نجح الفنان كريم فهمي في أن يفرض نفسه كواحد من نجوم الدراما التليفزيونية بعد عدد من الأدوار الثانية التي حقق فيها النجاح سواء في رمضان من خلال مسلسل الحساب يجمع مع يسرا, أو خارج الشهر الكريم مثل حكايات بنات واختيار إجباري, قبل أن ينطلق في السينما عبر فيلم علي بابا الذي حقق إيرادات معقولة, ثم مؤخرا مسلسل أمر واقع أولي بطولاته التليفزيونية, وفي هذا الحوار يتحدث كريم فهمي عن تجربته الجديدة ورفضه لمصطلح البطولة المطلقة, وتفاصيل استعداده للمسلسل: كيف كانت التحضيرات لشخصية ضابط الشرطة حمزة في أمر واقع؟ حاولت الاقتراب منها من خلال الشخصيات التي رأيتها في حياتي ومع أصدقائي, وقمت بدراسة التفاصيل مع مؤلف العمل د.محمد رفعت والمخرج محمد أسامة, خاصة أن المسلسل مليء بالعديد من الخطوط الدرامية التي تتناول حياة ضابط الشرطة الشخصية والعملية وكيفية تنفيذ مهامه, إلي جانب التدريبات الرياضية المكثفة من أجل تنفيذ مشاهد الأكشن.
قيل إنك تعرضت لعدة إصابات أثناء تنفيذ مشاهد الأكشن فما حقيقة ذلك؟ بالفعل تعرضت مرتين للإصابة, الأولي في حادث موتوسيكل, والثانية عندما كنت أجري خلف أحد الأشخاص وتعرضت لكسر في الركبة وشرخ في أحد أصابع قدمي, ولم أتعاف بسبب استمرار التصوير, وعدم قدرتنا علي تعطيله.
ولماذا لم تستعن بدوبلير تفاديا للإصابة مرة أخري؟ أرفض ذلك لأنني أفضل تنفيذ كل المشاهد بنفسي, كما أنه من الصعب الاستعانة بدوبلير لأنه في أوقات كثيرة يتم تنفيذ المشاهد من ناحية الوجه, وإذا نفذها الدوبلير ستفقد مصداقيتها, وبالتالي قمت بتنفيذ المشاهد بعد ذلك بعناية شديدة. حرصت خلال المسلسل علي إظهار صورة ضابط الشرطة بوجهيه الصادم في عمله والعادي في حياته الشخصية لماذا؟ حمزة شخص طبيعي, وفكرة عمله كضابط شرطة تجعله لا يتميز في شيء, فهو في وقت العمل جاد, بينما في منزله يخلع بدلة الضابط ويصبح شخصا عاديا مع زوجته وابنته, ولهذا السبب أري أن مسلسلي اجتماعي أكثر من كونه أكشن.
ولكنكم ومن خلال الحلقات الأولي والإعلان قدمتم المسلسل علي أنه أكشن؟ مع عرض باقي الحلقات سيكتشف المشاهد أن مشاهد الحركة ليست كثيرة, مقارنة بالمشاهد الاجتماعية وعلاقته بعائلته وأصدقائه.
معني ذلك أنك فضلت أن تذهب لجانب آخر في حياة ضابط الشرطة عكس باقي الأعمال التي تتناول اتجاها مغايرا؟ بالفعل فمؤلف العمل تعمد إظهار الإنسانيات أكثر من تسليط الضوء علي عمله فقط, لأن هناك أشياء كثيرة في حياة الضابط لا يعلمها أحد, فهو إنسان عادي سواء مع أهله وأصدقائه ويتشاجر معهم ويصالحهم ويعيش حياة عادية, وينسي تماما أنه ضابط.
البعض يري أن استعراض صورة ضابط الشرطة والمصاعب التي يواجهها يأتي كمجاملة لجهاز الشرطة فما تعليقك؟ مفيش حد ملاك ولا توجد دراما تقوم علي الخير فقط, والضابط في النهاية إنسان, وإذا لم نظهر الجانبين الجيد والسيئ فلن تكون الدراما صحيحة, لأنه مهما كان عمل الشخص لن يكون صحيحا طوال الوقت أو خاطئا, وبنفس المنطق نقدم شخصية حمزة التي ليس لها علاقة بكونه ضابطا فقط.
