للمتقدمين بمسابقة معلم مساعد.. إتاحة الاستعلام عن القبول المبدئي وموعد الامتحان (تفاصيل)    سمية الخشاب بتروح له البيت..التيجاني يكشف بالأسماء علاقته بالفنانين    فرق «بداية جديدة» تجوب المحافظات لتوزيع مستلزمات المدارس على الطلاب.. صور    بروتوكول تعاون بين «التعليم والتضامن والتنمية المحلية وتحالف العمل الأهلي» لتنمية قرى «حياة كريمة»    نهاية عصر العوائد المرتفعة.. خفض الفائدة يغير مشهد المدخرات فى الولايات المتحدة    وزيرة التخطيط تُتابع الموقف التنفيذى للإصلاحات الهيكلية مع الاتحاد الأوروبى    أسعار البيض اليوم الخميس 19-9- 2024 في بورصة الدواجن    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتابع استعدادات العام الدراسى.. ويتفقد منظومة المياه    إزالة 7 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية في قرية بيهمو بالفيوم    محافظ الإسكندرية يقوم بجولة تفقدية لإطلاع النواب على المخطط الاستراتيجي لشبكة الطرق بالمحافظة    "حكماء المسلمين" يرحب باعتماد الأمم المتحدة قرار بإنهاء احتلال فلسطين خلال عام    وزير الصحة اللبنانى يعلن ارتفاع أعداد ضحايا تفجيرات أجهزة البيجر ل32 قتيلا    بعد الأجهزة اللاسلكية فى لبنان.. هل يمكن تفجير الهواتف والساعات الذكية؟    الاحتلال يقتحم قباطية جنوب جنين ويحاصر منزلا    معتز محمد يقترب من الإسماعيلي في صفقة انتقال الساعي للأهلي    «لو مش هتلعبهم خرجهم إعارة».. رسالة خاصة من شوبير ل كولر بسبب ثنائي الأهلي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    استمرار حبس عامل التحويلة وعمال برج المراقبة بحادث قطارى الشرقية    دفاع أحمد ياسر المحمدى يطالب بعقد جلسة محاكمته فى غرفة المداولة    السيطرة على حريق بمنزل بالفيوم بسبب انفجار إسطوانة بوتاجاز دون إصابات    أشرف زكي يفتح تحقيقا فى واقعة استخدام صورة بشرى للترويج لمسرحية مجهولة    "رحلة طويلة مع تصوير فيلم الغربان".. عمرو سعد يروج لأحدث أعماله السينمائية    الجمهور يحتفي بمشهد مؤثر لإيمان العاصي في مسلسل «برغم القانون»    التنورة التراثية تحصد جائزة أفضل عرض فى ختام مهرجان البحر المتوسط بقبرص    فتحي عبد الوهاب يقدم ورشة تمثيل في الدورة ال 12من مهرجان وهران بالجزائر    4 مصابين في قصف إسرائيلي استهدف المخيم الجديد بالنصيرات    الصحة العالمية: مصر قدمت دورا كبيرا لتحسين الخدمات الصحية فى المبادرات الرئاسية    الصحة تؤكد التزامها بتعزيز سلامة المرضى وتحقيق أعلى معايير الرعاية    منظمة الصحة العالمية حذرت من انتشاره..4 أسئلة عن المتحور الجديد لكوروناXEC    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية إكياد البحرية بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    المتهم بقتل صديقه في السلام: «خلافات شغل السبب وماكنتش أقصد أقتله»    إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الصحراوي الشرقي في قنا    بالفيديو.. كاتب صحفي: إسرائيل تحاول نقل الحرب من غزة وجعلها مفتوحة    إسرائيل تقدم مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار بغزة يشمل بندا خاصا بالسنوار    وزير الري يتابع جاهزية التعامل مع موسم الأمطار الغزيرة والسيول    بعد رفع أسعار أسطوانات البوتجاز.. كيف تأثرت الأسعار في المطاعم؟    وزير الصحة يلتقي رؤساء «فارما جروب» لبحث تعظيم الاستثمارات في توطين صناعة الدواء    حقيقة ادعاء فتاه قيام أحد ضباط الشرطة بالإسكندرية بإلقاء القبض على شقيقها دون وجه حق    تراجع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس في الأسواق (موقع رسمي)    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    بوريل يرحب باعتماد الأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين    السفير حسين هريدي: الوضع الإقليمي قابل للتدهور بسبب حرب غزة    جامعة العريش تُطلق أول مسابقة للقيادات الإدارية    الأهلي يعقد مؤتمرًا صحفيًا اليوم لإعلان تجديد الشراكة مع ال«يونيسيف»    حكم صلاة الاستخارة للغير.. هل تجوز؟    لاعب الزمالك يطلب الرحيل عن الفريق قبل مباراة الأهلي.. عاجل    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024: لا تلتفت لحديث الآخرين    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    إدراج 51 عالما بجامعة الزقازيق ضمن الأكثر تميزًا في قائمة ستانفورد الأمريكية    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    اتحاد الكرة: تغيير لائحة كأس مصر وارد ليس لمجاملة الأهلي    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أقنعة ديكارت تتساقط
نشر في الأهرام العربي يوم 04 - 07 - 2018

هل فلسفة ديكارت فلسفة متشابهة تحتمل أكثر من معنى أم أنها فلسفة محكمة الدلالة؟ هل تنطوى على مواقف غير واضحة ومتميزة أم أنها تعطى نموذجا للفكر الواضح المتميز؟ هل هى فلسفة عقلانية أم لاهوتية؟ هل العقلانية أمر محسوم فيها أم أن العقلانية مجرد قناع أخفى وراءه ديكارت اتجاهاته اللاهوتية؟ هل هى فلسفة تتخذ نقطة البدء فيها من الإنسان أم من الله؟ من الفكر الخالص أم من الضمان الإلهي؟
هذه الأسئلة وغيرها يسعى د. محمد عثمان الخشت للإجابة عنها فى كتابه الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعنوان “أقنعة ديكارت العقلانية تتساقط” فتلك الفلسفة تشتمل على نصوص متشابهة، كما أن نسقه الفلسفى فى علاقته بالدين محل اشتباه فى تفسيره، ذلك أن ديكارت يعد من بين الفلاسفة الذين أثاروا نوعا من الجدل فى تاريخ الفلسفة، على الرغم من المقولة الشائعة عنه من كونه فيلسوف الوضوح والتميز والعقلانية الخالصة.
