شاهدت أخيرا فيلما أمريكيا عن زوجين لا ينجبان وقررا تبنى طفل من إحدى دور الأيتام، الطفل كان وسيما ووديعا لكن بمرور الأيام اتضح أنه غير طبيعى وتسبب بعد ذلك فى معاناة لوالديه بالتبنى، وتذكرت فيلما آخر عن طفلة بالتبنى يتضح بعد ذلك أنها تتمتع بقوى خارقة شريرة، مما اضطر أمها بالتبنى فى نهاية الفيلم إلى قتلها لتحافظ على حياتها، ولاحظت أن هناك سلسلة من الأفلام الأمريكية تدور حول نفس الفكرة وإن اختلفت أحداثها مما يوحى بأن ثمة اتجاها للتحذير من ثقافة تبنى الأطفال الشائعة فى الولاياتالمتحدة وهى ثقافة يرفضها الإسلام. تذكرت هذه الأفلام عندما تابعت الأزمة الدبلوماسية التى وقعت بين الولاياتالمتحدةوروسيا بعد أن أقر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قانونا يحظر على الأسر الأمريكية تبنى الأطفال الروس وذلك ردا على قانون أمريكى يخضع المسئولين الروس المتورطين فى عمليات انتهاك حقوق الإنسان فى روسيا للمساءلة، وهذا القانون الروسى حطم آمال آلاف الأسر الأمريكية فى تبنى الأطفال الروس الأيتام. وترغب الأسر الأمريكية بشدة فى تبنى الأطفال الروس ربما بسبب بياض بشرتهم، وتشير الإحصائيات أنه خلال العشرين عاما الأخيرة وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى، بلغ عدد الأطفال الروس الذين وجدوا أسرا جديدة فى الولاياتالمتحدة ستين ألفا، وأثار قرار الرئيس بوتين استياء الأسر الأمريكية وهو ما عبرت عنه لورين كوش مديرة العلاقات العامة للمجلس الوطنى للتبنى بالولاياتالمتحدة التى قالت إن هذا القرار يحرم الأيتام فى روسيا الذين يعانون أوضاعا سيئة من رعاية الأسر الأمريكية المحبة، واتهمت السلطات الروسية بأنها تستخدم الأطفال كورقة سياسية للضغط على واشنطن. ومع ذلك فليست كل قصص تبنى الأطفال الروس فى أمريكا تكون لها نهايات سعيدة، فتشكو بعض الأسر الأمريكية من أن الأيتام الروس يعانون من مشكلات نفسية، ويتخلفون فى الدراسة عن أقرانهم الأمريكيين، وأحيانا يعانى هؤلاء الأيتام سوء معاملة الآباء الجدد ومن الأمثلة على ذلك قيام ممرضة بالتخلص من طفلها الروسى بالتبنى الذى يبلغ من العمر سبع سنوات عن طريق إعادته إلى موسكو بمفرده على الطائرة، ومثل الطفل ديما ياكوفليف الذى توفى متأثرا بجلطة من شدة الحرارة بعد أن تركه والده بالتبنى داخل سيارة. وإذا انتقلنا إلى العالم النامى نجد مشكلة شبيهة فى الهند، حيث أصدرت الحكومة لائحة جديدة تضع قيودا على عملية تأجير الأرحام والتى تحولت إلى بيزنس ضخم تبلغ تعاملاته مليارين ونصف المليار دولار سنويا، حيث يزور الهند سنويا 25 ألفا من الأزواج الأجانب الذين يعانون مشكلات فى الإنجاب للحصول على خدمات الحمل البديل أو تأجير الأرحام، وهى خدمات تعد غير قانونية فى عدد من الدول الغربية، ويوجد نحو ألف مركز فى الهند لتقديم هذه الخدمة، حيث تتم زراعة بويضة المرأة التى تعانى مشكلات فى الحمل أو الإنجاب فى رحم المرأة الهندية لتحصل المرأة الأجنبية على الطفل بعد تسعة أشهر، وتتراوح رسوم هذه الخدمات بين 18 إلى 30 ألف دولار تقدم للمركز، وتحصل المرأة الهندية منها نظير هذه الخدمة على مبلغ يتراوح بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف دولار. وتثير هذه الاتجاهات الجديدة للحصول على الأطفال، والتى ساعدت التكنولوجيا الحديثة على تنفيذها مشكلات قانونية وأخلاقية كثيرة، الغريب أن الاتجاه المتزايد لتأجير أرحام النساء الفقيرات لم يعد كما كان فى السابق بسبب العقم وتراجع معدلات الخصوبة فى الدول الصناعية المتقدمة، بل أصبح يتعلق برغبة بعض سيدات الطبقة الراقية والراغبات فى الحفاظ على الشكل الجمالى والرشاقة خاصة العاملات بالفن، وكذلك بعض السيدات اللاتى حققن نجاحا مهنيا رفيعا وليس لديهن الوقت أو الجهد للحمل والإنجاب، الأمر الذى راجت معه شائعة حول تأجير المغنية الأمريكية بيونسيه رحم سيدة لتحمل عنها طفلتها بلو إيفى، التى احتفلت بعيد ميلادها الأول فى يناير الماضى، ولكن بيونسيه نفت هذه الشائعة وأكدت أن الحمل كان أجمل تجربة فى حياتها.