وجه المناضل الكبير كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال كلمة إلى المشاركين في اللقاء الدولي "الحرية والكرامة" والذي عقد لمناسبة مرور 11عاماً على اختطاف القائد المناضل مروان البرغوثي، وفيما يلي مقتطفات من نص كلمته: "..يا من جئتم لتعبروا عن وفاء مستحق، وتكريم متميز، لمناضل أسير متميز، أقول متميزاً ليس لأنه قائداً معروفاً بمناقبه وسيرته النضالية، ولا لأنه عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح حركة النضال الفلسطيني الرئيسية في خارطة التاريخ النضالي الفلسطيني، ولا لأنه نائب في المجلس التشريعي، ولا لأنه كان رئيساً للجنة الحركية العليا عشية إختطافه، ولا لأنه نفي من الوطن وأعتقل مرات عدة، بل لأنه يعيش داخل حيز زنزانته المتميزة في ذلك المكان الضيق". ويضيف"حياته متميزة بالعطاء والوفاء، واسعة بمضامينها ومعانيها، تبعث في قلوب من حوله، كل من حوله، الأمل والإيمان بالحرية وحتمية النصر، وتزودنا بالعزم واليقين وعدالة قضيتنا وجوهر تضحياتنا كأسرى وكأبناء شعب يسعى ويناضل لأن يحقق أمانيه وطموحاته بالحرية والعودة والإستقلال. يؤكد ابو القسام دائماً بأن الشعوب إذا أرادت ستنتصر واننا لمنتصرين، هذا كاف ليعبر عن خالص إرادته وعهده لوطنه وشعبه ليس بالكلام والتنظير وحسب بل بالفعل والممارسة، لا سيما وأنه جسّد بنضاله نموذجاً للقائد الحق الذي أبى أن يتخلى عن واجبه، وآثر على ملىء الفراغ القيادي والسياسي والنضالي الفتحاوي والوطني بكل حنكة واقتدار، في الوقت الذي كان بمقدوره أن يغلق على نفسه باب محراب عاجي ويحيط نفسه بالمرافقين ويترك الساحة تتخبط بالمزايدات". ويكمل "لقد سجل أبو القسام في كتاب فتح والوطن صفحة نضالية جديدة، وكرس بنضاله مرة أخرى للقاصي والداني أن فتح و م.ت.ف هي العمود الفقري ورأس الحربة في الكفاح الفلسطيني في كل زمان ومكان، اليس ذلك وحده كفيلاً بان تجعل أبا القسام حقاً اسيراً مميزاً يستحق الوفاء؟ وفي هذه المناسبة ونحن نلتف حول مائدة واحدة، يحفها الإخلاص والوفاء، أسمحوا لي بأن أنير زاوية من عطاء منقطع النظير للأستاذ والمعلم القائد د. مروان البرغوثي، والأسير الذي فور خروجه من العزل الإنفرادي ووصوله الى قسم العزل الجماعي كرس نفسه للعطاء والرقي بواقع الأسرى على كافة الصعد، وبخاصة على الصعيد الثقافي والتحصيل العلمي، وتكريس الوحدة الوطنية ومبادىء الحوار والأخوة والتعاون بين الأسرى بشكل لم يسبق له مثيل، حيث عمل جاهداً ورغم قساوة الظروف والعقبات وغياب الامكانيات ورغم أنف مصلحة السجون، على توفير امكانيات التحصيل العلمي للأسرى، سواءاً كان ذلك من أجل نيل شهادة التوجيهي لبعض الأسرى، أو نيل الشهادة الجامعية، فعمل استاذاً ومحاضراً ومعلماً وعميداً، يشرف على كل التفاصيل ويقوم بالمحاضرات اليومية ومراقبة الامتحانات وتصحيحها والتسجيل والتواصل واقناع الأسرى بالدراسة واحضار الكتب والتلخيص والشرح والتفسير". ويختتم"..والسؤال الذي لا بد أن أسأله، وأنا الذي يكتب عامه الواحد والثلاثين في السجون، وأقدم أسير في سجون الاحتلال، يا ترى هل استنفدت القيادة الفلسطينية والفصائل كل جهد لإطلاق سراح القائد المعلم مروان البرغوثي؟ هل استنفدت المساعي الرسمية وغير الرسمية؟ ألم يحن الوقت لتشكيل ضغط سياسي شعبي ووطني وبرلماني عربي ودولي من أجل اطلاق سراح القائد المعلم د. مروان البرغوثي؟ خاصة ونحن نعلم ان الكثير من أصحاب الرأي في العالم وحتى في اسرائيل يقرون بمكانة مروان البرغوثي القيادية والرمزية والثقة والشعبية التي يحظى بها من قبل شعبه وأمته، وما يعكسه تحرره من أثر على الخارطة السياسية الفلسطينية والاقليمية".