تجار السلاح من أوروبا. والمقاتلون من المجاهدين والمرتزقة من كل جنس وملة.. والقتلى سوريون وغير سوريين. والرياض والدوحة تتقاسمان الأرض السورية، الشمال للدوحة والجنوب للرياض تحت رعاية المخابرات الأمريكية، يتنوع السلاح بين بنادق كلاشينكوف وقنابل يدوية وصواريخ محمولة كتفا وعبوات ناسفة. الأمير القطرى حمد بن خليفة يشرف على إرسال السلاح بنفسه إلى العاصمة التركية أنقرة، ومن أنقرة تبدأ رحلة التهريب إلى الشمال السورى، أما فى السعودية فيلعب هذا الدور الأمير بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودية الأسبق، ويصل رجاله وتابعوه بالسلاح إلى الأردن، وتبدأ الرحلة إلى الجنوب السورى. هذا هو مسرح الحرب فى بلاد الشام بوصفها أفغانستان جديدة، تلعب فيها أموال الخليج نفس الدور الذى لعبته سابقا فى حرب المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتى، هؤلاء المجاهدون لا يعرفون قط المسرح الإسرائيلى، بل هلل بعضهم بعد الهجوم الصهيونى على بلد عربى ومسلم، ولم يعد أحد يتكلم عن ربيع عربى أو ثورة فى سوريا، وجاء أبو صقار وهو يأكل كبد مقاتل فى الجيش السورى ليكشف كل أطراف اللعبة المميتة فى سوريا. ومع انتشار مقاطع من فيديو لآكل القلوب واعترافه وعدم إبداء الندم تأكد الرأى العام الأوروبى قبل العربى بأن ما يدور فى بلاد الشام لعبة وحشية لا علاقة لها بالحرية والديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل تجارة موت برعاية أمريكا لصالح إسرائيل لإنهاك الجيش العربى السورى، وتدمير ما تبقى من الدولة السورية. وذرا للرماد فى العيون ذهب جون كيرى، وزير خارجية أمريكا إلى العاصمة الروسية موسكو واجتمع بوزير الخارجية لافروف، ليخرج بتصريح عجيب يقول فيه: سوف نجلب النظام والمعارضة إلى طاولة الحوار فى مدينة جنيف السويسرية، وتبدأ الدوحة والرياض فى تقييد تدفق السلاح والمال إلى رجالهم فى مسرح العمليات، فيهاجر بعض أفراد الجيش الحر إلى أوروبا، ويخرج المرتزقة وما يسمى بالمجاهدين هروبا بعد حصار الجيش السورى لهم، لتصبح اللعبة الجديدة هى المفاوضات لعلها تصبح عصا التقسيم، وقد اعترف معاذ الخطيب أحد أبرز قادة المعارضة بأن الغرب يريد تقسيم سوريا وليس مساعدتها فى نيل الحرية.