- ليدى جاجا تغزو هوليوود بأداء مبهر فى إعادة إنتاج لفيلم مولد نجمة
عادت السينما العالمية بتوليفة الأفلام التى تحظى باستحسان الجمهور وإطراء النقاد فى الحفل السينمائى الأهم الذى تنظمه أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، لتوزيع جوائز الأوسكار فى دورته رقم 91 يوم 24 فبراير الجارى فى مركز هوليود وهايلاند فى طريق هوليوود فى لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، لتتويج أفضل الأفلام السينمائية الأمريكية وغيرها المعروضة مؤخرا.
قوة الواقع
تطغى سيرة المشاهير على الأعمال المرشحة عموما، ونجد ثمانية أفلام مرشحة لنيل جائزة أحسن وعلى رأسها فيلم "المحظية" من انتاج أيرلندى بريطانى أمريكى مشترك عن السيرة الذاتية للملكة آن التى حكمت بريطانيا فى القرن الثامن عشر لكنها كانت تحب الترفيه أكثر من مهام الحكم فتولت صديقتها المقربة الدوقة سارة تشرشل مقاليد الأمور، وهو مرشح لعشر جوائز.
والفيلم المكسيكى الأمريكى"روما" من نوعية الدراما الذى نال تقديرات عالية من النقاد رغم بساطته الفنية واعتماده على التصوير بالأبيض والأسود، حول خادمة تعمل فى منزل من الطبقة الوسطى فى مكسيكو سيتى خلال فترة السبعينيات من القرن الماضى، ومرشح لعشر جوائز وهو يعتبر ثانى فيلم امريكى ناطق بلغة غير انجليزية يترشح لهذا العدد من الجوائز بعد "النمر المتوثب والتنين الخفى" فى 2000.
و"مولد نجمة" الذى تم تقديمه عدد من المرات مع إجراء تغييرات بسيطة للقصة، وأشهرها النسخة التى قدمتها النجمة الأمريكية باربرا سترايسند فى 1976، حول مغنى شهير يبدأ نجمه فى الأفول بسبب ادمانه للخمر ويتعرف على فتاة فقيرة موهوبة فى الغناء ويحبها ويتزوجها ويساعدها لتصبح نجمة أكثر منه، وهو مرشح لثمانى جوائز، ولأول مرة تترشح نجمة لجائزتى أحسن ممثلة وأحسن أغنية "المياه الضحلة" وهى المغنية الأمريكية الشهيرة ليدى جاجا.
وكما شاهدنا أداء خارقا للممثل الانجليزى جارى أولدمان فى شخصية رئيس الوزراء البريطانى الراحل وينستون تشرشل الذى أخرج البلاد من مأزق تاريخى أمام ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية فى فيلم "الساعة الأسوأ" فى العام الماضى ونال عنه جائزة أوسكار كأحسن ممثل، نجد مواطنه الممثل البريطانى الأمريكى كريستيان بيل اكتسب وزنا مثله وتغير تماما من خلال المكياج ويتحدى نفسه فى دور نائب الرئيس الأمريكى الأسبق ديك تشينى ومرشح لجائزة أحسن ممثل وزميله سام روكويل مرشح لجائزة أحسن ممثل.
مساعد عن دور الرئيس الأسبق جورج بوش الابن فى فيلم "نائب"، حيث اعتبر أنه أشهر نائب للرئيس الأمريكى عندما أدار أزمة هجمات 11 سبتمبر 2001، والفيلم مرشح لسبع جوائز.
و"الفهد الأسود" الذى حقق نجاحا تجاريا كبيرا عن بطل خارق من قصص مارفل المصورة ومرشح لسبع جوائز، ويتسأل البعض هل يمكن لنوعية غير المألوفة على ترشيحات أوسكار أن تحقق هذا الانجاز بالفوز؟
و"بلاكككلانزمان" عن سيرة ذاتية فريدة من نوعها عن اختراق ضابط أسود لجماعة كو كلوكس كلان المتعصبة من اخراج المخرج الأمريكى المميز سبايك لى ومرشح لست جوائز.
