هل اللعب فى تل أبيب جريمة أو «خيانة عظمى»؟! إنه سؤال لأقدم قضية رياضية تتناولها الصحافة العربية من المحيط للخليج دون أن تضع عنوانا رئيسيا لها، بل دون أن تتوصل إلى إجابة قاطعة، بل إن أغلب وسائل الإعلام العربية، خصوصا الخليجية منها ترفض فكرة طرح هذا الموضوع للنقاش وتتهرب منه دوما، فى الوقت الذى تتعمد فيه وسائل الإعلام المصرية ودول شمال إفريقيا أن تجعل من القضية، حديث رأى عام. قضية اللعب فى إسرائيل، عادت لتفرض نفسها حدثا مع بدء عدد من وسائل الإعلام فى مصر، خصوصاً الصحافة والمواقع الرياضية الإلكترونية فى الحديث مقدما عن احتمالية توجه نجمى الكرة المصرية محمد صلاح ومحمد الننى المحترفين فى بازل السويسرى إلى تل أبيب خلال الأيام القليلة المقبلة، لخوض مواجهة تجمع بين فريقهما السويسرى وفريق مكابى تل أبيب الإسرائيلى فى الدور الثالث من بطولة دورى أبطال أوروبا. وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن المأزق الذى سيتعرض له النجمان المصريان، وهناك من دعا صلاح والننى إلى رفض الذهاب إلى تل أبيب. ومن المقرر أن تقام مباراة الذهاب بين بازل ومكابى أحد يومى 30 أو 31 الشهر الجارى. والحقيقة أن مبادرة الإعلام المصرى بالحديث وطرح الأمر مبكرا، جاء على خلفية الأزمة الكبرى التى أشعلتها صحافة الجزائر بعد قيام اللاعب الجزائرى أمير سعيود، لاعب الأهلى المصرى السابق، والمحترف حاليا فى بلغاريا، بالمشاركة مع فريقه بيروزى فى مباراة الذهاب ببطولة الدورى الأوروبى، كأس الاتحاد سابقا، أمام فريق هابويل تل أبيب، واتهمت صحافة الجزائر اللاعب بالخيانة العظمى . حيث هاجمت جريدة "الفجر" الجزائرية اللاعب وقالت عنه إنه "أمير الخيانة العظمى"، ورأت الجريدة أن ما فعله "سعيود" لا يشرفه ولا يشرف هويته وانتماءه، ضاربًا بذلك الأعراف والقيم، وأن ما فعله يجسد التطبيع مع إسرائيل والذى يتنافى مع سياسة الجزائر المعروفة تجاه الكيان الصهيونى. وأشارت وسائل إعلامية جزائرية إلى مواقف سابقة لعدد آخر من نجوم الكرة فى بلد المليون شهيد، وقالت :" سبق للعديد من اللاعبين الجزائريين أن قاطعوا سفريات نواديهم إلى إسرائيل، على غرار كريم مطمور، ورفيق حليش وآخرين، فيما فضّل آخرون اللعب هناك على غرار الفرانكو جزائرى ناصر ميناسيل والدولى السابق سليم عراش، اللذان كانا على أعتاب التوقيع لفريق إسرائيلى قبل أن يتراجعا عن ذلك بضغط من عائلتيهما، فضلا عن إسحاق بلفوضيل، الذى سبق له زيارة الدولة العبرية مع منتخب فرنسا للشباب. وبالعودة إلى قضية الثنائى المصرى، فرغم أن النجمان الدوليان لم يؤكدا أى شىء حتى الآن، فإنهما أفصحا عن إمكانية اللعب فى تل أبيب، بعد أن قالا فى تصريحات صحفية احترامهما قرار إدارة بازل والجهاز الفنى فى حالة طلب منهما المشاركة فى مباراة العودة بإسرائيل، وأن الأمر بالنسبة لهما لا يمثل مشكلة. فى المقابل، نشرت صحيفة "رقم 1" الرياضية الإسرائيلية حواراً قديماً أدلى به صلاح لأحد الصحف الرياضية المصرية منذ 8 أشهر وتحديداً في نوفمبر من العام الماضى أثناء قيام إسرائيل بتنفيذ عملية عامود السحاب فى قطاع غزة. وقال صلاح خلال الحوار: إنه فى حالة إيقاع القرعة فريق بازل لمواجهة فريق إسرائيلى فإنه لن يسافر إلى تل أبيب للعب أمام فريق صهيونى، حتى لو كلفه فسخ تعاقده. ولكن الغريب فى الأمر أن اعتبار اللعب فى تل أبيب جريمة ليس إلا ظاهرة إعلامية فقط، حيث سبق وأن توجه نجمان دوليان سابقان إلى تل أبيب من قبل، وهما هانى رمزى خلال وجوده مع فيردر بريمن الألمانى عام 1995، وخاض مع فريقه الألمانى بالفعل مباراة أمام مكابى تل أبيب، ومن بعده الحارس الدولى المعتزل نادر السيد خلال فترة احترافه بنادى كلوج بروج البلجيكى، وإن كان الفارق أن نادر اكتفى بالسفر مع فريقه ورفض أن يلعب المباراة وتابعها من على دكة البدلاء، بينما رفض النجم الدولى أحمد حسن وقت احترافه فى بلجيكا السفر مع فريقه أندرلخت إلى تل أبيب لخوض مباراة الذهاب أمام مكابى حيفا، واكتفى بخوض مباراة العودة فى بروكسل . ولم يؤثر الأمر سلبا على الثنائى هانى رمزى ونادر السيد، فالأول عاد بعد انتهاء تجربته الاحترافية الطويلة فى المانيا إلى مصر لتولى تدريب عدد من الأندية، بل وعدد من المنتخبات الوطنية وكان آخرها المنتخب الأوليمبى فى دورة «لندن» الأوليمبية صيف العام الماضى، فيما بات نادر السيد الآن أحد رموز ثورة 25 يناير.