هل قصة العمل مستوحاة من نماذج حقيقية؟ لا, ولكنها تعتمد علي لقطة معينة وضعها مجدي السميري مخرج اختيار إجباري وتم بلورة الفكرة من قبل المؤلف محمد رفعت الذي عمل عليها بشكل أكبر وكون فكرة متكاملة مليئة بالخطوط الدرامية المختلفة, وقام بسرد المسلسل بطريقة جديدة ومميزة.
ولماذا لم يقم مجدي السميري بإخراجه بدلا من محمد أسامة؟ بالفعل كان المخرج مجدي السميري سيتولي إخراج العمل ولكنه انشغل بمسلسل في أمريكا إنتاج نفس الجهة المنتجة لأمر واقع ولذلك قامت شركة ومجدي السميري بترشيح محمد أسامة ليكون مخرجا للعمل.
ألم تخش التعاون معه في أول تجربة له؟ لا.. هذا لا يقلقني ففيلم بيبو وبشير كان أول تأليف لي والإخراج الأول لمريم أبو عوف, وهاتولي راجل من تأليفي وبطولتي وأول إخراج لمحمد شاكر, وزنقة ستات من تأليفي وأول إخراج لخالد الحلفاوي, وعلي بابا من تأليفي وبطولتي وأول إخراج لوليد الحلفاوي, ولهذا أتفاءل كثيرا بذلك لأن الجدد يبذلون جهدا أكبر لإثبات تواجدهم علي الساحة بشكل جيد, وهذا ليس معناه أنني اختار أي مخرج جديد والسلام, ولكن لابد أن أتوسم فيه التميز والاجتهاد.
يطرح أكثر من عمل في رمضان قضايا الإرهاب هل تري أنها قضية الموسم؟ أعتقد أننا في مرحلة مهمة تمر بها البلد وتحتاج لطرح هذه المشكلة لأننا نواجه الإرهاب بأشكاله المتعددة والمختلفة, والأمر لم يعد سلاحا فحسب, لكنه أصبح في الفكر والعقول, وهذا ما نحاول أن نطرحه بشكل أو بآخر لأن الدراما جزء من الواقع.
ألم تقلقك المنافسة بسبب تكرار نموذج ضابط الشرطة هذا العام؟ بالعكس عندما أجد أكثر من نجم يقدم دور الضابط ذلك يجعلني أتحمس أكثر وأقدم ما بوسعي حتي لا أكون الأقل في المنافسة, وكل فنان يقدم ما عليه وربنا يكرمنا جميعا, كما أن كل ضابط شرطة فينا يطرح قصة مختلفة عن الآخر ومهما تناولنا شخصية ضابط الشرطة فلن تنتهي لأن لكل منا خطه الدرامي الذي يكون عكس الآخر.
هل خبرتك كمؤلف دفعتك للتدخل في السيناريو؟ عندما أكون مؤلفا لأي عمل فني أرحب بأي فنان يكون له وجهة نظر في دوره فإذا اقتنعت بها أنفذها وإذا لم اقتنع تظل كما هي, وهذا ما حدث في أمر واقع فإذا وجدت شيئا أتناقش مع المؤلف الذي له حرية الاقتناع أو لا فهذا هو عمله, والمسلسل كله مكتوب من وجهة نظره ولا يوجد أي إضافات مني.
لماذا قررت تقديم عمل أكشن في الوقت الذي أثبت نفسك فيه كبطل كوميدي من خلال فيلم علي بابا؟ بالعكس لا يجوز تصنيفي كفنان كوميدي لأني دمي مش خفيف أمام الكاميرا ولكن الكوميدي هو السيناريو الذي أكتبه ويحمل مواقف كوميدية كثيرة, وفي كل الأفلام التي كتبتها مثل زنقة ستات للفنان حسن الرداد كانت الكوميديا في السيناريو, فالمسألة كلها في إن ممثل شاطر ينفذ السيناريو فيضحك الجمهور, كما أن أعمالي التليفزيونية التي أقدمها مثل حكايات بنات, اختيار إجباري والحساب يجمع, وحالة عشق لم تكن كوميدية.
