أعلنت مؤسسة "بارجيل للفنون" عن إبرام اتفاقية إعارة طويلة الأجل مع "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" لعرض واحدة من لوحاتها الفنية المتميزة فى المتحف اعتبارًا من شهر أكتوبر 2014. ويأتى هذا التعاون بين المؤسستين احتفاء باختيار الشارقة عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2014، وسعياً إلى إثراء معرفة الجمهور بالتاريخ الإسلامى والمساهمات الجليلة التى قدمها الإسلام للحضارة البشرية فى مختلف العلوم. وبموجب الاتفاقية الجديدة، ستعير "مؤسسة بارجيل للفنون" إلى "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" لوحة فنية فريدة للفنان السورى محمود حماد بعنوان "العلماء العرب" تعود لعام 1988، وسيتم عرضها بشكل دائم ضمن صالة "ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا" فى المتحف. وفى معرض تعليقه على التعاون مع "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، قال القاسمى: "نحن فخورون بالتعاون مع هذا المتحف المرموق الذى يُعنى بصون وإثراء ثقافة وتاريخ الحضارة الإسلامية، ويشرفنا أن تتاح لنا مثل هذه الفرصة الثمينة للاحتفاء باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 عبر تسليط الضوء على باقة من الأعمال الفنية النادرة وعرضها أمام جمهور الشارقة". بدورها قالت منال عطايا، مدير عام "إدارة متاحف الشارقة": "يسعدنا أن نثرى مقتنيات المتحف بهذه اللوحة الفنية المتميزة؛ فهى تعد بلا شك عملاً تثقيفياً بامتياز وإضافة قيّمة إلى صالة "ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا"، كما تجسّد الدور المحورى الذى لعبه العلماء والباحثون المسلمون خلال مسيرة حياتهم". وتصور لوحة "العلماء العرب" مجموعة من ألمع المفكرين والعلماء المسلمين ممن ساهموا بشكل فعّال فى تطوير العلوم والقيم الإنسانية على المستوى العالمى. وتحمل هذه اللوحة بين طياتها مضامين غنية حول الإنجازات التى سطرها هؤلاء العلماء فى مجالات الفلك، والهندسة، والكيمياء، والأحياء، والجغرافيا وغيرها؛ وهى شاهد على القفزات الهائلة التى حققوها فى استكشافهم وتوثيقهم للعالم المادى. ومن الشخصيات الإسلاميّة التى تضمنتها اللوحة أبو بكر الرازى، وابن خلدون، وابن النفيس، وغيرهم من علماء المسلمين الذين حققوا شهرة واسعة فى عصرهم؛ إذ يعد الرّازى مثلاً من الشخصيات المهمّة فى مجال الطب، ولاسيما طب الأطفال والعيون. كما يعتبر ابن خلدون أحد أبرز المؤرخين العرب، ومن الآباء المؤسسين لعلوم التاريخ والاجتماع والاقتصاد الحديثة، ومن أشهر أعماله "مقدمة ابن خلدون" الذى استعرض فيه رؤية مبكّرة حول التاريخ العالمى، ويعتبر الطبيب العربى ابن النفيس الدمشقى أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى. ولد الفنان محمود حماد فى مدينة جرابلس السوريّة؛ ويعتبر أحد أبرز رواد الفن السورى المعاصر، ويحفل سجله بالعديد من الإبداعات المتميّزة. وانتقل حماد إلى العاصمة الإيطاليّة روما فى خمسينيات القرن الماضى لدراسة الفن فى "أكاديمية الفنون الجميلة"، ثم عاد إلى موطنه فى عام 1960 ليصبح مدرسًا للتربية الفنية، وشارك فى تأسيس "كلية الفنون الجميلة" بجامعة دمشق، ثم تولى عمادتها بين الأعوام 1970- 1980. وفاز حماد بالعديد من الجوائز المرموقة خلال مسيرته الفنية ومنها الجائزة الأولى فى مسابقة الفنون بمدينة نابولى عام 1975. وتعد "مؤسسة بارجيل للفنون"، التى تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًّا لها، مبادرة مستقلة تهدف إلى إدارة وحفظ وعرض مجموعة مقتنيات سلطان سعود القاسمى الفنية الشخصية. وتسعى "مؤسسة بارجيل للفنون" أيضاً إلى توفير منصة عامة لتمكين الجمهور من تبادل وجهات النظر والتحاور حول الفن الحديث والمعاصر، مع التركيز على الفنانين المتشبعين بالتراث العربى حول العالم. وتسعى المؤسسة إلى توفير مورد ثرى للمعلومات حول الفن الحديث والمعاصر على الساحة المحلية والعالمية، عبر استضافة المعارض الداخلية، وإعارة الأعمال الفنية للمنتديات الدولية، وإصدار المطبوعات الورقية والمنشورات الإلكترونية، وابتكار البرامج التفاعلية لعامة الجمهور. ويهدف "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، الذى أعيد افتتاحه عام 2008، إلى حفز المعرفة وتسليط الضوء على غنى وتنوع الفنون والتاريخ والعلوم والثقافة الإسلامية. ويضم المتحف أكثر من 5 آلاف عمل فنّى من العالم الإسلامى، بما فيها أعمال الخط العربى، والمنحوتات، والخزف، والقطع النقدية، والزجاج، والمخطوطات، والمشغولات المعدنية، والأدوات العلمية. ويقيم المتحف معارض منتظمة لروائع التراث الإسلامى كان آخرها معرض "عواصم الثقافة الإسلامية الأولى: الإرث الفنى لدمشق الأمويّة وبغداد العباسيّة"، والذى سيستمر حتى 17 يناير 2015.