جابر القرموطى بقينا أحرار بما فيه الكفاية .. أى حد حيقف قصادنا حنضربه وربما نقتله أو على الأقل نخلى عيشته سوداء .. اللى يختلف معانا فى الرأى يبقى غبى ومبيفهمش، اللى ينتقدنا يشوف نفسه الأول ويدور على عيوبه وبعدين ينتقد غيره .. اللى يعترض على سلوكنا هو اللى سلوكه غلط، اللى يعترض على تربيتنا هو اللى مترباش، اللى ممكن ينافسنا ينسى لأنه كده بيحلم يوصل لنا، اللى شايف إننا ملناش قيمة فى الحياة هو اللى قزم وميستهلش يعيش، خلاصة القول إن اللى يعطل طريقنا ويهدد طموحنا مالوش عيش فى الدنيا ... قابلنى رجل مسن منذ أيام وطلب المساعدة فى عرض مشكلته أمام الرأى العام وتتلخص فى تطاول أولاده عليه، ووصل الأمر إلى طرده من بيت العيلة، ووسط بركة من الدموع استمعت إليه بعد أن ظن بى ما أسماه «الجدعنة « .. هل وصل بنا الأمر أن يضرب الابن الأب؟ وصل بنا الأمر لطرد رب البيت لمجرد أنه يمارس دوره المشروع والمحق فى تربية أولاده حتى وإن أخطأ، هل هانت علينا الأخلاق والفضيلة وصلة الرحم والتقارب لدرجة سعى الغالبية الآن لفك روابط الأسرة بكل العزم دون مراعاة للنتيجة التى سنصل إليها .. أقسم بالله العظيم أيها القارئ الكريم إن هذا الأب أدهشنى برغبته تقبيل يد أولاده ليعيدوه إلى منزله الذى ولد وتربى وشاخ فيه .. يااااااه على هذا الزمن الكئيب ..ماذا حدث لنا؟ أجاب الرجل الأمر فى منتهى الخطورة لأن الناس فهمت الحرية خطأ خصوصا بعد الثورة ..أصبحنا نسب ونلعن فى كل من يختلف معنا حتى وصلت الأمور أن يتطاول الأبناء على الوالدين لمجرد أنهما يمارسان دورهما فى تربية وتوجيه الأبناء ....أخذت من الرجل هاتف ابنه ووجدته شخصية شبابية مرموقة وضيفا فضائيا يشاهده كثيرون ويتأثرون به، لكنه للأسف رفض مجرد الحديث عن والده ووصفه ب» قليل الأدب ..ياااااه مرحلة خطرة أن يصف الابن والده ب «قلة الأدب» ؟ عشان كدا البلد بتروح ..نعم هى الحرية الخطأ لأبناء خطأ .