هل نجاح علي بابا كبطولة مطلقة أعطاك دفعة لخوض الدراما التليفزيونية؟ لم أحسبها بهذا الشكل أو أضع افتراضا أنه إذا لم يحقق علي بابا نجاحا فلن أقدم البطولة في الدراما التلفزيونية, كما أنني لا اقتنع بفكرة البطولة المطلقة فدائما أري أن كل فنان في العمل هو بطل دوره, لأنه إذا قدم فريق العمل أدوارا لغير مهمة أو أساسية فسيكون العمل خاطئا من الأساس, وبالتالي كل شخصية لابد أن يكون لها دور وأهمية وخط درامي خاص بها, كما أن كل أعمالي التي أقدمها وسأقدمها بطولة جماعية, وأمر واقع أراه بطولة جماعية بدليل كل النجوم المشاركين فيه, ولكل منهم خطه وأهميته.
لكن العمل في النهاية يباع باسم النجم؟ هذا لا بد أن يحدث وهذه هي السوق فعلي سبيل المثال إذا نظرنا لمسلسل جراند أوتيل سنجد أنه بيع باسم عمرو يوسف ولكن عندما شاهدناه وجدنا أن كل فريق عمله أبطال, ونفس الأمر في الحساب يجمع فهو بطولة يسرا, رغم أن الأدوار فيه كانت كبيرة, لكن لابد من بيعه باسمها لأنها بطلة العمل, ولأعلي سعر بطولة نيللي كريم, ولكن إذا شاهدناه سنجد أدوار بطوله لكل من أحمد فهمي وزينة ونبيل الحلفاوي.
هل نجاحك سينمائيا وتليفزيونيا سيجعلك حريصا علي التواجد كل عام؟ الحقيقة أنه لا يفرق معي التواجد باستمرار فمثلا بعد مسلسل عرض خاص الذي قدمته ولم يشاهده أحد رغم جودته, عرض علي أدوار كثيرة ولم أكن مشهورا ورغم ذلك رفضت, وبعد حكايات بنات بعامين لم أعمل لعدم جودة السيناريو المعروض علي, لذا فأن الفكرة كلها تعتمد علي أنني إذا وجدت عملا يضيف لي ولمشواري الذي أريد تقديمه بشكل جيد سأوافق عليه سواء علي مستوي السينما أو التلفزيون فلا أريد خسارة رصيدي عند الجمهور لمجرد التواجد فقط والدور الجيد يفرض نفسه دائما علي الفنان.
يعتبر هذا العام الأقل علي مستوي الإنتاج التليفزيوني هل تري أن معطيات السوق في رمضان تتغير؟ لا أري ذلك حيث أن معظم نجوم مصر لهم مسلسلات ومن الممكن أن تزيد العام المقبل, خاصة أن عدد الأعمال غير ثابت, فمثلا أحمد السقا وكريم عبد العزيز غير معتادين علي الظهور كل عام, أما أحمد عز فظل سنوات لا يشارك بالدراما التليفزيونية, ولكن عندما وجد السيناريو المناسب دخل السباق وبقوة, ولهذا فأن الأمر لا يعتمد علي مشاكل في الإنتاج فقط وكل عام تتغير الظروف.
قدمت هذا العام قصة مسلسل سك علي اخواتك.. هل كان لك ملاحظات عليه بعد عرضه؟ الحقيقة أنني مازلت منهمكا في تصوير أمر واقع وليس لدي وقت للمتابعة, ولكن دوري انتهي عند كتابة القصة, وهناك مؤلفون للسيناريو, كما أنه إخراج وائل إحسان الذي قدمت معه من قبل فيلم حسن وبقلظ وأثق أنه سيقدم عملا متميزا.
هل سنري موسما جديدا من برنامج قعدة رجالة؟ وكيف كان يتم تحضيره؟ البرنامج يعتمد بشكل عام علي المواقف الارتجالية فنحن نعرف فقط موضوع الحلقة وعلي أساسه نتناقش مع الضيفة كما أن هناك كيمياء بيني وبين باسل خياط وأحمد فهمي وأتمني العمل معهما في الدراما, ولكن لم يتحدث معنا أحد حول وجود موسم جديد.
