ا ش ا سيطر مقاتلو المعارضة السورية على قاعدة جوية استراتيجية في مدينة حلب شمال البلاد، مسجلين بذلك تقدما بعد سلسلة خسائر تكبدوها امام القوات النظامية في وسط البلاد. وقال المرصد لسوري لحقوق الانسان في بيان تلقته وكالة فرانس برس "سيطرت الدولة الاسلامية في العراق والشام ولواء الفتح وعدة كتائب مقاتلة فجر اليوم (الثلاثاء) على مطار منغ العسكري بشكل كامل" مشيرا الى ان "الهجوم الجديد بدأ فجر امس (الاثنين)". من جهته، قلل مصدر رسمي سوري من اهمية هذا الانجاز مؤكدا "خلو المطار من العتاد الحربي والطائرات". واشار المصدر الى ان "عناصر حماية مطار منغ في حلب فى حلب جميعهم بخير والمجموعات الارهابية تتكبد خسائر كبيرة جدا حول المطار وداخله". وعزا محللون هذه السيطرة الى رغبة كل طرف باخلاء المواقع الخاضعة لسيطرته من الطرف الاخر. ويدل على ذلك محاولة المعارضة احكام السيطرة على معاقلها في الشمال والشرق والنظام بالسيطرة على وسط البلاد، فيما يحاول الاكراد اقامة منطقة ذات حكم ذاتي في شمال شرق البلاد في مواجهة الجهاديين. ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاكراد في سوريا الى عدم الانضمام الى "الجماعات المتطرفة"، مؤكدا في الوقت ذاته ان هناك "مشروعا طائفيا" يجري تنفيذه في المنطقة. وقال المالكي في مقابلة تلفزيونية نشر مكتبه الاعلامي في بيان مقتطفات منها "حذرنا من خطر المجموعات الارهابية في سوريا منذ الايام الاولى وقلنا انهم يشكلون خطرا على كل سوريا ووحدتها وعلى المجتمع السوري". ومنذ اكثر من اسبوعين تدور اشتباكات عنيفة بين مجموعات جهادية والاكراد في مناطق واسعة من شمال سوريا، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا "النفير العام"، من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين. ويعود فضل الانتصارات في اللاذقية وحلب الى التحالف الذي ربط بين الكتائب المقاتلة المحلية والجهاديين، بحسب المرصد ومحللون. ويقول المحلل تشارلز ليستر من مركز الابحاث حول الارهاب والتمرد ان "الانتصار يدل على اثر الخطة التي اتبعها الناشطون الاسلاميون وبخاصة في شمال سوريا". وذكر المرصد ان "مقاتلي المعارضة يحاولون السيطرة على مطار مينغ منذ ثمانية اشهر لمنع النظام من استخدام طائراته في قصف المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم". وتمت السيطرة على المطار غداة "عملية انتحارية" قام بها سعوديا من كتائب المهاجرين والانصار "فجر نفسه بواسطة عربة مدرعة امام مركز القيادة في مطار منغ العسكري المحاصر". ودمر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة اثر ذلك "عدة اليات ثقيلة وتمكنوا من السيطرة على أبنية وأسر وقتل عدد من ضباط وجنود القوات النظامية"، بحسب بيان المرصد. ويحاصر مقاتلوا المعارضة مطار منغ العسكري الواقع على مسافة نحو 37 كلم شمال مدينة حلب منذ اطلاقهم "معركة المطارات" العسكرية في محافظة حلب في 12 شباط/فبراير الماضي. واعتبر الائتلاف الوطني السوري سيطرة المقاتلين على المطار "خطوة مهمة سيكون لها دون شك أثر استراتيجي على طبيعة المعركة في سائر مناطق الشمال"، بحسب ييان صادر عنه. وفي اثناء ذلك، افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في عدة قرى في جبل الاكراد بريف اللاذقية" مشيرا الى "سيطرة الكتائب المقاتلة على بلدة خربة باز". وياتي ذلك غداة قيام مقاتلو المعارضة السورية بتقدم محدود في ريف اللاذقية سيطروا فيه على اربع قرى ذات غالبية علوية"، فيما "استعادت القوات النظامية السيطرة على قرية بيت الشكوحي، عقب اشتباكات عنيفة". وافاد المرصد ان المقاتلين استهدفوا مواقع للقوات النظامية في جبل الاكراد وجبل التركمان في شمال المحافظة الممتدة على الساحل السوري، نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن تعرض مقاتلي جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام في دنحا التابعة لمدينة يبرود بالقلمون مساء امس، حيث استولو السبت على مخازن للذخيرة والصواريخ "لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من القوات النظامية وغارات من الطيران المروحي". واسفر ذلك عن مقتل 13 مقاتلا واصابة 45 اخرين، بحسب المرصد الذي اشار الى استمرار الاشتباكات والقصف حتى فجر اليوم. وتحاول قوات نظام الرئيس بشار الاسد منذ فترة طويلة السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم ضد العاصمة. وتاتي هذه المعارك بعد ايام من استعادة القوات النظامية لحي الخالدية المحوري في شمال مدينة حمص الذي بقي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لنحو عامين. وتعد استعادة السيطرة على الخالدية الاختراق العسكري الثاني الذي تحققه القوات النظامية خلال الشهرين الماضيين، بعد سيطرتها في الخامس من حزيران/يونيو الماضي على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لاكثر من عام. ويواصل الطرفان معارك الكر والفر في ظل غياب اي حل سياسي لوضع حل للنزاع في البلاد الذي اودى بحياة اكثر من 100 الف شخص بحسب الاممالمتحدة ولجوء ملايين الاشخاص الى الدول المجاورة. ودوليا، صرحت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو الثلاثاء ان الاب الايطالي اليسوعي باولو دالوليو الذي يعيش منذ فترة طويلة في سوريا، والمعروف بمواقفه المعارضة لنظام بشار الاسد "خطف على ما يبدو من قبل مجموعة اسلامية" تشكل "النسخة المحلية من القاعدة" في سوريا.