عماد بركات بالرغم من قرب إنتهاء شهر رمضان ، فإن الإعلانات مازالت لم تعرف طريقها إلى قنوات التليفزيون الحكومية والخاصة بالشكل الذى اعتاد عليه المشاهدون فى مثل هذا الماراثون الرمضانى، فى الوقت الذى يمثل فيه شهر رمضان وحده 65% من حصيلة الإعلانات طوال العام، الأمر الذى ينذر بوقوع خسائر كبيرة لأغلب القنوات هذا العام جراء إنتاج وشراء برامج ومسلسلات بملايين الجنيهات، أملا فى تعويضها من أرباح الإعلانات، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. عدد كبير من خبراء الإعلان فى مصر أجمعوا على أن الظروف السياسية التى تمر بها مصر والتى انعكست بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية للبلاد، وأدت إلى تراجع نمو وإنتاج الشركات فى مختلف المجالات، مما انعكس على خططها الدعائية فى وسائل الإعلام وتحديدا المرئية مقارنة بالأعوام السابقة التى سبقت ثورة يناير وتلتها مباشرة، وقد ظهر ذلك واضحا فى حجم الإعلانات التى تعرض على الشاشات المختلفة بالإضافة إلى ضعفها الإنتاجى وعدم وجود نجوم مشاركين فيها كنوع من الترشيد باستثناء إعلانين لكريم عبد العزيز وأحمد عز، بل إن أغلب الإعلانات التى تعرض حاليا قديمة وعرضت من قبل، كما لم يوجد أى رعاة لأى من البرامج والمسلسلات واكتفت الوكالات الإعلانية بوضع أسبوتات منفصلة على بعض الأعمال، وقد أكد أحد خبراء الإعلان ورئيس إحدى الوكالات الإعلانية الكبيرة الذى رفض ذكر اسمه، أن الوكالات لجأت هذا العام إلى تخفيض أسعار الإعلانات إلى النصف ورفعت عدد الأسبوتات المجانية فى نظام"الباكدج" من أجل جذب المعلنين، ولكن ذلك لم يؤت بالثمار الذى كانوا ينتظرونه، وأشار إلى تركيز الوكالات عادة فى شهر رمضان على اختيار أكبر وأفضل المسلسلات الدرامية التى تضم كبار النجوم باعتبارها الورقة الرابحة فى هذا الموسم، حيث يفضل أغلب المعلنين على بث إعلاناتهم داخل المسلسلات الدرامية، ولهذا فنجد أن 90 % من إعلانات شهر رمضان تذهب إلى قنوات الدراما ومنها بانوراما دراما التى تحتل المركز الأول بين قنوات الدراما جلبا للإعلانات فى رمضان وطوال العام أيضا، وتليها قناتا الحياة مسلسلات وcbc دراما فى جلب الإعلانات ثم النهار دراما، ولذلك تسعى كل من هذه القنوات فى الحصول على العرض الحصرى لأهم الأعمال الدرامية لكبار النجوم ضمانة فى الاستحواذ على أكبر نسبة مشاهدة، ثم يأتى تسويق البرامج سواء الترفيهية أم التوك شو فى المرتبة الثانية، وأكد المصدر أن متوسط شراء أى قناة دراما معروفة كبانوراما والحياة ,والنهار وال cbc دراما لمسلسلات للعرض فى رمضان يتراوح بين 50 إلى 80 مليون جنيه لعدد من 6 إلى 9 أعمال، بالرغم من معرفتها بأنها لن تستطيع تحقيق أى أرباح من ورائها فى هذا الشهر، لكنها تعمل على تحقيق الأرباح من العرض الثانى لهذه الأعمال بعد شهر رمضان. وأكد طارق مبروك رئيس الإدارة المركزية للإعلانات بالقطاع الاقتصادى أن خطة التسويق هذا العام واجهتها مشكلات كثيرة أهمها تأخر إعلان الخرائط النهائية للقنوات، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للمسلسلات التى سيتم شراؤها بسبب الأحداث التى شهدتها مصر وعدم وجود وزير للإعلام قبل رمضان بعشرة أيام والذى يملك وحده توفير السيولة المالية لها، فى الوقت الذى قامت فيه القنوات الخاصة بالإعلان عن الأعمال التى ستعرضها قبل رمضان بشهرين وأكثر، وأضاف، أن أسعار الإعلانات تم تخفيضها بشكل مرضى لجميع المعلنين من خلال منح مزايا إعلانية إضافية، ولكن بسبب ضعف المحتوى البرامجى للقنوات نواجه صعوبات بالغة فى جلب إعلانات عليها، أيضا غياب التنسيق بين رؤساء القنوات والإدارة المركزية للإعلانات فيما يعرض على شاشاتهم من برامج وأعمال جيدة أو حتى استضافة شخصيات كبيرة فى مختلف المجالات بهدف تسويقها، لدرجة أننا نفاجأ بما يعرض كباقى المشاهدين