** قال الشاب لوالده: لماذا تريدني نسخة فوتوكوبي منك؟ قال الأب مندهشاً: يبدو أنك فهمتني بطريقة غير صحيحة؟ لا أنا عنتر بن شداد.. ولا أفضل رجال العالم.. حتي أخدعك وأقول لك أنا الأحسن.. فلماذا لا تكون أنت أيها الأغلي والأعز.. الأحسن والأحسن مني..! سأله الشاب: أنت تهاجمني وتنتقد ملابسي وشعري ولغتي في الكلام وتعتبرني تافها وسطحيا وتنسي يا والدي العزيز أنك في فترة شبابك.. كنت تجري خلف الموضة الموجودة في عصرك تربي شعرك كانيش وتلبس البنطلون الشارلستون الواسع من تحت.. وقد رأيت ذلك في صورك القديمة فلماذا تعترض علي تصرفاتي دائماً؟! قال الأب: يا ولدي أنا لا أنكر عليك أن تعيش أيامك لكن هل يعقل أن أراك تدخل في مناطق شائكة وأتركك تتوغل في الخطأ.. ولا أنصحك أو أحاول أن أخذ بيدك نحو الاتجاه الصحيح.. فإذا قال البعض إنك صورة مني فهذا الأمر لا يسعدني لأنني أتمني لك أن تكون مستقل الشخصية بل وأفضل مني.. يكفي أن جيلي أنهي حياته بالتكنولوجيا.. وأنتم بدأتم حياتكم بها.. وأنتم الجيل الذي قاد الثورة.. وجيلي للأسف سرقها منكم وعجز عن الانطلاق بها إلي الأمام! اندهش الابن من صراحة الأب علي هذا النحو وقال له: بصراحة يا بابا مش قادر أفهمك إزاي تعترضي علي تصرفاتي وفي نفس الوقت أنت فرحان بجيلي كله وبتعترف أنه صاحب الثورة الحقيقي! قال الأب مبتسماً: ما هي دي مشكلتك معايا.. أنا يمكن أغضب من شيء بتعمله علشان شايفه بعين الأب اللي كل ما يتمناه أن ابنه يكون أحسن منه.. لكن في نهاية الأمر فيه حقائق لازم اعترف بيها وبعدين يا بني الاختلاف بين الاجيال أمر طبيعي لكن المهم أن هناك مبادئ وأصول وقت أن نختلف حولها.. نخسر جميعاً أنا وأنت نخسر الماضي والحاضر والمستقبل. قال الابن وهو يحتضن أبيه: .. بعد إذنك يا حاج ممكن أبقي صورة فوتوكوبي من حضرتك؟