بدء منذ قليل بمقر الامانة العامة للجامعة العربية أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري برئاسة محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري ومشاركة د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ، وذلك لمناقشة مستجدات الاوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لحل الازمة الراهنة والترتيبات الجارية بشأن المؤتمر الدولي "جنيف2" الخاص بسوريا الى جانب بحث مشروع ترام القدس التى تعتزم اسرائيل انشاءه بالمدينة المقدسة وكان مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين قد عقد اجتماعا فى وقت سابق اليوم للتحضير للوزاري العربي ، حيث يتضمن مشروع القرار الخاص بسوريا التأكيد على ضرورة الحوار بين السوريين ، وتشكيل هيئة حكم انتقالية لفترة زمنية محددة لتهيئة بيئة محايدة تتحرك فى ظلها العملية الانتقالية وأن تمارس هذه الهيئة كامل السلطات التنفيذية على أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الاخرى وأن تشكل على أساس الموافقة المتبادلة . كما يتضمن مشروع القرار الترحيب والدعم الكامل للتوافق الدولى والمساعى الجارية بشأن انعقاد مؤتمر دولى بجنيف وحث كل الاطراف السورية للمشاركة من أجل ايجاد حل سلمى وسياسى للازمة السورية وفق البيان الصادر عن مجموعة العمل من أجل سوريا التى انعقدت فى جنيف فى يونيو عام 2012 مع الدعم الكامل لجهود المبعوث الدولى المشترك الاخضر الابراهيمى وأكد وزير الخارجية المصري في كلمة الافتتاحية أن الثورة السورية دخلت عامها الثالث والشعب السوري مازال يعاني من قصف وتعذيب ،والدولة أصبحت علي شفا الانهيار مما ينذر بعواقب وخيمة علي الامن القومي العربي والدولي والنسيج الاجتماعي للشعب السوري . وحذر عمرو فى من تدخل عناصر خارجية في الازمة السورية مشددا علي رفض مصر لاي تدخل اجنبي في الشؤون السورية ، مشيرا إلى المأساةِ التي يعيشها أكثر من أربعة ملايين سوري ما بين لاجئ، يعيش خارج وطنه أو نازح فى الداخل، والآثار المباشرة للاقتتال الدائر في سوريا بدأت تمتد بشكل مباشر إلى أراضي دول الجوار. وجدد عمرو التأكيد على الموقف المصري الثابت والداعم لتطلعات الشعبِ السوري المشروعةِ في التغيير والديمقراطية عبر عملية سياسية تُفضي إلى نقل السلطة في سوريا بشكل آمن ومنضبط يحفظُ لسوريا وحدتَها الإقليمية ووحدة نسيجِها المجتمعي ويحافظُ علي مؤسساتها الوطنية، مشيرا إلي مصر تؤكد دائماً أنه لا مكان في سوريا الجديدة لأي من القيادات التي تلوثت أياديها بدماء الشعب السوري. وأشار إلي أن اجتماع اليوم يأتى فى أعقاب التفاهم الروسي- الأمريكي الأخير الرامي لتفعيل وثيقة جنيف من خلال عقد مؤتمر جنيف 2، وبما يتسق إلى حد كبير مع عناصر المبادرة التى طرحتها مصر وما بذلته من جهود فى هذا الشأن وبما يهيئ فرصة -ربما الأخيرة- للتوصل إلى حل سياسي للوضع في سوريا. وأضاف إن هذا الاستحقاقَ الهام يملي علينا تعزيزَ جهودِنا المشتركةِ لدعمِ العمليةِ السياسية التي قد يطلقُها مؤتمر جنيف2، لأن البديل عن التوصل لحل سياسي سيصعبُ التنبؤُ بعواقبه، وسيكون بلا شكٍ كارثياً على الشعب السوري الشقيق، وعلى الاستقرار في عالمنا العربي، وسيؤدي إلى انهيار دولة طالما كانت فاعلاً محورياً قي منظومة العمل العربي المشترك. وأكد عمرو أنه صار من الضروري أن نتوحد جميعاً خلفَ عددٍ من المحددات التي تضمن نجاحَ مؤتمر جنيف 2 وخروجَه بنتائجَ تحققُ تطلعات الشعب السوري في الحريةِ والكرامةِ والديمقراطيةِ وأهمُ تلك المحددات بذلُ كافةِ الجهود لتوحيدِ المعارضة السورية وتفويتِ الفرصة على من يحاول أن تذهبَ المعارضةُ إلى جنيف منقسمة في مواجهة النظام وأهميةُ التأكيد على أنه لا مكانَ في سوريا الجديدة لأيً من القيادات التي تلوثت أيديها بدماء الشعب السوري وأن تكونَ عمليةُ التفاوض خلال مؤتمر جنيف 2 مرتبطةً بإطارٍ زمنيٍ محدد، بما في ذلك الاتفاق على المدى الزمني للمرحلة الانتقالية، تفويتاً لمحاولة استخدام مؤتمر جنيف 2 لكسب الوقت، مع استمرار المأساة التي تدور رحاها في سوريا ويدفع ثمنَها الأبرياءُ من أبناءِ هذا الشعبِ العربيِ الكريم. وأضاف أن المحددات تتضمن أيضا ضرورةُ قيام النظام فورَ بدء المفاوضات بالتوقف عن ممارساتِه الوحشية في حق الشعب السوري، والإفراجِ عن المعتقلين السياسيين، والسماحِ بوصول المساعدات الإنسانية لكافة الأراضي السورية. وأعرب عمرو عن الأملِ فى أن يسهم الاجتماع في الإسراع بإنهاءِ معاناةِ الشعبِ السوريِ الشقيق ووضعِه على طريق تحقيقِ آمالِه وتطلعاتِه في العيش بحريةٍ وكرامةٍ في سوريا الموحدةِ الديمقراطية الحاضنةِ لكل أطيافِ الشعب . ومن جانبه حذر الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية من تدهور الاوضاع على الساحة السورية في ظل استمرار العنف والقتال الذي اودى بحياة الآلاف من الضحايا ، مؤكدا على موقف الجامعة العربية من الازمة السورية والذي يرتكز بالاساس على الحل السياسي . وقال العربي في كلمته أمام الاجتماع ن هناك اجتماعا تمهيديا لمؤتمر جنيف يعقد نهاية الشهر الجاري موضحا أن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المستقيل أرسل برسالتين إلي الجامعة العربية كانت آخرها صباح اليوم وتم عرضهما علي اجتماع مندوبي الدول العربية ،ولم يفصح العربي عن مضمون الخطابين سوي انه تم ندب هيثم المالح لعرض روية المعارضة بشأن المشاركة في جنيف 2. وأشار العربي إلي أن هناك مشروعي قرار تم مناقشتهما اليوم خلال اجتماع المندوبين احدهما للجزائر والآخر للرؤية القطرية التي نوقشت خلال اجتماعات اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية في 23 مايو الماضي وأشار انه تم الاتفاق على دمج المشروعين لمناقشتهما أمام اجتماع وزراء الخارجية.