سؤال يقذف إلى أذهان أولياء الأمور بمجرد مشاهد العنف فى الشارع المصرى والتى أصبحت تسوده بل سمة أساسية من سمات المجتمعات العربية بعد ثورات الربيع العربى والسؤال ما تأثير ذلك على شخصية أطفالنا وهل مايشهده المجتمع من الاضطرابات والعنف السائد سينعكس بالسلب على شخصية الطفل وتأثير ذلك على المجتمع مستقبلاً؟ وهذا ما توجهنا به للدكتورة هبة العيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة وأجابت قائلة مايحدث فى المجتمع من عنف واضطراب يجعل مخاوفنا تزيد على الأطفال فهم مستقبل الوطن ,ووبالتالى كل مايحدث الآن يؤثر تأثيراً سلبياً على شخصية الطفل وتتوقع وهذا ما يجعل شخصيته مستقبلاً هشه لا مجال عنده للرومانسية,مشيرة إلى أن الطفل الذى سيميل قليلاً للرومانسية وهذا سيكون عملة نادرة ،سيتهم من المحيطين بأنه عبيط وأهبل ،بالإضافة إلى فقدانه عنصر مهم جداً وهو مايميز الأطفال ويلعب دور مهم فى شخطيتهم فى المستقبل وهو عنصر الخيال فلا مجال له عند الطفل الذى تربى على العنف والمشاهد الدموية ,موضحة أن الطفل بطبيعته لديه ميول نحو العناصر السلبية وفيها قدر معين لتحمله العنف والعدوان ،وبالتالى فهو يجتذب ويكتسب كل ماالعلامات السلبية الموجودة فى المجتمع ،وعليه أن يتحمله حتى ولو كان أكبر من قدراته خاصة وأنه المقدم لديه فى الوقت الحالى فلا سبيل للإنصراف عنه لذلك تؤكد د.العيسوى أن شخصية طفل المستقبل ستميل للعنف فى التعامل مع الآخر وسيصبح سلوكه إنفعالى,وستختفى لديه معانى التسامح والعفو عند المقدرة فميكنيزماته تتحول من استعمال الميكانيزمات السوية إلى الغير سوية وتبشر د.العيسوى أولياء الأمور الصورة ليست قاتمة ولكن علينا جميعاً كعلماء نفس وإجتماع وتربية والأسر أن نحاول جاهدين لغرس معانى الحب والتسامح والتعاطف عن الأطفال ومساعدة الطفل على تحقيق وتقدير ذاته حتى يعتدل الميزان المختل . الطفل بطبيعته يميل إلى التقليد على حد قول دكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة والذى أكد أن حالات العنف التى سادت المجتمع المصرى ستجعل الأطفال يتقمصونه ويكررونه مما يؤثر بالسلب على المجتمع مستقبلاً مشيراً إلى أن بعض الدراسات التى أجريت فى أمريكا على الاطفال الذين يشاهدون مشاهد عنف فى التليفزيون أثبتت أنهم يمارسون العنف بعد سنوات بل اتسمت شخصياتهم بالعدوانية ,لافتا النظر إلى هناك بعض الأطفال من شدة تعرضها لمشاهد العنف يصابون بصدمة نفسية وبالتالى يصبحوا مرضى نفسيين ،واصفاً أطفال اليوم هم خميرة المستقبل، وكل مايشوب المجتمع من تشوهات يجعل شخصياتهم مهزوزة مما يحدث خلل كبير فى المجتمع,ويبين د.عبد العظيم أن العنف أصبح السلوك المعتمد فى المجتمع الأمريكى مما جعل أكثر الحوادث تأتى من ناحية الأطفال ,فالطفل الأمريكى أصبح يمسك البندقية ويقتل معتبراً هذا التصرف شىء عادى ويختتم د.سعيد قوله كل هذا نتاج ثقافة العنف فإذا وجد الطفل القدوة بالنسبة له تجنح إلى العنف سيقلدهم .