أفاد معهد "إسرائيلي" أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى فشل كافة المحادثات أمام إصرار إيران على تنمية برنامجها النووي، لكن الغرب سيواصل المحادثات لأنه يخشى الحل العسكري بشدة. وذكر مقال ل"المعهد الإسرائيلي القومي للدراسات الاستراتيجية" كتبه "اميلي ب. لانداو" و"شيمون استاين" أن المحادثات النووية مع إيران لم تثمر لحد الآن مؤكدا فشلها في عام 2012 وعدم وجود أي مؤشر لنجاحها في العام الجاري. وتساءل فيما إذا كان ثمة مؤشرات لبداية لعبة جديدة مع إيران، أم اننا سنشهد تكرار اللعبة السابقة التي شاهدناها مرارا في الأعوام المنصرمة؟ وإذا كان تكرار اللعبة هو الأرجح فهل ان ما يسمى بالمجتمع الدولي وإيران دخلوا في حلقة مفرغة تبوء فيها جميع الجهود بالفشل؟. وبيّن كاتبا المقال أن هذا يجرنا إلى تحليل مفاده أن إيران (حسب زعمهما) "عازمة على حيازة السلاح النووي!" وهي تستخدم المحادثات كتكتيك لكسب الوقت إلى جانب رفضها لأي تسوية مضافا لقدرتها على تخويف الغرب (الذي يسميانه بالمجتمع الدولي) من الحل العسكري. وعبر تأكيده على عدم قدرة "المجتمع الدولي!" على سلوك منهجية بناءة ضد إيران وحاجته الماسة، في الوقت ذاته، إلى المفاوضات (التي لا طائل تحتها) للوصول إلى مأربه، أضاف المقال: حاجة الغرب الماسة إلى الدبلوماسية بسبب عدم الميل للحل العسكري يفسر إصرار "المثلث الغربي" (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا) وكذا مجموعة ال"5+1" على العودة دائما إلى طاولة المحادثات حتى بعد الفشل المتكرر ورغم إعلان أميركا بأنها لن تشارك في "حوار ليس من وارئه هدف إلا الحوار". وفي معرض إشارة المقال إلى أن وقف المحادثات لا يصب في مصلحة أي من الطرفين ذكر أن مصلحة إيران من الاستمرار في المحادثات واضح وهو كسب الوقت للمضي قدما في برنامجها النووي (على حد قوله)، وأضاف: "أما الغرب فسيكون مجبرا في حال وقف المفاوضات بالكامل للجوء إلى خطوات اخرى كالحل العسكري وهو ما يخشاه بشدة". وأوضح المقال أنه على الرغم من مضي تسع سنوات على محاولة إقناع وزراء خارجية "المثلث الغربي" إيران بتعليق برنامجها النووي وما أعقب ذلك من حظر مجلس الأمن ومساعي المثلث للمزيد من التفاوض وإشراك أميركا في العملية الدبلوماسية ودعوات اوباما ومساعي مجموعة ال"5+1" للحوار لثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي فإن تقارير وكالة الطاقة الأربعة خلال هذه الفترة تشير بوضوح لفشل كل هذه الجهود أمام عزم إيران على مواصلة (ما يزعم أنه) برنامج نووي عسكري. وعزا كاتبا المقال سبب فشل المفاوضات إلى البون الشاسع في الأهداف والمصالح للطرفين مضيفا: "لقد بينت طهران منذ البداية أنها، وباعتبارها عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي، تعدّ تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية "حقا شرعيا" لها وهي لا تنوي التنازل أو غض الطرف عن هذا الحق أبدا". وبعد أن بين المقال أن قصد "مثلث الغربي" (فرنسا والمانيا وبرطانيا) ومن ثم مجموعة ال"5+1" كان منصبا على إجبار إيران على تعليق تخصيب اليورانيوم فقد أشار (معترفا بتراجع الغرب في عملية التفاوض) إلى أن المجموعة قد شددت مرارا على عدم إنكارها لحق إيران في المضي ببرنامجها النووي السلمي لكنها تؤكد في الوقت ذاته بأن على طهران إثبات سلميته.