أصبحت برامج المسابقات موضة الفضائيات العربية خلال الفترة الأخيرة وحازت علي نسب مشاهدة عالية وهي متنوعة في مضمونها والهدف منها, مثل «المليونير» و«الفخ»، «لعبة الحياة» ،« the money drop»، «السهم» ، « المكعب» ، «deal or no deal » وغيرها من الأسماء.. فحصدت عددا كبيرا من المشاهدين المتسائلين عن حلول أسئلتها، والمتلهفين لمعرفة مصير متسابقيها مع الجائزة المالية التي سيحصل عليها الفائز من البرنامج ولم تستطع جميع برامج المسابقات على الشاشات العربية بمختلف أنواع المحطات التي تعرضها، أن تتفادى الانتقادات التي توجه إليها خصوصاً أنها متهمة بمغازلة أحلام الشباب العربي الذي يعيش معظمه ظروفا اقتصادية صعبة.. من خلال التحقيق التالي نتعرف علي جدوي هذه البرامج ومدي صحة الاتهامات التي تحاصرها. برامج المسابقات تحقق نسب مشاهدة عالية خصوصاً العالمية .. هذا ما قالته المذيعة اللبنانية مايا دياب التي دافعت عن برنامجها deal or no deal وقالت إنها قائمة علي أسس سليمة وعليها رقابة، فالشركات صاحبة حقوق هذه البرامج تضع روابط صارمة علي الفضائيات التي تعرض برامجها. مايا رفضت الربط بين اشتراك الجمهور العربي في برامج المسابقات وبين الحالة الاقتصادية التي يعيشها، مؤكدة أن هناك العديد من المتسابقين الأثرياء الذين يحرصون علي الاشتراك في برامج المسابقات لأنها تنال إعجابهم. وأكد جورج قرداحي، كلام مواطنته مايا ورفض اعتبار برامج المسابقات مجرد حشو إعلامي فهي معترف بها عالميا وتقدم في الفضائيات العربية بشكل متميز، ولكن هذا لا يمنع أن هناك برامج مسابقات فقيرة إنتاجيا وتعتمد فقط علي مغازلة طموحات المراهقين وبعضها بالفعل غير جدير بثقة المشاهد. وأوضحت المذيعة الكويتية حليمة بولند، التي لها تجارب سابقة في مجال برامج المسابقات أن بعض البرامج التي تنتج بمبالغ ضئيلة تخترع مسابقات وهمية وتغازل المشاهد بأسئلة سطحية والإجابات تكون مضحكة، لأن أغلب المتصلين يتم الترتيب معهم مسبقا لجذب المشاهدين حتي مقدمات هذه البرامج ما هن إلا موديلز يتقاضين مبالغ ضئيلة وينتظرن الشهرة التي غالبا لا تتحقق لأنهن لا يمتلكن الإمكانات الإعلامية التي تؤهلهن لذلك. وقالت المذيعة نجلاء بدر، التي قدمت من قبل برنامج “the mony drop علي شاشة قناة المحور أن برامج المسابقات تتكلف ميزانيات إنتاج عالية ومن الطبيعي أن تحرص الفضائيات التي تعرضها علي تحقيق ربح مادي يعوض نفقاتها ولا أحد يجبر المشاهد علي الاشتراك فيها كما أنها لو فكرت في خداع الجمهور مرة سينكشف أمرها وبالتالي لن تستمر، ولذلك فإن البرامج ذات المصداقية هي التي تبقي لسنوات والجمهور العربي سئم البرامج السياسية ونشرات الأخبار وأصبح يفضل برامج المنوعات والمسابقات لأنها تخرجه من دائرة الإحباط التي تسيطر عليه. الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة أكد أن العديد من الفضائيات تهدف إلى تحقيق الربح بطريقة سريعة وبسيطة عن طريق إنتاج برامج مسابقات بعضها مستنسخ من برامج أجنبية وتشتري الفضائيات حقوق عرضها في الشرق الأوسط ويهتم بها الشباب من أجل تحقيق الثراء السريع. ويطالب العالم بإنتاج برامج إيجابية تخدم الشباب العربي وتقدم لهم المعلومة ويمكن أيضا أن ترتبط بجوائز مادية ولكنها لابد أن تكون قائمة علي أسس إعلامية مهنية. الدكتور أسامة عبدالباري، أستاذ علم الاجتماع يري أن بعض الفضائيات تلعب على وتر المكسب وتحقيق الربح السريع، لدى جمهور الشباب في الوطن العربي، حيث إن كثيراً منهم لديه ثقافة الاستسهال في الحصول على الربح السريع وبالتالي يلجأ لهذه القنوات كما كثير ممن يشاهدونها ربما يكونون عاطلين عن العمل أو راغبين في الثراء السريع، وبالتالي يكونون حريصين علي المشاركة فيها ومن أجل الحصول علي مكاسب مادية تحقق أحلامهم التي لا يستطيعون تحقيقها وأهمها حلم الزواج. أحمد الشيخ، شاب مصري يحلم دائما بالفوز بجوائز أحد برامج المسابقات لدرجة أنه ينفق شهريا ما يقرب من 250 جنيهاً كاتصالات هاتفية للاشتراك فيها والغريب أنه يعرف أنها تستخف بعقول الشباب ولا يهمها حصولهم على جوائز، وتجني من ورائهم الملايين بفضل مكالمات المتصلين ذات التكلفة المرتفعة. أما سحر زاهر فهي، ربة منزل تعاني من هوس ابنتها البالغة من العمر 16 عاما، بهذه القنوات حيث تصرف عليها مبالغ كبيرة من خلال الاتصال، لاعتقادها أنها ستحصل علي مليون جنيه وبرغم نصائح المحيطين بها فإنها مصممة علي الإشتراك في هذه البرامج وتتمني أن تنتهي حالة الارتباط الشديد بين هذه البرامج وابنتها.