حذر مسؤول كبير بالأممالمتحدة من تجاهل محنة اللاجئين الفلسطينيين في ظل الأزمة الجارية في سوريا. فالمفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليبو جراندي، يحث المشرعين الأمريكيين في واشنطن، على مواصلة الدعم المالي للفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا ويقارب عددهم خمسة ملايين في الشرق الأوسط- حتى برغم كون التخفيضات الكبيرة في الميزانية الأمريكية تتهدد معونات الولاياتالمتحدة الخارجية. وقال جراندي في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، "من وجهة نظر المصلحة الإستراتيجية، فإن أكبر منافس للاهتمام والموارد المخصصة للاجئين الفلسطينيين اليوم هي الأزمة في سوريا، والتي احتكرت الإهتمام السياسي والتمويل والجهود الإنسانية". وأضاف، "بالطبع الأزمة السورية هي أمر هام، لكننا يجب ألا ننسى أن عنصر اللاجئين الفلسطينيين في هذه الأزمة حساس للغاية". هذا وبينما تكتسح التغييرات الكبرى أجزاءاً من الشرق الأوسط، يجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم عالقين مرة أخرى في وضع من الركود ومصالحهم تعاني من التهميش. وفي الوقت الحاضر منذ حرب 1948، يجدون أنفسهم منتشرين عبر منطقة غير مستقرة، وعرضة بشكل خاص للأحداث الجارية في سوريا. فهناك ما يقدر ب 500 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا -وينحدرون من العائلات التي فرت من وطنها نتيجة للحروب بين اسرائيل والعرب في 1948 و1967- حيث عاشوا في ظروف مستقرة نسبيا مقارنة مع مواطنيهم في لبنان والأردن في الضفة الغربية وقطاع غزة. إنهم فقراء ولكن تتاح لهم فرص العمل والحصول على الخدمات من النظام السوري. ويقول جراندي أن الأونروا تقدر أن ما يقرب من نصف الفلسطينيين في سوريا مشردون حاليا. و أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى الأردن، فقد إعتمد الأردن سياسة صارمة للغاية بعدم قبول اللاجئين الفلسطينيين من سوريا. وهم في الأردن يزعمون أنهم يفعلون ما يكفي لمئات الآلاف من السوريين القادمين عبر الحدود ومليوني لاجئ فلسطيني يستضيفونهم بالفعل في الأردن على مدى العقود الستة الماضية. ثم شدد جراندي علي أن هذه "سياسة مثيرة للقلق" وتمنع الناس اليائسين من الفرار من العنف عبر الحدود. والسبيل الوحيد للخروج، إذن، هو أن يذهبوا إلى لبنان.