و"بوهيميان رابسودى" المرشح لخمس جوائز عن السيرة الذاتية للمغنى الراحل صاحب الحنجرة الأسطورية فريدى ميركورى، الذى ولد فى 1946 فى المحمية البريطانية زنجبار (وهى اليوم جزء من تنزانيا) باسم فاروق بولسارا وينتمى والداه للمجموعة العرقية الدينية بارسيون وهم جزء من الزرادشتية من ولاية جوجارات فى شمال غرب الهند وعاش حياة مليئة بالنجومية والصخب والانحرافات، ورحل فى 1991 فى لندن بسبب الإلتهاب الرئوى نتيجة مرض الإيدز وهو فقد المناعة المكتسبة.
ويعتبر "الكتاب الأخضر" على درجة عالية من الإنسانية وهو مرشح لخمس جوائز، عن السيرة الذاتية فى اطار كوميدى دراما لعازف البيانو الأسود دون شيرلى، ويقوم بدوره النجم ماهرشالا على وهو ممثل مسلم أمريكى مرشح لجائزة أحسن ممثل مساعد وسبق أن فاز بها عن دوره فى فيلم "ضوء القمر" فى 2017، ويشرع هذا العازف الفذ فى القيام برحلة فى صحبة سائقه الذى ينحدر من أصول إيطالية تونى ليب ويقوم بدوره النجم الأمريكى فيجو مورتنسن وهو ثالث ترشح له لجائزة أوسكار كأحسن ممثل، عبر الولايات الجنوبية لتقديم حفلات وفى نفس الوقت مناهضة العنصرية فى بداية 1962، معتمدا على دليل بعنوان الكتاب الأخضر للفنادق التى تقبل استضافة السود!
وخارج قسم أحسن فيلم نجد ترشيحات فى أقسام أخرى لأفلام مستقاة من أحداث حقيقية أيضا فيترشح النجم الأمريكى وليم دافو كأحسن ممثل عن تجسيده للفنان التشكيلى الهولندى الراحل فنست فان جوخ فى "عند بوابة الخلود"، و"مارى ملكة الاسكتلنديين" و"هل تستطيع أن تغفر لى يوما؟" و"حرب باردة"."
أسماء عربية
نال الممثل الأمريكى من أصول مصرية رامى مالك-37 سنة- اشادة كبيرة بعد فوزه بجائزة "جولدن جلوب" أو الكرة الذهبية لأفضل ممثل فى فيلم دراما وهو مرشح لجائزة أوسكار كأحسن ممثل عن نفس الدور لتجسيده شخصية فريدى ميركورى نجم فريق الروك البريطانى الشهير "كوين" فى فيلم بوهيميان رابسودى وكان النجم الانجليزى الكوميدى ساشا بارون كوهين مرشحا للدور.ونجمنا رامى مالك من مواليد 12 مايو 1981 فى لوس أنجلوس لوالدين مهاجرين مصريين، سعيد مالك ونيللى عبد الملك، ويقال أن لديه أيضا أصول يونانية.وغادر والديه القاهرة فى 1978 بعد أن أثار اعجاب والده المرشد السياحى الزوار القادمين من الغرب، واستقرا فى بلدة شيرمان أوكس فى مقاطعة لوس أنجلوس.وحصل رامى مالك على درجة البكالوريوس فى الفنون الجميلة فى عام 2003.وبعد تخرجه أراد أن يدرس المسرح لكنه لم يستطع بسبب
الديون وانتقل إلى نيويورك فتصادف أن يتشارك مع أصدقاء يدرسون المسرح وكون شبكة من الكتاب والمخرجين، وأثناء زيارته لأسرته فى لوس أنجلوس، إلتقى بالمخرجة مالى فين التى أقنعته بالبقاء والبحث عن عمل فى هوليوود، وبالفعل لاقى نجاحا بفضل طابعه المميز، ومثل فى العديد من الأعمال من خلال أدوار صغيرة قبل اتخاذ دور كبير له لأول مرة فى الفيلم الكوميدى "ليلة فى المتحف" بجزئيه فى 2006 و2009 فى دور الفرعون أخمنرع.
