هاجمت القوات السورية معاقل للقوات المعارضة في درعا اليوم الخميس حيث اندلعت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل نحو عام، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن جرائم ضد الإنسانية ربما تكون ارتكبت في سوريا. وجاء الهجوم على درعا بعد حملة استهدفت قوات المعارضة في مدينتي حماة وحمص اللتين تعرضتا لقصف استمر أسبوعين تقريبا من قوات الأسد في محاولة فيما يبدو للقضاء على الانتفاضة التي بدأت منذ 11 شهرا ضد حكم الأسد. وكثف الأسد قمع المحتجين وقوات المعارضة بينما حدد موعدا للاستفتاء على مسودة دستور في 26 فبراير شباط من شأنه إنهاء احتكار حزب البعث للسلطة وتعقبه انتخابات برلمانية تعددية. ورفضت المعارضة السورية والقوى الغربية هذه الوعود بالإصلاح وقال الأمين العام للأمم المتحدة -متحدثا قبل التصويت على مشروع قرار غير ملزم بالجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف إلى زيادة الضغط على الأسد- إن من المحتمل أن تكون قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في سوريا. وقال للصحفيين في النمسا "نرى أحياء تقصف بصورة عشوائية ومستشفيات تستخدم كمراكز تعذيب وأطفالا لا تزيد أعمارهم على عشرة أعوام يقتلون وتمارس انتهاكات بحقهم. نرى جرائم شبه مؤكدة ضد الإنسانية". وقالت الصين إنها ستوفد مبعوثا دبلوماسيا رفيع المستوى إلى سوريا. وكانت الصين وروسيا قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار تساند دعوة عربية كي يتنحى الأسد. وقال تشاي جون نائب وزير الخارجية الصيني إن الصين "لا توافق على استخدام القوة للتدخل في سوريا أو الضغط بقوة من أجل ما يسمى تغيير النظام". وأضاف تشاي الذي سيتوجه الى سوريا غدا الجمعة وتستمر زيارته حتى السبت إن الصين ترى أن "العقوبات أو التهديد بالعقوبات لا يؤديان إلى الحل الملائم لهذه المسألة". وذكرت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني ردا فيما يبدو على انتقادات للفيتو الصيني والروسي اليوم أن تدخل قوات أجنبية في سوريا من الممكن أن يؤدي إلى إثارة "عش الدبابير" مما سيتسبب في زعزعة الاستقرار بالمنطقة. واستخدم كاتب المقال اسم "تشونغ شنغ" الذي يمكن أن يعني "صوت الصين" وكثيرا ما يستخدم هذا الاسم تعبيرا عن مواقف الحكومة في السياسة الخارجية. وتابعت الصحيفة أن قوى العالم لابد أن تتعامل مع العنف في سوريا والتوترات في الشرق الأوسط بقدر من الواقعية مشيرة إلى أن امتداد الصراع سيكون "كارثة" في مرحلة حيوية من تعافي الاقتصاد العالمي. وتابعت الصحيفة "الشرق الأوسط هو أهم مستودع للوقود في العالم. إذا حاصرته الفوضى فإن أسعار النفط سترتفع بشدة مما سيسبب صدمة لأسواق المال والأنظمة المالية والاقتصادات." وبعد قصف حمص لنحو أسبوعين بدأ الجيش هجوما جديدا على حماة التي شن الرئيس الراحل حافظ الأسد حملة دموية عليها في الثمانينيات بعد تمرد مسلح قادة إسلاميين مما أسفر عن مقتل الآلاف. وقال نشطاء إن 14 شخصا على الأقل قتلوا في قصف لبلدة كفر نبودة المجاورة اليوم. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن قوات الأمن طاردت واشتبكت مع "مجموعة إرهابية مسلحة" في حي الحميدية بحماة كانت تروع السكان وألقت القبض على بعض من أفرادها الذين كانوا يحملون بنادق وقذائف صاروخية. وفي درعا على الحدود الأردنية قال سكان إن أصوات الانفجارات ونيران المدافع الآلية دوت في أنحاء المناطق التي تهاجمها القوات الحكومية. وقال حسام عز الدين وهو عضو في المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) متحدثا لرويترز من درعا إن قصف الجيش بدأ وقت الفجر تقريبا وبعد ذلك حدث تبادل لإطلاق النار. وأضاف أن الجيش السوري الحر يوفر الأمن للاحتجاجات في بعض مناطق المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع منشقين عن الجيش. ولم يرد على الفور تعقيب من السلطات السورية التي تقيد دخول وسائل الإعلام للبلاد. وقمع هجوم للجيش في أبريل نيسان الماضي مظاهرات كبيرة في درعا كانت خرجت للاحتجاج بعد اعتقال العديد من الناشطات واحتجاز تلاميذ كتبوا شعارات داعية للحرية على الجدران بإلهام من انتفاضات الربيع العربي في دول أخرى. وأثار عرض الأسد إجراء استفتاء على دستور جديد خلال أسبوعين تعقبه انتخابات تعددية خلال 90 يوما رفضا وامتعاضا من المعارضة والغرب. ويتيح الدستور انتخاب الرئيس لفترتين مدة كل منهما سبع سنوات. وتولى الرئيس الراحل حافظ الأسد الرئاسة طوال 29 عاما وخلفه ابنه عندما توفي عام 2000 . وقتل آلاف المدنيين منذ بدء الانتفاضة في مارس آذار. وتقول الحكومة إن أكثر من ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلهم "إرهابيون" مدعومون من الخارج.