صحيحا أو غير ذلك. فالولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض حلفائها فى حلف الناتو منذ شهور يفكرون فى تسليح المعارضه السوريه وتوفير الدعم المالى والسلاح لها سواء من خلالهم أو قنوات أخرى برعاية أمريكية وليس الهدف هو حماية الشعب السورى وان كان هو المعلن فى الاعلام. ولكن هناك اهداف غير معلنه وهو استهداف النظام السورى المتحالف مع إيران والتى عجزت الولاياتالمتحده عن اتخاذ قرار بضربه عسكريا رغم التلويح بذلك والتهديد به منذ سنوات وبالإضافة الى تكسير عظام النظام السورى يهدف الى تامين اسرائيل بالدرجه الاولى والتى لايزال النظام السورى رغم ضعفه يمثل تهديدا لاسرائيل ولم يبرم اتفاقا معها حتى الان رياح البلطجة القادمة بهذا العمل العسكرى لن تقتصر آثاره على سوريا حتى ولو كان النظام السورى مرفوض عربيا ومكروه دولياالخريطة العربية تواجه الآن محاولات خطيرة ومؤلمه للفوضى والتقسيم. وحتى لو كان سقوط النظام السورى هو الهدف فان هذا الامر يبدوا بعيدا حتى لو تكالبت عوامل عديدة لانجاز هذة الضربه ولو سقط النظام السورى الحالى وهو امر يبدوا بعيدا حتى لو تمت هذة الضربة والعدوان فان مستقبل سوريا سيكون مجهولا ويصعب ترسيم نظام جديد يدين بالولاء لمريكا وحلفائها او يتم الترسية على كرازاى سورى. ورغم ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والاوربية تدعى الكفاءة والخبرة الا انها يبدو انها اصيبت بالترهل لانها لاتدرك ان سوريا تختلف عن العراق حتى ولو كانتا متجاورتين سوريا ليست العراق وسوريا ليست افغانستان. وبعيدا عن المواقف الروسية او الصينية او دول اخرى تعارض هذا الخيار العسكرى ضد سوريا فان النظام السورى لديه القدرة على تحمل هذة الضربات وان تكررت لان الظروف مختلفة الان وتجربة العراق لاتزال مريرة والقبول الشعبى العربى لن يرضى ابدا بهذة البلطجة الامريكية. واذا كانت الاتهامات الموجهة الى سوريا هى استخدام الكيماوى ضد المواطنيين فى الغوطة فان تاريخ النظام السورى معروف فى البطش والتنكيل ولكن هذا التدخل العسكرى الدولى بقيادة امريكا لن يضر الا الشعب السورى. وبرغم التهديدات الامريكية والاوربية لنظام بشار الاسد فان هناك قنوات مفتوحة بين هذا النظام وهؤلاء الذين يفكرون ويخططون لضربة عسكرياأن رياح البلطجة الامريكية التى تشير الى نظام الاسد فى سوريا هى بداية حملة تاديب لباقى دول المنطقة التى ترفض الانصياع الى الجانب الامريكى وحلفائ هى اشارة تهديدحقيقية للجميع وليس لسوريا فقط. وستزيد محنة الشعب السورى وربما يستمر نظام الاسد ويتلقى الضربة ويخرج منها اكثر قوة ثم تعود ادارة اوباما الى الحديث عن الحل السياسى والتفاوض بين الفرقاء. ولايمكن ان ننكر ان الضيق من نظام بشار الاسد يدفع الى هذا العمل العسكرى وهناك اطراف اقليمية عربية ومعهم تركيا تضغط لتوجية هذه الضربة الان وليس غدا وبالطبع فان اسرائيل فى الصدارة ولكنها تعمل فى الخفاء ورياح البلطجة التى تهب على الخريطة العربية وتستهدف سوريا. هى نوع من استعراض العضلات وتغطية لفشل الادارة الامريكية فى امور اخرى لاعلاقة لها بسوريا ولا نظام بشار الاسد وسواء تم توجي هذة الضربة او تاجيلها فانها تؤشر على مخطط ضد المنطقة بتحريض ركى واسرائيلى ويتنفيذ امريكى وبعض الحلفاء.