يطل الفنان كريم فهمى على جمهوره طوال شهر رمضان، حيث يجسد شخصية "حمزة" ضابط الشرطة فى مسلسل "أمر واقع"، يشاركه البطولة نجلاء بدر ودينا فؤاد ونبيل الحلفاوى وريم مصطفى وملك قورة، المسلسل تأليف د. محمد رفعت ومن إخراج محمد أسامة، عن دوره فى العمل وقيامه بأول بطولة مطلقة، تحدث كريم فهمى فى حواره ل «الأهرام العربي»، كما كشف عن رأيه فى شخصية رجل الشرطة الموجودة فى عدد كبير من مسلسلات الموسم الرمضانى، وتعمد التركيز على الجوانب الإنسانية لضابط الشرطة، وهى الجوانب التى يغفلها الكثيرون. مبروك البطولة المطلقة لمسلسل "أمر واقع".. هل هى بداية جديدة لك فى عالم الدراما؟ أشكرك على التهنئة، لكن دعنى أقل لك، إن وجهة نظرى تقوم دائماً على أن العمل الفنى هو عمل جماعى لا يستطيع شخص واحد أن يقوم به، بمعنى أن النجاح وراءه أشخاص كثيرون وليس شخصا واحدا، لذلك أنا أؤمن بالجماعية برغم أن ظروف الإنتاج أو التوزيع تحتم أن تضع اسما فى المقدمة، ولا تنسى أننى قبل أن أكون ممثلاً فأنا مؤلف وأعرف كيف يفكر المؤلف فى رسم الشخصيات الرئيسية والمساعدة لرسم لوحة متكاملة فى صورة مسلسل .
هل كونك مؤلفا يسمح لك بإضافة أو حذف بعض المشاهد للشخصية التى تؤديها؟ من المستحيل أن أرتكب هذا الخطأ مطلقاً، فأنا عندما أكتب عملا فنيا لا أحب أن يتدخل فيه أحد، وبالتالى عندما أكون ممثلا لا أسمح لنفسى بأن أتدخل فى عمل الآخرين، هذه نقطة، أما لو كان عندى وجهة نظر فهناك قناة شرعية لذلك، وهى البروفات أثناء تحضير العمل، بمعنى أننا نجلس جميعاً على طاولة واحدة، بداية من المخرج والمؤلف وجميع الممثلين والمشاركين فى العمل، هنا أستطيع طرح وجهة نظرى فى بعض الجمل التى قد تكون ثقيلة على اللسان مثلاً، ويتم النقاش بشكل جيد مع المخرج والمؤلف، وعندما يقتنع الجميع نبدأ بعدها التصوير، وفى مرحلة التصوير لابد أن أكون ممثلا طيعا للمخرج لأنه قائد العمل.
كيف كان استعدادك لشخصية "حمزة" ضابط الشرطة؟ بعد قراءة السيناريو عقدت عدة جلسات مع المؤلف، للوقوف على الخطوط العامة للشخصية، خصوصا أن بها العديد من الخطوط الدرامية، سواء على المستوى الشخصى أم الجانب العملى، وبعد مناقشات طويلة أصبحت أرى ملامح الشخصية أمام عينى، وهنا لا بد أن يأخذ الفنان من المخزون البصرى الذى يمتلكه، بمعنى أن شخصية ضابط الشرطة موجودة بكثرة فى المجتمع المصرى، ولا بد أن تكون قد صادفتها أو لك بعض الأصدقاء من ضباط الشرطة، هنا عليك أن تستدعى الملامح العامة التى صادفتها من قبل وتحاول أن تركبها على الخطوط الدرامية لتصبح الشخصية من لحم ودم، وتكون قريبة من الواقع الذى نعيش فيه، بالإضافة إلى الجانب البدنى الذى استدعى أن أقوم ببعض التمرينات الرياضية العنيفة، خصوصا أن الدور به العديد من مشاهد الأكشن.
البعض يرى أن "حمزة" فى عمله على النقيض تماماً منه فى بيته.. كيف؟ هذه سنة الحياة لأن "حمزة" إنسان طبيعى يفصل تماماً عمله عن حياته العادية، بمعنى أنه ضابط جاد جداً فى عمله يتعامل يومياً مع مختلف أنواع البشر، مما يجعل ملامحه جادة لأنه يشعر بمسئولية تجاه بلده وهذه المسئولية تحتاج للتركيز بشكل كبير، لكن عندما يعود للبيت يصبح زوجا وأبا وهنا يظهر الجانب العاطفى والأبوى فى شخصيته، لأنه قد خلع عن نفسه الزى الرسمى وعناء العمل، وتجده يضحك ويلعب مع طفله، ولو أمعنت النظر فى معظم العاملين فى جهاز الشرطة الذين يسكنون بجوارك أو تعرفهم عن قرب، ستجد أن حياتهم فى المنزل تختلف عما هم عليه فى العمل، لأن هذه هى طبيعة البشر ونحن نجسد الواقع ولم نأت بشخصيات من الخيال، وأثناء مناقشتى مع المؤلف والمخرج وجدت أنهم يميلون لمناقشة الجانب الإنسانى لرجل الشرطة، لأنه جانب مجهول للكثيرين.
