غابت النجمة هند صبرى عن دراما رمضان هذا العام بعدما تألقت العام الماضى فى مسلسل "حلاوة الدنيا" الذى حقق نجاحاً كبيرا. «الأهرام العربى» حاورت هند صبرى وسألتها عن غيابها عن الدراما الرمضانية وعن سر قبولها للرئاسة الشرفية لمهرجان قابس فى الدورة الماضية، وأيضاً عن نشاطها الفنى خلال الفترة المقبلة. حققت نجاحا كبيرا بمسلسل"حلاوة الدنيا" رمضان الماضى ثم اختفيت عن دراما هذا العام.. ما السبب؟ دعنى أتحدث بصراحة، العمل الدرامى مجهد جداً ويأخذ وقتا طويلا فى التحضير والتصوير، وهو ما يتطلب مجهودا كبيرا من الفنان، لذلك أحرص على أن أوجد مرة كل عامين وليس كل عام، برغم أن بعض الأصدقاء يعتبون على بأننى لابد أن أستغل نجاح مسلسلى الماضى بعمل مسلسل جديد، لكن وجهة نظرى أن العمل الناجح يفرض نفسه فى أى وقت، الأهم ماذا ستقدم وليس كيفية استغلال نجاح عمل سابق، لذلك أعتبر نفسى فى راحة هذا العام، لكننى أعمل على أن أكون موجودة فى العام المقبل بمسلسل جديد من حيث الشكل والمضمون. أيهما أهم فى ترتيب أولوياتك رأى الجمهور أم النقاد فى أعمالك؟ دعنا نفكر بطريقة مختلفة، فى البداية من المستحيل أن تفصل الاثنين عن بعضهما البعض، لماذا؟ لأن كلاً منهما له وجهة نظر فى خط مختلف عن الآخر، بمعنى أن الجمهور عندما يحب الفنان يتقبل منه العمل ويحتفى به كوحدة واحدة، وهذا شىء جيد بالنسبه للفنان، أما الناقد فنظرته مختلفة، حيث يركز على بعض الأمور الخاصة بصناعة العمل من تكنيك تصوير وأداء وإيقاع وإخراج، لذلك على الفنان أن يضع اعتباراً للرأيين ولا يفصلهما عن بعضهما البعض، لأن العمل الذى يعيش فترة طويلة هو الذى يحتفى به الجمهور والنقاد معا. منذ شهرين انتهيت من الدورة الثالثة لمهرجان "قابس"السينمائى وكنت الرئيس الشرفى له..كيف تم اختيارك؟ أولا وقبل أى شىء علاقتى بمهرجان قابس لها شقان أولاً أنا من ولاية قبلى ومدينة قابس هى المدينة الأكبر من حيث عدد السكان، لذلك فانتمائى لها مهم للغاية، ثانياً أنا حضرت التحضيرات الأولية لهذا المهرجان منذ أن كان فكرة بسيطة حتى أصبح حقيقة، لذلك كان من المهم أن أكون رئيس شرف المهرجان، خصوصا أن معظم المهرجانات العربية تعانى من نقصاً فى الميزانيات ووجود نجم له اسمه على رأس المهرجان يستطيع أن يتغلب على هذه النقطة بعلاقاته، وهذا ما كنت أفكر فيه خلال الفترات الماضية، أضف إلى ذلك نقطة أخرى وهى الخروج بالتظاهرات الفنية من قلب العاصمة، فمن غير الصحيح أن تكون جميع التظاهرات الفنية لأهل العاصمة فقط، فأين أهل الجنوب والولايات الأخرى أليس لهم حق فى وجود تظاهرات فنية! والحمد لله حققنا نجاحا لا بأس به خلال الدورة. هل مهرجان قابس يعتبر منافسا لمهرجانات شمال إفريقيا الأخرى؟ عندما نفكر فى مهرجان وليد يخطو ثالث خطواته لابد أن نفكر أولاً فى ترسيخ مكانته على أرضه وليس فى المنافسة مع الآخرين، بمعنى نحن فى بداية مشوار علينا التركيز فى عمل تظاهرة فنية تعتمد على لون جديد، هذا اللون هو سينما الشباب التى أصبحت واقعاً الآن، فنحن نعطى مساحات كبيرة لعرض أفلام الشباب التى لم يسعدها الحظ فى الوصول لبعض المهرجانات الأخرى سواء فى تونس أم فى الوطن العربي، لذلك أرى أننا مكملون للمهرجانات الأخرى ولسنا منافسين، خصوصا أن صناعة المهرجانات الكبرى تحتاج لأموال طائلة لا نقدر عليها الآن، وفى رأيى أن الأهم هو التخصص لأننا خلال فترة قصيرة نستطيع أن نجذب شريحة مهمة تصنع لونا جديدا من السينما العربية وهذا ما نسعى له. فى رأيك ماذا ينقص السينما التونسية حتى تأخذ مكاناً مميزا بين الكبار؟ هذه قضية كبرى لها أكثر من محور فى الحديث، السينما التونسية متقدمة من حيث الأفلام التى تصنع وتشارك فى مهرجانات فرنسية وعربية ولدينا مخرجون على أعلى مستوى ومعروفون خارج حدود تونس، وكذلك ممثلون موهبون، وقد حدثت طفرة فى صناعة السينما هذا حقيقي، لكن ليس بالكم الذى يجعلها تنتشر الانتشار الأكبر، ويرجع هذا لعدة أسباب أولها: أن عدد دور العرض فى تونس ليس بالكثير، وبالتالى دورة حياة الفيلم فى صالات العرض ليست طويلة، ثانيا قلة دور العرض فى الولايات الأخرى، برغم أنه فى الفترة الأخيرة افتتحت صالات عرض فى مدن مختلفة، لكن نحن نريد أكثر من ذلك، خصوصا أن انتشار السينما يعتبر متنفسا للشباب. حصلت أخيرا على جائزة " الميوركس دور" للمرة الثالثة عن دورك فى مسلسل حلاوة الدنيا؟ لا تتصور كم أنا سعيدة بهذه الجائرة التى انطلقت عام 2000 فى العاصمة اللبنانية بيروت، وأثبتت وجودها خصوصا أنها المرة الثالثة التى أفوز بها، وهذا فى حد ذاته رقم قياسي، الأمر الآخر أننى فزت بهذه الجائزة عن فيلمى "عمارة يعقوبيان وأسماء" وهذين الفيلمين لهما مكانة خاصة عندى، حيث يمثلان مراحل مختلفة فى مشوارى الفنى، والمرة الثالثة جاءت عن مسلسل "حلاوة الدنيا" الذى عرض رمضان الماضى، والذى حقق نجاحا كبيرا أثناء عرضه، لذلك فهذه الجائزة لها مذاق خاص بالنسبة لى. الأعمال الثلاثة التى فزت بها تندرج تحت مظلة الميلودراما فهل تخصصت فى هذا اللون؟ منذ أن دخلت عالم الفن وأنا أرى أن الفنان يجب ألا يحصر نفسه فى لون واحد فقط، لكن عليه أن يجرب حظه فى ألوان أخرى تستطيع أن تفجر بداخله قدرات جديدة فى مجالات مختلفة من ألوان الفنون، لذلك قدمت ألوانا مختلفة حققت نجاحات كثيرة، فعلى سبيل المثال قدمت من قبل مسلسل "عايزة أتجوز" الذى لعبت فيه لونا كوميديا يعتمد على كوميديا الموقف واستقبله الجمهور بحفاوة كبيرة حتى إنه بعد عرض المسلسل فزت عن دورى بجائزة أحسن ممثلة كوميدية من "الجوردون أوورد" وهذا يجعلنى أبحث كل فترة عن أعمال وألوان مختلفة فى عالم الفن حتى لا يصاب جمهورى بحالة من الملل. هل هناك جديد فى مجال السينما خلال الفترة المقبلة؟ بالنسبه للسينما أنا فى انتظار عرض الجزء الثانى من فيلم الكنز أو "الكنز 2" الذى لم يتحدد بعد موعد عرضه، لكن أعتقد أنه سيعرض فى عيد الأضحى المقبل، أيضاً لدى مشروع سينمائى جديد لكن هذه المرة فى تونس وأتمنى أن يكتب له النجاح. أفلام الأجزاء تواجه مشكلات كثيرة ولم تصادف النجاح إلا قليلا؟ هذه وجهة نظر أحترمها وقد رددها كثير من الأصدقاء وصناع السينما، لكن علينا أن ندقق النظر جيداً، خصوصا أنه لا توجد قاعدة معينة لذلك، بمعنى أن الفيلم الجيد سواء على مستوى الكتابة أم التمثيل والإخراج ما الذى يمنع نجاحه؟ الأمر الآخر أن المخرج شريف عرفة مخرج ممتاز وله رؤية خاصة به، وقد قدم من قبل فيلماً على جزءين وحقق نجاحاً كبيراً وهو فيلم الجزيرة واحد واثنين، فلماذا نطلق أحكاماً على عمل لم يشاهده أحد حتى الآن؟ أعتقد أن الجمهور سوف يستمتع بالفيلم عندما يشاهده وقت نزوله وعن نفسى أتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور.