جلال الشافعى - على الرغم من توقف النشاط الرياضى فى مصر على خلفية الظروف التى تمر بها البلاد، ولجوء مذيعى تلك القنوات الرياضية للحديث عن السياسة، وكأنهم خبراء ومحللون سياسيون، حتى إننا صرنا نشاهد معلقى مباريات كرة القدم يتحدثون فى الشئون السياسية أثناء المباراة، فإن قرار غلق قناة مودرن بنهاية الشهر الجارى كان صدمة لعدد كبير من المشاهدين، كونها واحدة من أهم القنوات الفضائية المتخصصة فى المجال الرياضى فى مصر، نظرا لضمها عددا من النجوم من مقدمى البرامج الرياضية وعلى رأسهم الثنائى أحمد شوبير ومدحت شلبى اللذان انفردا بتصدر المشهد عقب إغلاق القناة، حيث إن عقد كل منهما يحمل شرطا جزائيا باهظا يقدر بنحو 30 مليون جنيه. كانت القناة تضم أيضا عددا كبيرا من المحللين أصحاب الخبرة فى عالم الرياضة تجعلها تستحوذ على نصيب الأسد فى نسبة المشاهدة بين القنوات الرياضة فى مصر منذ انطلاقها وكذلك تعاقدها خلال مسيرتها مع عدد من نجوم الرياضة للظهور حصريا على شاشتها. ومع فسخ عقود عدد كبير من العاملين بالقناة، إلا أن غياب شوبير ومدحت شلبى عن الساحة كان له وضع آخر، ليس لتمسك مالك القناة بهما، ولكن لأن عقد الثنائى ينتهى عام 2015 وفى حالة الاستغناء عنهم من صاحب القناة قبل هذا التاريخ يجب دفع 30 مليون جنيه شرطا جزائيا كما ينص عقد كل منهما، ولن يتم دفع الشرط الجزائى من مالك القناة فى حالة واحدة وهى الغلق التام للقناة، وهى الحيلة التى لجأ إليها محمد الأمين فى الوقت الحالى لكى يتم الاستغناء عن الثنائى دون دفع أى شرط جزائى، لكن ربما يجد الثنائى مخرجا آخر وهو أن الأمين يمتلك عدة قنوات، فهو وإن أغلق قناة، فالقنوات الأخرى لا تزال تعمل. وأكد مصدر بالقناة رفض نشر اسمه ل «الأهرام العربى» أن ما يفعله الأمين مالك قنوات «مودرن» بالغلق الكلى يعد مخططا مدروسا للإطاحة بشوبير وشلبى دون دفع الشرط الجزائى، وأن مخطط الإطاحة لم يكن وليد اليوم بل منذ دمج قناتى «مودرن سبورت» و«مودرن كورة» فى إبريل 2012، مع تحجيم نسبى للبرامج صاحبة الفترات الطويلة سواء لمدحت شلبى أو أحمد شوبير ورسم خريطة جديدة للقناة، وذلك بعد فشله فى تقليص رواتبهم إلى 3 ملايين سنويا بعد رفضهما التنازل عن راتبها السنوى. وأضاف المصدر، أن ما يفعله الأمين مجرد مخطط للتخلص من الشرط الجزائى فقط، وأنه سيقوم بإعادة بث القناة من جديد فى وقت لاحق ولكن باسم جديد، أو سيتم عمل برامج رياضية فى قناة "سى بى سى" وقد يكون أى من الثنائى المقدم الأول للقناة فى تلك الفترة وهو ما سيوفر له ما يقرب من نصف التكاليف، نظرا لتمسك الثنائى بفريق العمل الخاص به من مراسلين ومعدين ومخرجين وكذلك محللى المباريات، وهو ما يكلف إدارة القناة مصروفات باهظة، بالإضافة لرواتبهم الهائلة، حيث يتقاضى شلبى أكثر من 8 ملايين جنيه سنويا، كما يتقاضى شوبير ما يقرب 6 ملايين جنيه. وقد تشهد الأيام المقبلة أزمة كبيرة للأمين مع شلبى وشوبير نظرا لتمسك الثنائى بدفع الشرط الجزائى لأن نصوص العقد تقول بأن التنازل عن الشرط الجزئى والمقدر ب30 مليونا لكل منهما يشترط الغلق الكامل للقنوات المالكة للشركة وأن عقديهما مع شركة "فيوتشر" الراعية وليس قناة مودرن وأن استمرار قنوات السى بى سى فى البث يؤكد أحقيتهما فى الحصول على الشرط الجزائى وأنهما لا يمانعان العمل فى أى قناة تابعة للشركة. أيضا، ترددت الأنباء عن أن شلبى سيقوم بتقديم برنامج رياضى على شاشة (c.b.c)، وهو ما يؤكد بأن شلبى هو من سيستمر مع الأمين رغم أسلوبه المبالغ فيه فى طرح الأحداث آخرها الاحتفاء بفوز منتخب مصر للشباب على نظيره الجزائرى، بنهائيات أمم إفريقيا التى استضفتها الجزائر، على الرغم من حالة الاحتقان بين شعوب البلدين على خلفية ما حدث فى مباراة الخرطوم بين منتخبى مصر والجزائر بتصفيات كأس العالم 2010. وأفرد شلبى تقريرا مطولا عقب اللقاء، عنوانه «الجزائر طريق مصر إلى البطولات العالمية»، متناولا جميع اللقاءات التى فازت فيها مصر على الجزائر، وتأهلت عبرها إلى نهائيات كأس العالم أو الأوليمبياد، دون مراعاة لشعور الأشقاء، أو حتى لوجود منتخب الشباب المصرى فى الجزائر لاستكمال البطولة. وفى هذه الحالة سيكون شوبير خارج حسابات الأمين فى الفترة المقبلة، لكن نجومية شوبير تجعل القنوات تتهافت على الفوز به، كواحد من أهم مقدمى البرامج الرياضية فى مصر، وإذا كان من المؤكد رحيل شوبير، إلا أن أنباء ترددت عن تعاقده مع قناة صدى البلد لتقديم برنامج رياضى جديد على شاشتها، وربما أيضا تشهد الأيام القليلة المقبلة عودة شوبير إلى بيته القديم قناة "دريم". وتعد الانطلاقة الحقيقة لقناة "مودرن" عام 2007 وثبتت نجاحها وتترك صدى كبيرا لدى الجماهير المصرية وهو ما دفع إدارة القناة بافتتاح قناة رياضية أخرى وهى "مودرن كورة" عام 2010، عندما تعاقد وليد دعبس صاحب القناة فى ذلك التوقيت مع أحمد شوبير ليعود للعمل الإعلامى من جديد بعد غياب فترة طويلة عن الظهور على الشاشة بسبب الأزمة التى نشبت بينه وبين مرتضى منصور والتى أطاحت به من قنوات "الحياة" ليقدم شوبير خلالها الاستوديو التحليلى للدورى المصرى وبرامج أخرى حوارية، ليعود للمنافسة مع شلبى، لكن تحت سقف قنوات مودرن. بعدها قرر رجل الأعمال محمد أمين مالك شركة (فيوتشر) للإعلام والتى تضم قنوات مجموعة قنوات "النهار" إلى جانب "CBC"، شراء مجموعة "مودرن" بنسبة ٪85، فيما ظلت باقى نسبة ال ٪15 فى يد الدكتور وليد دعبس العضو المنتدب لقنوات مودرن، وأعلن الأمين على الفور الإبقاء على قناتى مودرن سبورت وكورة مع عمل ثورة تغيير فى الاستديوهات والإمكانيات المتاحة لهما. وبالفعل استمرت القناتان فى البث ويطرق عليهم بعض التغيرات قبل أن يقرر الأمين ضم القناتين فى قناة وحدة فى أبريل 2012 ويصبح اسمها "مودرن". ويأتى قرار الغلق بداعى الخسائر الفادحة التى تعانى منها القناة منذ ثورة يناير ودخول الرياضة المصرية فى نفق مظلم بعد مذبحة بورسعيد ومرورا بالقرار الأخير بتوقف النشاط من جديد بعد 30 يونيو، وهو ما يؤكد أن خروج القناة من أزماتها أصبح يحتاج وقتا كبيرا وأنها ستتعرض لخسائر أكبر لو استمرت فى البث خلال الفترة المقبلة. وهو ما دفع إدارة القناة بفسخ كثير من العقود مع معظم العاملين فى القناة لهذا السبب وأصبحت القناة تقوم بعرض كل المواد المسجلة نظرا للاستغناء المفاجئ عن معظم مقدمى البرامج أمثال مجدى عبد الغنى ومصطفى يونس وغيرهما من مقدمى البرامج والمحللين والاستغناء عما يقرب من ٪80 من العاملين على أن يتم الاستغناء على باقى العاملين مع غلق القناة بشكل نهائى. ومما يؤكد وجود مخطط للإطاحة بشوبير وشلبى هو حضور أغلب العاملين بالقنوات التى يمتلكها محمد الأمين لحفل الإفطار الذى أقامه منذ أيام، فيما تغيب الثنائى عن الحضور.