وبالنسبة للمبدعة اللبنانية المخرجة والكاتبة والممثلة نادين لبكى-45 سنة- التى تملك الموهبة والإنسانية وكذلك لديها مفاتيح الغرب، ولنتذكر البدايات من خلال اخراجها لكليبات نجوم الغناء فى لبنان"أخاصمك آه" لنانسى عجرم و"يا شاغلنى بيك" لنيكول سابا و"بحبك موت" ليورى مرقدى و"إعتزلت الغرام" لماجدة الرومى، وقائمة طويلة من الكليبات التي تفاجىء المشاهد في كل مرة، فهى تجمع بين الجدية في الإبداع والشقاوة فى الإبتكار!ودائما لدى لبكى الجديد، فخيالها الخصب لا ينضب، وإتخذت الخطوة الأكثر جراءة أيضا عندما قدمت أفلاما روائية طويلة قادرة على المنافسة خارج لبنان.ربما إعتبر بعض النقاد فيلم "سكر بنات " فيلما ساذجا بعض الشىء وهو يسرد قصص مجموعة من النساء وأوضاعهن في المجتمع العربى يترددن على مصففة شعر، ورغم أن ذلك متوقع بالنسبة لأول إخراج لها في عام 2007 فرغم أنف الجميع حقق نجاحا كبيرا في تاريخ السينما اللبنانية وأصبحت أفيشاته تتصدر دور العرض في أوروربا وأمريكا وعُرض فى مهرجان كان السينمائى الدولى. وعلى عكس ما تعودنا في الشرق نشاهد أفلام الغرب التي تمنحنا شعورا جميلا عن عالم مدهش، فقدمت لبكى الحلم الشرقى للرجل الغربى وهو يشاهد سكر بنات.وأهدت مشاعر الأمومة والحنان للمرأة الغربية التى تشاهد فيلم" وهلأ لوين" عن الطائفية و"الرصاصة الطائشة" عن الحرب الأهلية.وقالت مرات عديدة أنها تأثرت بأمومتها وأدركت مخاطر الفتن والحروب على مستقبل الأجيال القادمة.وتشارك فى حفل أوسكار بفيلم "كفرناحوم" من خلال قسم الأفلام الأجنبية وشاركت به فى الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائى الدولى وفاز بثلاث جوائز، ويحكى قصة طفل صغير يعيش فى بيئة فقيرة، ويقرر التمرد على واقعه عبر رفع دعوى ضد والديه اللذين أنجباه إلى هذا العالم!
ونجد كذلك المخرج السورى الكردى الذى يعيش فى ألمانيا طلال ديركى-41 سنة- يشارك فى قسم الأفلام الوثائقية الطويلة بفيلم "عن الآباء والأبناء" من انتاج ألمانى أمريكى لبنانى سورى هولندى قطرى مشترك عن الجهاديين والارهاب فى سوريا.
وكذلك الفيلم الأمريكى المرشح فى قسم الأفلام الوثائقية القصيرة "قارب النجاة "عن مجموعة متطوعين ألمان يحاولون انقاذ المهاجرين القادمين من الشواطىء الليبية فى عرض البحر الأبيض المتوسط وتم تصويره فى تونس.
الأنغام الخالدة
وبجانب ما ذكرناه حول الكتاب الأخضر الذى رصد ظاهرة غريبة حول عازف أسود يقدم الموسيقى البيضاء آنذاك، واعتماد الفيلم على الموسيقى الكلاسيكية التى تحلق بنا فى السماء مثل أعمال فرانز ليست وشوبان، ومولد نجمة الذى يقرب الجمهور أكثر من ليدى جاجا التى تنتقدها الصحافة دوما ويظهر جمال صوتها وحضورها المحبب، وبوهيميان رابسودى أو "افتتان البوهيمية" الإسم الماخوذ من اسم أغنية شهيرة لفريق
كوين، وكلمة رابسودى أو افتتان تعود للملاحم الشعرية الإغريقية، والمقصود هو تقديم الأوبرا بشكل حداثى، وبالفعل تحولت هذه الأغنية لرائعة أعمال فريق كوين، نجد اهتماما بالنوعية الغنائية فى فيلم آخر وهو مأخوذ عن سلسلة قصص شهيرة خيالية وقدمت النجمة الإنجليزية جولى أندروز هذه الشخصية أيضا فى فيلم يحمل نفس الإسم فى 1964، و"عودة مارى بوبينز" بطولة الممثلة الإنجليزية الأمريكية "إيميلى بلانت"، والفيلم مرشح لأربع جوائز أوسكار منها أحسن أغنية.
