بوابة الأهرام العريى - بدأ فى سلطنة عُمان الإعداد لقيام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان بجولة تشمل مجموعة من القرى والمدن والولايات فى مختلف المحافظات حيث يلتقى على مدار جولاته الميدانية مع أبناء الشعب العُماني الشقيق ويجرى معهم حوارات ديمقراطية فى لقاءات مفتوحة تعقد فى الهواء الطلق، حيث يتحدث إليهم خلالها و يستمع منهم . كما يتفقد خلال جولاته مواقع العمل والانتاج . و صرح السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني انه سيتم عقد ندوة مهمة خلال فترة الجولة تنفيذا لتوجيهات السلطان قابوس ، وستقام في رحاب سيح الشامخات بولاية بهلا ، وستناقش خطط وبرامج تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما تستهدف تسليط الضوء على أهمية مساهمة تلك المؤسسات في تحقيق النمو الاقتصادي وقدرتها على توفير فرص عمل متعددة ومتجددة للباحثين عن عمل ، وسيتم خلال الندوة بحث سبل دعم مشروعات الشباب . وأكد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني على أنه سيتم خلال الندوة التركيز على مناقشة كيفية تفعيل مثل هذه المؤسسات والمشروعات لزيادة إسهامات القطاع الخاص في عملية التنمية وتعزيز روح المبادرة في اكتشاف الفرص الاستثمارية المجدية ،والتركيز على ثقافة الأعمال الحرة وترسيخ المشاركة الايجابية الفردية والجماعية من خلال الولوج إلى سوق العمل والاشتغال بتفعيل الأنشطة الاقتصادية ذات القيمة المضافة. وتقضي توجيهات السلطان قابوس بأن يتم ادراج توصيات و نتائج الندوة اضمن برامج عمل الحكومة في تنفيذ الخطة الخمسية الحالية والخطط المستقبلية القادمة. وخلال جولاته الميدانية يطرح السلطان قابوس فى أحاديثه القضايا ذات الأولوية اجتماعيا واقتصادياً كالتعمين وتشغيل الشباب وتنويع مصادر الدخل ، وتشجيع استخدام الموارد الوطنية ودعم دور القطاع الخاص وتطوير البنيات الأساسية ، مع التركيز على سبل مواصلة تحقيق الرخاء وتطوير المجتمع العصرى . منتدى اقتصادي واجتماعي إلا أن الحوار المجتمعى فى السلطنة ليس هدفا في حد ذاته إنما هو احد سبل تفعيل مسيرة التقدم وكذلك تكريس ممارسة الشوري و الديمقراطية ، لذا فإن الجولات ليست برلمانا شعبيا فحسب لكنها مؤسسة تنفيذية ايضا يشارك فيها الوزراء والمستشارون لدراسة كافة الاحتياجات على أرض الواقع وبحث سبل تطوير مشروعات التنمية والخدمات . على ضوء المناقشات يصدر السلطان قابوس توجيهاته ليبدأ تنفيذها فورا .ثم يعقد الوزراء لقاءات موسعة لبحث البرامج الزمنية والتفاصيل المتعلقة بتلك القرارات .من هنا يتكامل دور الجولات مع مهام سائر المؤسسات حيث تأخذ السلطنة بنظام المجلسين . كما لم يتوقف التطوير المستمر لدور الجولات عند المستوى الرفيع الذى بلغته ، إنما تم الإعلان خلال أحد لقاءاتها عن إضافة جديدة عليها جاءت بمثابة مؤسسة فرعية موسعة ومتخصصة تنبثق عنها وتجتمع تحت مظلتها ، فقد قرر السلطان قابوس عقد ندوة سنوية في كل جولة لدراسة إحدى الموضوعات المهمة وأكد على ان هذه الندوات تأتي في اطار الحوار بين الحكومة والمواطنين وبالتالي فانها تثري مسيرة الشورى. واعتبارا من عام 2001 بدأ عقدها بالفعل . وتعبيرا عن حيوية القضايا التنموية لاسيما ما يتعلق منها بتوفير فرص العمل للشباب ناقشت تلك الندوات في المراحل الأولى منها الموضوعات المتعلقة بتشغيل القوى العاملة 0وفى رحاب جولة أخرى دارت مناقشات حرة تابعها الشعب لحظة بلحظة عبر البث الإذاعي والتليفزيوني من خلال مناقشات وجلسات ندوة حول : التنمية المستدامة للقطاع الزراعي وتنظيم سوق العمل به ،و التي تحولت إلى منتدى اقتصادي واجتماعي لبحث مواصلة تفعيل الإستراتيجية التنموية الشاملة مع التركيز على الزراعة في عمان الخضراء.و فى رحاب جولة اخرى تم عقد ندوتين موسعتين لبحث تفعيل دور المرأة العمانية فى المجتمع ، ومواصل تفعيل خطط تنمية القطاع الزراعى . كيان مؤسسي متكامل وتمثل الجولات التي يقوم بها السلطان قابوس وتشمل مختلف الولايات حدثا مهما خاصة وأنها أصبحت اشبه ما تكون وكأنها بمثابة كيان مؤسسي متكامل له هيكل تنظيمى وأهداف واضحة كما تتوافر له آليات لتنفيذ الغايات التى يسعى اليها من ناحية ،ثم لمتابعة معدلات الأداء من ناحية اخرى، فضلا عن انه يشمل فعاليات اقتصادية وثقافية ورياضية وتراثية ايضا .و يتميز كذلك بقوة دفع ذاتية هائلة بوصفه مؤسسة عريقة تؤدى أدوارا وطنية و سياسية واجتماعية متعددة والاهم انه يعمق مشاعر الانتماء وحقوق المواطنة والمساواة والعدالة ، ويسهم فى إذكاء روح التضامن والترابط الاجتماعى ، كما يؤكد مفهوم العائلة الكبيرة والاسرة الواحدة التى تضم جميع افراد المجتمع فى سلطنة عمان. كما تسهم في تعميق ممارسة الشورى والمشاركة التي بدأت منذ عام 1970 خاصة وأنها صيغة فريدة ومتميزة في مجال العلاقات مابين القائد والشعب ، كما أنها تعبر عن الخصوصية العمانية التي تتجنب النقل الحرفي لتجارب الشعوب الأخرى أو اقتباس النظريات التي يطبقونها حيث تتم في السلطنة عمليات انتقاء على ضوء دراسات عميقة ومتأنية لاختيار أفضل ما يناسب المجتمع في سلطنة عمان و يتفاعل بمعدلات ايجابية مع مقوماته وتراثه والعقائد الراسخة فى وجدان أفراده.