افتتح محمد إبراهيم القصيرمدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة ومدير مهرجان الفنون الإسلامية تحت شعار " أفق"، ومروان بن جاسم السركال االرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" ، معرض"كلٌ في فلك يسبحون " للفنانة دانة عورتاني، المملكة العربية السعودية – فلسطين ، في مركز مرايا للفنون في القصباء بالشارقة.. حضر الافتتاح مدراء و رؤساء أقسام دائرة الثقافة ، والموظفون، والفنانون المشاركون وضيوف المهرجان من الإعلاميين والنقاد ، وجمهور عام من محبي الفنون الإسلامية.
وضم المعرض سلسلة من الأعمال الفنية التي قدمت عورتاني من خلالها تجربة فنية ثرية،إذ ركزت بشكل خاص على استخدام الطبقات في ممارستها الفنية، ليضم
معرضها مزيجاً من القطع الموجودة والجديدة التي توظّف ذلك المزيج من العناصر المعقّدة في عملها، وتعتبر أعمالها تمثيل مرئي لزمان ومساحة محدّدة ثقافياً، وتجسد دانة في عملها الفني المعروض بعنوان "الحب شريعتي، والحب إيماني" التطريزات الثمانية المعلقة من ثماني قصائد غزلية لابن عربي، وهي تحمل نقوشاً معقدة ومتقنة، وباستخدام تقاليد المنسوجات السعودية تقوم عورتاني بإبداع سلالات المعنى التي تعمل كشكل من أشكال التأمل، بحثاً عن الروح الداخلية بدلاً من الموجودات الخارجية.
وفي عمل آخر بعنوان"أنصت إلى كلماتي" قدمت عورتاني تركيبة غامرة تجمع بين الألواح الحريرية المطرزة يدوياً، وصاحب ذلك تسجيل صوتي لنساء يُلقين مقتطفات شعرية لشاعرات عربيات ، ويهدف هذا العمل إلى كشف النقاب عن مجموعة كاملة من أولئك الشاعرات في الفترة بين العصر الجاهلي وصولاً إلى القرن الثاني عشر، إذ كان دور المرأة غالبا آنذاك ممثلاً تمثيلاً ناقصاً في الفن والسياسة والعلوم.
ثم تستكشف عورتاني في العمل الفني "الخلفاء" تاريخ الإمبراطوريات الإسلامية لجهة تطور الفنون والحرف اليدوية في ذلك الوقت، وتُركّز في هذه القطعة تحديداً على فن التذهيب القرآني، الذي يلعب دوراً أساسياً في الممارسة الفنية لديها.
وفي "مجسمات أفلاطونية" ابتكرتْ عورتاني سلسلة من المنحوتات والرسومات المبنية على المجسمات الأفلاطونية، وهي دراسة قديمة للأشكال القائمة على الهندسة الإقليدية، حيث تُعتبر المجسمات الأفلاطونية من أكثر الأشكال المدروسة في التاريخ، فقد كانت موجودة منذ آلاف السنين، ودرس علماء الهندسة خصائصها الرياضية، وفتنوا بجمالها المتناسق وتناظرها..
أما في عملها المعنون ب "منحوتات زجاجية" سوف يُلقي التفاعل بين الزجاج والضوء نقشاً على الأرض يواصل استكشاف الفنانة للمادة نفسها، وعلاقتها بصناعة الحرف التقليدية، واعتباراتها الرسمية للهندسة نفسها
تعيش عورتاني وتعمل في جدة، وتهدف دانة عورتاني (31 عاماً) من خلال تجربتها الفنية إلى سد هذه الفجوة بين التقليدي والمعاصر، وبين القديم والجديد، بطريقة تجمع كلا الممارستين معاً في تناغم ووئام، ما يمنح التذهيب الإسلامي صوتاً في العالم المعاصر، لاسيما أن بعض الفنانين ينظرون إلى التذهيب على أنه شكل فني عالق في الزمن، ويفتقر إلى أي نوع من الابتكار أو الحداثة..
دانة عورتاني فنانة انتقائية، تتميز بقدرتها على صناعة الدهشة ما إن يبصر المتلقي إحدى أعمالها تقليدية الممارسات، إذ تقوم على إعداد المواد والأصباغ
بنفسها، لكن عملية الإحياء المستمر والأداء المعاصر غايتها وسبيلها في التجهيزات الفنية، ويظل الوقوف عند أعمالها بمثابة رحلة استكشاف في عوالمها وتجاربها المملوءة بلغة بصرية فاتنة.