أفاد موقع "إشراف" الاستراتيجي الإيراني أن الإدارة الأميركية وفي خطوة تعدّ تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لباقي الدول أعلنت تأسيس جيل جديد من الشبكات الالكترونية تمتلك قابلية اختراق حواجز أجهزة المخابرات الحكومية، سعياً لدخول مرحلة جديدة من الحرب الناعمة السايبرية على دول كإيران لإضعافها والتمهيد لإسقاطها. ونشرت وكالة أنباء "فارس"الإيرانية فى نسختها الناطقة بالرعبية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، أن ما يسمى ب"الانترنت المحمول" (Internet in a Suitcase) وهو عبارة عن برنامج حاسوبي يهيئ لمثيري الشغب والجماعات المعارضة عبر حاسوباتهم المحمولة أو جوالاتهم شبكة انترنت لاسلكية مستقلة تخترق الرقابة الحكومية، ذكر التقرير: على الرغم من كون النظام المذكور هو قيد الاختبار في بعض المناطق الأقل سخونة كمصر وليبيا لكنه وبحسب "ساشا مينراث" عضو معهد "التقنية المفتوحة" في "مؤسسة أميركا الجديدة" الذي يتولى تنفيذ هذا المشروع لم يوضع في متناول بعض الجماعات كالمسلحين في سوريا حتى يتم التأكد من صموده أمام عمليات القرصنة الحكومية. وألمح التقرير إلى أن "الانترنت المحمول" هو أحد عدة مشاريع طرحتها الإدارة الأميركية لتقديم خدمة الاتصالات اللاسلكية للمناطق الساخنة أو التي فيها رقابة حكومية على الشبكة العنكبوتية. وأضاف نقلا عن "مينراث": عندما نتأكد من أن النظام آمن بما فيه الكفاية سنعمل على إطلاقه في المناطق الساخنة من العالم كسوريا أو كوريا الشمالية أو الصين أو إيران. وإذ يشدد التقرير على أن هذا النظام، المسمى أيضا "انترنت الظل" أو "الانترنت البديل"، يمثل مرحلة جديدة من الحرب السايبرية التي تشنها أميركا على مخالفيها، فإنه ينقل عن صحيفة "نيويورك تايمز" التي كان لها قصب السبق في كشف النقاب عن هذا المشروع قولها: "تعمل إدارة اوباما على رصد الميزانيات وحشد الجهود العالمية لتأسيس شبكة انترنت وجوال "في الظل" خدمةً لمعارضي الدول المناوئة لها". كما وتحدثت الصحيفة حسب التقرير عن معلومات سرية عن ميزانيات هائلة ترصدها الإدارة الأميركية لجعل هذا النظام المحمول في حقيبة قادراً على اختراق أي حدود والتحول إلى شبكة لاسلكية بنطاق تغطية واسع نسبياً تتصل بالشبكة العنكبوتية ولا يمكن تتبعها محلياً لتمكّن مستخدميها، في دول مثل إيران، من الاتصال بالخارج بعيداً عن الرقابة الحكومية. وكرد فعل على المشروع الأميركي نقل التقرير عن "مهمان برست" المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله: "سيثير الأميركان بدخولهم إلى النطاق السايبري تياراً عنيفاً جداً ضدهم". كما ونقل عن "حيدر مصلحي" وزير الأمن الإيراني قوله قبل عام: "هذه الخطوة ليست بالجديدة فالأميركان وأجهزة تجسس الدول الحليفة لأميركا وكذا بعض دول المنطقة يعملون منذ عام 2009 بكل جدية على النطاق السايبري. ومع ذلك فقد أذعن اوباما عدة مرات أمام الكونجرس وفي مواضع أخرى بهزيمتهم في الحرب السايبرية ضد الجمهورية الإسلامية. فنحن قد تنبأنا بهذه المشاريع، ومنها "الانترنت المحمول"، وترصّدنا لها ووضعنا سبل لمواجهتها منذ مدة". هذا وأشار التقرير بأنه يستكشف من تصريحات المسؤولين الأميركان بأن هذا النظام محلي ولا يتوقَّع له تأثير كبير على المعادلات السياسية، وأضاف: لكن مجرد رصد أميركا لهذه الميزانيات ضمن إطار الحرب الناعمة على باقي الدول لاسيما إيران يكشف عن الأهداف الطموحة للإدارة الأميركية لمجابهة الدول المستقلة والإسلامية في المنطقة والعالم. وختم التقرير بالقول: إن أغلب شبكات التواصل الاجتماعي حالياً تنهض بدور شبكات تجسس للبنتاغون والCIA ووكالة الأمن القومي الأميركية.