سؤال بسيط، وإجابات مؤلمة! ترى هل ما حدث ثورة لخلع نظام مستبد! أم خلع عباءة الدين وإنكار وجود الله والإلحاد؟! الإجابات سوداء مؤلمة تأتينا من الشارع من حال الناس خصوصاً البسطاء والشباب عماد المستقبل، الذين صدقوا ما يسمى المشروع الإسلامى فى حكم البلاد، وفرحوا فى سذاجة وظنوا أن هؤلاء سيأخذون بأيديهم إلى الجنة، وصدمتهم حقيقة فتاوى فقهاء السيارات الفارهة والقصور المكيفة والأموال المتدفقة التى لا تعرف الجنيه المصرى الهزيل، إنما سيدا العملات الدولار والدينار، من غزو الصناديق إلى دعوتهم للناس للزهد فى الحياة الفانية التى يكفى فيها ثلاثة أرغفة عيش أسمر طوال اليوم لكل مؤمن! المشهد العام مؤلم تقول تفاصيله: الإخوان يكفرون السلفيين، والسلفيون يكفرون الإخوان، وكل فريق يطلق دعاته وفقهاء فضائياته لتبرير رؤيته على أنها ما يرضى الله ورسوله ونفع البلاد ونهضتها. لماذا؟ لا شىء سوى المطامع الدنيوية والسلطوية تحت مسمى المشروع الإسلامى! والنتيجة، صدمة البسطاء وانصراف الكثير من الشباب إلى الإلحاد والكفر بالدين. وحتى لا نطلق الكلمات خبط عشواء، وربما سألنا سائل: بأمارة إيه هذا الاتهام الفظيع؟ نتوقف أمام عدة مشاهد. المشهد الأول: حدث منذ أيام قبالة مبنى الأمن الوطنى (الدولة سابقاً) حناجر السلفيين تزعق: (لا إله إلا الله والطاغوت عدو الله .. لا إله إلا الله محمد مرسى عدو الله. يقطعون الطريق العام برغم أن هدى النبى يقول: إن أدنى مراتب الإيمان، إماطة الأذى عن الطريق، فما بالنا بشيوخ «الإسلام السلفى» الذين يقطعونه نهائياً. يستعرضون قوتهم بعشوائية غريبة، يدورون بالدراجات النارية «الموتسيكلات» كالجراد المنتشر التى هى من صناعة بلاد الكفر على حد وصفهم وليس من صناعتهم! أهل الحضارة والإيمان واللحى الطويلة والسفر الدائم لواشنطن. لماذا كل هذه الضجة وهذا الرعب وتكفير الإخوان ورئيس البلاد؟ لمجرد شائعات تقول باحتمال اعتقال كبيرهم المواطن السلفى «أبو إسماعيل» هؤلاء الذين حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى باسم الإسلام، والمحكمة الدستورية أيضاً باسم الإسلام وحاصروا باسم الإسلام كذلك قسم شرطة الدقى وأقسم أبو إسماعيل أنه سيربى وزير الداخلية اللواء أحمد جمال، وبالفعل تمت إقالة الوزير حتى وصل الأمر بوضع رئيس الدولة المسلم والطاغوت الكافر فى عداوة علنية لله عز وجل على ألسنة هؤلاء وحناجرهم. مشهد آخر للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية يوافقه فيه المتحدث الرسمى لحزب النور السلفى الأخ «بكار» فى عدة برامج فضائية قال: إن دعوة الإخوان بعدم التصويت لحزب النور السلفى فى الانتخابات وتكفيرهم أصابتنى بالحزن. بقية المشهد قالها محمد مختار المتحدث الرسمى باسم حركة 25 يناير بالمنيا فى البرنامج الفضائى «العاشرة مساء» «الإخوان كفرونا لأننا نختلف مع الرئيس مرسى»، وكذا كان د. يحيى صلاح الشهير بلقب «طبيب عيون الثوار»: الإخوان كفرونا فى جمعة «الحساب» وكانوا يهجمون علينا وهم يهتفون: الله أكبر .. الله أكبر، وكأننا كفار وأعداء للوطن. مشهد ثالث يتكرر على مواقع الإنترنت كثيراً، سيدات