د ب أ ناقشت ألمانياوالولاياتالمتحدة إبرام اتفاقية غير مسبوقة لمكافحة التجسس بين البلدين ، حسبما ذكر أحد الوزراء الألمان ، ولم تؤكد واشنطن تلك نبأ هذه المحادثات. وأعلن رونالد بوفالا ، رئيس دار المستشارية المسؤول عن عمل أجهزة الاستخبارات ، والذي يعتبر منصبا وزاريا ، أمس الاثنين إجراء أول اتصالات في هذا الصدد بين وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن.إس.ايه) وجهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي.إن.دي) وأضاف أن الوكالة الأمريكية تعهدت كتابة بالالتزام بالقانون في ألمانيا. وأوضح بوفالا أن السلطات الأمريكية لم تكن لتقدم العرض الخاص بإبرام اتفاقية منع التجسس إذا لم تكن صادقة في مسألة التعهد بالالتزام بالقانون في ألمانيا. ورأى المسؤول الألماني البارز في هذه الاتفاقية فرصة وحيدة لوضع معايير لعمل الاستخبارات الغربية في الفترة المقبلة. وفي واشنطن ، قالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي كاتلين هايدن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الولاياتالمتحدة " تتشاور عن قرب مع الحكومة الألمانية لسماع مخاوفها ولضمان بقاء تعاوننا الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب والاستخبارات فاعلا قدر الإمكان". وعلى الرغم من ذلك ، لم تشر هايدن بصورة مباشرة إلى مزاعم بوفالا. وذكرت هايدن "لقد أوضحنا أن نوع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية التي تجمعها الولاياتالمتحدة هي من النوع التي تجمعها كافة الدول " في إشارة منها إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة الماضي حيث قال إن الولاياتالمتحدة "ليست مهتمة بالتجسس على الناس العاديين". وقال جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني أمس الثلاثاء أن رئيسه جيرهارد شندلر ، أرسل لرئيس وكالة الأمن القومي الأمريكية في التاسع من الشهر الجاري خطابا يدعوه فيه إلى بدء المحادثات في أسرع وقت ممكن بهدف التوصل إلى اتفاق. وكلف أوباما مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر بتكوين فريق لمراجعة برامج التجسس، كخطوة أعلن عنها الاسبوع الماضي من أجل إعادة الثقة في الحكومة وزيادة الشفافية. يأتي ذلك بعد أن كشف النقاب عن فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على كم هائل من بيانات الاتصالات عبر الهواتف والإنترنت في عدد من الدول ومن بينها ألمانيا بالإضافة إلى تجسس الوكالة على مقرات دبلوماسية في واشنطن. من جانبه رأى توماس اوبرمان رئيس اللجنة البرلمانية المسؤولة عن الرقابة على أعمال الاستخبارات في العرض الأمريكي "تنازلا يحفظ ماء وجه الأمريكيين" بسبب ما كان من تجسس للاستخبارات الأمريكية في ألمانيا وأوروبا. وطالب أوبرمان بأن يتم التفاوض حول هذه الاتفاقية على مستوى الحكومتين الأمريكية والألمانية وليس على مستوى رؤساء أجهزة الاستخبارات.