التضحية بمعناها الاشمل والاعم من اسمي الغايات. ولايستطيع التضحية إلا من امتلك مقوماتها ومنها الصفاء والنقاء. نماذج التضحية والعطاء لاتعد ولا تحصي ربما كان أبرزها والمتفرد منها قصة نبي الله إسماعيل، حيث أمر الأب بذبحه لا لغرض دنيوي ولكنها إرادة الله استسلاما وانقيادا. "يابني إني أري في المنام أني اذبحك" وجاءت الاجابة مغايرة لما قد يحدث في زماننا يأبت أفعل ماتؤمر ستجدني أن شاء الله من الصابرين. أسئلة كثيرة يفكر فيها الإنسان، التضحية من أجل من؟، وهل هناك حدود للتضحية؟، ولماذا أنا دون غيري من يطالبونه بالتضحية؟، مرات عديدة سمعنا هذة الأسئلة وغيرها، ووقفنا عاجزين أمام الحصول علي إجابة شافية. قد تسمع قصصا تصيبك بالذهول أمام صمود أصحابها، وقد يبذل أحدنا الغالي والنفيس من أجل مجاراتهم إلا أننا نصاب بالاخفاق، في معجم المعاني الجامع التضحية بالنفس بذلها في سبيل قضية أو فكرة أو من أجل الآخرين دون انتظار لعطاء، وقد تكون بالمال أو بالصحة أو بالعمل، وقد سئل أحد الفلاسفة هل أنت مستعد للتضحية بحياتك من أجل أفكارك فقال لا ؟ لأنني علي يقين من حياتي ولكني لست علي يقين من أفكاري. فالأم قد تري في تضحياتها آيثارا بالحب لأولادها، والطبيب قد يري في تضحيته سعادة في تخفيف الآلام عن المرضي، وقد ضرب النبي صلي الله علية وسلم النموذج والمثل الذي لايضاهي فقد ضحي بالغالي والنفيس من أجل نشر دعوتة ولاقي الأهوال والعناء من قريش، ولكنه كان كما وصفه ربه رحمة للعالمين فدعا لهم اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون. ومن أجل الوطن والثبات علي الحق كانت تضحيات الصحابة رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، فقد ضحي صهيب الرومي بكل مايملك ليلحق بركب النبي صلي الله عليه وسلم، وضحي سيدنا عثمان رضي الله تعالي عنه بالكثير من الأموال، وهو من جهز جيش العسرة واشتري بئر رومة ووقفها علي المسلمين. وهكذا النبلاء في كل زمان ومكان يقدمون الأوطان علي مصالحهم وان كلفهم ذلك أغلي ما يمتلكون ؟؟