يوضح المؤلف أنه لو كانت هذه المقولة صادقة لما كان ديكارت مثيرا للجدل حول طبيعة موقفه الفلسفى فى علاقته بالدين، فتعدد التفسيرات وتباينها لأكبر دليل على أن النسق الديكارتى غير واضح، وأن منهجه يتسم بالغموض أحيانا، وعدم الصرامة المنطقية فى أحيان أخرى، بل إن ثمة ثنائية فى فلسفة ديكارت تكشف عن تناقضات فى مواقفه، ولعل هذه السمة هى التى أدت إلى أن يكون منبعا لمدرستين متباينتين فى الفلسفة الحديثة.
يقول برتراند راسل:”إن فى ديكارت ثنائية لا تحل، بين ما تعلمه من العلم المعاصر له، وبين النزعة المدرسية التى درست له وقد أدى به هذا إلى تناقضات ذاتية، لكنها جعلته أكثر غنى بالأفكار المثمرة من أى فيلسوف منطقي، كان يمكن أن يكون، فالاتساق كان يمكن فقط أن يجعل منه مؤسس مدرسة جديدة، بينما التناقض جعله منبع مدرستين فى الفلسفة مهمتين، غير أنهما متباعدتان”.
وإذا كان أغلب المؤرخين يعتبرون ديكارت طيلة الأربعة قرون الماضية أبا للفلسفة الحديثة، فقد آن الأوان كما يقول المؤلف لتمحيص هذا الادعاء ووضعه على ميزان البحث، فما العقلانية الديكارتية بأمر تدل عليه نصوص ديكارت دلالة قطعية الدلالة، إذا نظرنا إلى فلسفة ديكارت ككل، وليس إلى بعضها فقط، حيث توجد نصوص تدل على اتجاه عقلاني، كما توجد نصوص تدل على وجود اتجاه لاهوتى فى تفكيره، وتشير بعض الحلول التى قدمها لبعض الإشكاليات الفلسفية إلى اختيارات لاهوتية بحتة، ما يستدعى إعادة النظر فى فلسفته عامة وفكره الدينى خاصة، انطلاقا من مفهوم الاشتباه، كما يستدعى التساؤل: هل العقلانية مجرد مظهر أخفى ديكارت وراءه اتجاهاته اللاهوتية التى لا تخرج عن كونها عقائد المسيحية وقد ارتدت لباس الفكر الخالص ورفضت لواء العقلانية الحديثة؟
هذا كتاب ضد العقل المغلق المتخفى فى عقل مفتوح، ويختلف عن كل شروح فلسفة ديكارت السابقة، لأنه لا يقدم قراءة لفلسفة ديكارت فى علاقتها بالدين، كما قرأها هو ذاته، وكما عرف هو خصائصها وأركانها، بل يقدم قراءة من سياق مختلف، ومن منظور ينشد الوصول إلى ساعة العقل الأخيرة، التى تجعل الأيديولوجية اللاهوتية تواجه نفسها أخيرا، وهى عارية من كل أساليبها المراوغة.
إن مؤلف هذا الكتاب د. محمد عثمان الخشت يسعى للصعود من الشرح النصى إلى التأويل الفلسفي، عبر قراءة المذهب فى بنائه الداخلي، والوقوف على لحظات المنهج لتفحص مدى عقلانيته ولا عقلانيته، وتحليل الفضاء الموجود بين تلك اللحظات أو وراءها، للوصول إلى المعنى الباطن للمذهب والذى يتخفى وراء اللفظ الظاهري، إن منهجية المؤلف ليست قانعة بما هو منطوق وحده، بل متطلعة إلى استنباط ما هو مسكوت عنه أو ما يعجز عنه نطاق القول بسبب من المراوغة الأيديولوجية، التى تريد التخفى تحت ثوب العقلانية الحديثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.