تأخرت عملية فرز الأصوات في الانتخابات العامةو الرئاسية -التي جرت في كينيا هذا الأسبوع- اليوم (الأربعاء 6 مارس/آذار) بسبب مشكلات فنية في نظام الكمبيوتر عالي التقنية وباهظ التكلفة. وبدلا من الاعتماد على النقل الالكتروني للبيانات، قام مسؤولو الانتخابات بنقل صناديق الاقتراع من أنحاء البلاد ليجري فرزها في المركز الرئيسي بالعاصمة نيروبي. وكانت النتائج المؤقتة، بعد فرز أكثر من 40% من الأصوات، قد أظهرت تقدم نائب رئيس الوزراء أوهورو كينياتا بحصوله على حوالي 53% من الأصوات على منافسه رئيس الوزراء رايلا أودينجا الذي حصل على 42% من الأصوات. وأعربت اللجنة المستقلة لشؤون الانتخابات والحدود عن أملها في أن تظهر النتائج الرسمية للانتخابات في وقت لاحق اليوم، واعتذرت عن المشكلات التي حدثت في نظام الفرز الإلكتروني الذي كلف البلاد عشرات الملايين من الدولارات. ولتفادي إجراء جولة إعادة، يتعين حصول أي من المرشحين على 50% على الأقل من الأصوات. وأشار مسؤولون إلى أنه سيجري إحصاء مئات الآلاف من الأصوات الباطلة ، وهو ما يجعل من الصعب على كينياتا تفادي جولة الإعادة. ويواجه كينياتا اتهامات بارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولكنه ينكر ضلوعه في حمامات الدم العرقية التي وقعت خلال الانتخابات العامة السابقة. واتهم مسؤولون مقربون من كينياتا دبلوماسيين أجانب بمحاولة التدخل في عملية فرز الأصوات. وكما فعل مسؤولو الانتخابات في كينيا دعا الأمين العام للأمم المتحدة كي مون إلى التزام "الهدوء والصبر" خلال فرز الأصوات ، وحث الساسة على الامتناع عن الإدلاء ببيانات تقوض اللجنة الانتخابية. وقال بان كي مون إن "النهاية السلمية والجديرة بالثقة متاحة لكينيا، وستكون هذه خطوة مهمة في طريق كينيا نحو الديمقراطية والاستقرار". يشار إلى أن الانتخابات العامة والرئاسية التي جرت في كينيا أمس الأول الاثنين هي الأولى في البلاد منذ الاشتباكات العرقية التي وقعت في كانون أول/ديسمبر 2007 ، والتي اسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، وتشريد مئات الآلاف. وكان كينياتا ومرشحه لمنصب نائب الرئيس وليام روتو بين أربعة أشخاص وجهت إليهم المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لما يتردد حول دورهم في حمامات الدم التي أعقبت انتخابات 2007-2008 .