كيف تفسر وجود شخصية رجل الشرطة فى مسلسلات كثيرة هذا العام؟ من وجهة نظرى، أرى أن معظم الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام لم تخرج عن الواقع الذى نعيشه، بمعنى أننا نعيش ونسمع يومياً عن مشكلات الإرهاب الذى يقتل الأبرياء ومنهم ضباط جيش وشرطة، لذلك جنحت الدراما لتقديم جزء من الواقع على الشاشة، وبالتالى لابد أن تظهر رجل الشرطة لأنه شريك أساسى فى العملية الأمنية، وبالتالى وجوده ليس عيبا أو شيئا غير مألوف، لكن ممكن أن تلعب المصادفة دوراً مهماً فى وجود عدد من المسلسلات يتناولون شخصية ضابط الشرطة فى موسم واحد، الأهم أن كل عمل يناقش القضية بشكل مختلف وهذا هو الأهم .
هناك موضة جديدة هذا العام وهى وجود مشاهد أكشن فى معظم المسلسلات.. كيف ترى ذلك؟ بالتأكيد أنا لم أر كل الأعمال المعروضة، نظراً لانشغالى بالتصوير فى مسلسل "أمر واقع"، لكن بصفة عامة أقول إن الجمهور يحب مشاهد الأكشن التى يكون لها ضرورة درامية وليست مقحمة على الأحداث، بمعنى أننا عندما نطارد إرهابيين فهذا يحتاج لمشاهد الأكشن، لأن لها وظيفة مهمة فى تلك اللحظة، أما أن نصنع مشاهد لزيادة زمن العمل على الشاشة بدون ضرورة درامية فالجمهور سوف يضحك علينا، لأن المشاهد لديه من الذكاء ما يستطيع به أن يفرق بين العمل الجيد والعمل غير الجيد المبنى على الاستسهال، ولو أخذ الجمهور انطباعا معينا عن عمل ما لن يتغير بسهولة، لذلك علينا أن نضع الأكشن فى المكان المناسب له .
سمعنا أنك أصبت أثناء تصوير بعض مشاهدك؟ بالفعل حدثت لى عدة إصابات وليست واحدة، الأولى كانت بسبب قيادتى لموتوسيكل بسرعة كبيرة، وفوجئت بأحد المطبات الذى حاولت تفاديه، وهو ما أدى لسقوطى وإصابتى بعدة كدمات فى جسدى، أما الثانية فكانت داخل صالة مغطاة وسقطت على ركبتى فوق سلم حديدى، ونتج عنها كسر وكلها إصابات صعبة، لكن الحمد لله مرت بسلام واستكملنا العمل، وقد نصحنى بعض الأصدقاء باستخدام دوبلير فى المشاهد الصعبة، لكن أنا أرفض ذلك لأننى مؤمن بأن الفنان لا بد أن يشعر بصعوبة الموقف الذى يؤديه حتى يخرج منه الإحساس بشكل طبيعى فيصل مباشرة للجمهور .
تشارك فى بطولة مسلسل من تأليف غيرك وتكتب مسلسلا ولا تشارك به ..كيف؟ بالنسبة لى أفكر دائما فى الدور الذى يناسبنى، سواء كان العمل من تأليفى أم تأليف مؤلف آخر، وهو ما حدث فى مسلسل أمر واقع، أما مسلسل "سك على أخواتك" فأنا كتبت القصة فقط، وهناك من وضع لها السيناريو وكنت مشغولاً ب «أمر واقع»، وأعتقد أنه ليس شرطا أن أشارك فى كل الأعمال التى أكتبها.
كيف ترى المنافسة الدرامية هذا العام؟ فى رأيى أن هذا العام به العديد من الأعمال الجيدة سواء للشباب أم للكبار، وكل فنان يحاول أن يجتهد ليخرج أفضل ما عنده، وفى النهاية كله فى مصلحة الجمهور، وهذا العام هناك مائدة متنوعة فيها الكوميدى والأكشن والمسلسلات الاجتماعية وأيضاً الرومانسية، وهو ما يعكس التطور الذى وصلت إليه الدراما المصرية.
كيف ترصد ردود الأفعال على مسلسلك "أمر واقع"؟ حتى الآن أعتقد أن ردود الأفعال جيدة وأنا فى انتظار الحلقات النهائية حتى نتعرف على رأى المشاهدين ككل، لكن بصفة عامة المؤشرات مطمئنة .
قدمت أعمالاً سينمائية نالت إعجاب الجمهور فهل هناك جديد فى هذا المجال؟ السينما لها سحر خاص بالنسبة لى، وأعتز جداً بمجموعة الأفلام التى قمت بتأليفها وشاركت ببطولتها، وآخرها فيلم "على بابا" إخراج خالد الحلفاوى، لكن فى الوقت الحالى أنا كل تركيزى فى العمل الدرامى، خصوصا أننا ما زلنا نصور مشاهده، وبعد الانتهاء سأفكر فى الخطوة المقبلة .