يصرخن "الإخوان كرهونا فى الإسلام كرهونا فى الحجاب". مشهد مؤلم لشيخ كبير جليل هو الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر حين غلبه البكاء ودمعت عيناه وتحشرجت الكلمات فى حلقه، وارتعشت تضاريس وجهه أمام العالم على شاشة التليفزيون وهو يقسم: والله لو جمعنا عتاة المستشرقين الكارهين للدين فلن يهينوا الإسلام مثلما أهانوه، إن أكبر جناية للإخوان والسلفيين هى تحجيم وتغيير صحيح الإسلام. وقال وقد استبد به الحزن: إن الأزهر وقع بين مطرقة مكائد الإخوان والسعى الدءوب للسلفية لإغلاقه. مشهد جامع: تضارب القرارات السيادية يصيب الناس بالحيرة، وجنون الأسعار يصيبهم بالجنون، وانهيار قيمة الجنيه أمام العملات يجعل من الحياة جحيماً، ثم أئمة المساجد الذين يبررون كل هذا التناقض بأنه الحكم الإسلامى الرشيد، وأنه الرئيس الذى يشبه نبى الله يوسف، من السجن إلى الحكم، حتى بلغ بالناس التشوق يأساً لأيام المخلوع، وقالوا كان يسرق وينهب ولكننا كنا نعيش، الآن لا أمن لا رزق لا عمل، بل كذب فى كذب باسم الدين، حتى ضاق الناس بهذا الدين الجديد عليهم، ومن يتحدثون عنه ويركبون مطيته. لقد كانت إجابة أحد الشباب الملحد واسمه محمد عبدالستار، صادمة وغريبة حين قال: إن أول من يعترفون بطريق غير مباشر بعدم وجود إله للكون هم «الدعاة إليه» من يتصارعون باسمه فى فتاوى مجنونة هدفهم الشهرة والمكاسب المادية والمعنوية ليعيشوا باسم هذا الإله في «جنة الدنيا» التى يحرضون الناس على الزهد فيها تقرباً إليه ولو تيقنوا وجوده فعلاً لخافوا عقابه!! ولذا فأنا ملحد وأفتخر وأنا مطمئن جداً لعدم خوفهم برغم أكاذيبهم. وابتسم الشاب ساخراً وقال: لقد كرهت الإسلام على يد الشيخ الحوينى بعد أن كشف عن زيف الفكر الدينى وهو متخصص كما يقول فى الأحاديث، فقد ذكر عن البخارى أن قرداً زنى بقردة وأقاموا عليه الحد، فهل هذا كلام عقلاء؟ وهل كان هذا القرد يؤدى الصلاة ويصوم رمضان ويحج البيت ويطوف حول الكعبة. وابتسم محمد عبدالستار بسخرية أكثر قائلاً: أعتقد أن قرد الحوينى يختلف عن قرد القرداتى الذى يتكلم عنه السيد الرئيس فى أحاديثه الشيقة. وقال: أذكر أن هذا الشيخ الحوينى زعيم الوهابية فى البلاد وجد علاجاً وحلاً عبقرياً لمشكلة الفقر فى بلادنا، وهو الجهاد بغزو بلاد الفرنجة (الغرب وأمريكا) وأخذهم أسرى وبيعهم فى سوق العبيد، أليس في ذلك دعوة للتخلف وتغييب العقل! إنه الترامادول الإسلامى يا صديقى! الطريف فى أمر هذا الذى يدعو للناس للتداوى ببول «الإبل» عندما مرض ذهب للعلاج فى ألمانيا بلاد الكفر . شاب آخر اسمه إبراهيم السيد شاركنا الحديث قائلاً فيما يشبه راحة البال : أخيراً وجدت طريقى وهو الكفر بكل ما هو دينى، إن دعاة الإسلام يتقاتلون ويكفر بعضهم البعض من أجل مكاسب دنيوية وهم يكذبون ببراعة يحسدون عليها، وبرغم أن اللعبة مكشوفة فإنهم يصدقون أنفسهم. وقال ضاحكاً على طريقة من يلقى «نكتة»: هل سمعت آخر فتوى؟ للداعية العلامة الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ اليمنى المصنف رقم 37 من الشخصيات الإسلامية ال 500 الأكثر تأثيراً عام 2011، حسب المركز الملكى للبحوث والدراسات الإسلامية بالأردن يحرم فضيلته جلوس النساء على الكراسى، لماذا يا فضيلتك؟ قال: لأن الجن ينكحها، وقال فض فوه: إن من أخطر المفاسد التى بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى الكرسى. وقال ساخراً: طبعاً نكتة أقصد فتوى إرضاع الكبير ونكاح الصغيرات والتبرك ببول النبى أقل سخافة من نكتة الكرسى، ومن تلحس بول أبيه، والمحبوس حالياً عبدالله بدر بسبب قلة أدبه على النساء والفن والفنانين، وقد كشف الأزهر كذبه من ادعاء حصوله على الدكتوراة وأنه يعمل أستاذاً للعقيدة برغم أنه لم يدخل الأزهر برجله لا دارس ولا مدرس! هؤلاء يا صديقى هم رموز الإسلام الذين يشتمون الناس بألفاظ قذرة من العيب أن أذكرها الآن، ويقولون إن الله هو الذى يشتم، وليس أنا، إن الرسول هو الذى يشتم، إن الصحابى أبو بكر هو الذى يشتم، وقال كذا وكذا. فهل يحق لنا أن نعبد إلهاً شتاماً، ونصدق رسولاً شتاماً، ونجل صحابياً شتاماً بألفاظ نابية، هؤلاء خير دعاية للكفر بالإسلام ورب الإسلام ورسوله يا سيدى. وضحك إبراهيم السيد مقهقهاً: أن قمة السخرية أن ترى فضائيات الدعوة تلك وهي تقول: قناة تأخذك إلى الجنة، وأخرى: قناة تجمع بها الحسنات، وكأن باقى القنوات تأخذك إلى نار جهنم، ومن عجيب أفعالهم القذرة ما يسمونه «حملة حب الرسول» أرسل رسالة لتكمل مليون رسالة فى حب النبى، ثمن الرسالة ثلاثة جنيهات. والسؤال: حب النبى أم حب الثلاثة ملايين جنيه أسعار الرسائل؟ نهاية المشاهد ما قاله عمر بن الخطاب فى وصيته لولاته على الأمصار: «لا تضربوا الناس فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم». وحذر الشيخ الغزالى من أمثال هؤلاء قائلاً: التدين المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ. ولخص الأديب السورى محمد الماغوط تلك الحالة قائلاً: عمرها ما كانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله. فهل نتدارك الأمر أم نترك الشباب نهباً للضياع وتفشى حالة الإلحاد الذى يزداد يوماً بعد يوم، حتى أصبح له صحف ومجلات منها مجلة «الملحدين العرب» ينشر فيها دراسات جادة لتشويه الأديان وإنكار وجود الله، ومن يعارضون القرآن الكريم بتأليف سور مشابهة مثل السورة الشهيرة التى أسموها «سورة المغفلون» التى تبدأ بقولهم: «بسم العقل المفكر السليم» أما باقى الكلام فيصعب نقله لقسوة معانيه وتطاولها على الله والأنبياء. وأصبح هناك من ينظرون ويقعدون القواعد والحجج والمنطق العقلى والبراهين منها سؤال يقول: عزيزى المؤمن إذا كنت تنعت اللا دينية بالمرض النفسى، عديمى الأخلاق وتشبههم بالأنعام مثلما ورد فى قرآنك. كذكر أنك تستعمل «فيس بوك» أسسه ويملكه ملحد على أنظمة تشغيل من اختراع وتطوير ملحد، كلها تعتمد على قطع غيار «هارد وير» اخترعها «ملحد مثلى» تعمل بالطاقة الكهربائية التى صممها ملحد. الأمر جد خطير، فالقضية ليست محض ضجر الشباب من أفعالكم الانتهازية والاستحواذية المصبوغة بطلاء إسلامى، وإنما هناك خارج الحدود من يتربص بالوطن، فاستفيقوا قبل أن تسلسلوا عبيداً أذلاء، يوم لا ينفع فيه دولار ولا دينار ولا منصب.