برنامجنا الرئيسى فى القاهرة حالياً هو «بيت جميل» للفنون التراثية «فن جميل» مؤسسة اجتماعية تساعد على دعم الأبحاث والدراسات فى مجال محاربة الفقر وتطوير التعليم
تولت «أنطونيا كارفر» عملها فى «مؤسسة فن جميل» بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عامين، واستطاعت خلالهما تحقيق إنجاز ملموس، يشهد له الجميع، وكان هدفها الأساسى هو الاهتمام بالعمل الثقافي، من خلال المؤسسة التى تعمل بها، ففى عام 2019 سيتم افتتاح حى “ملتقى الإبداع” بالمملكة العربية السعودية، وهو بمثابة أول حاضنة للفنون الإبداعية فى المملكة، كما ينصب اهتمامها فى الحفاظ على التراث، مع استخدام التقنيات الحديثة، فضلا عن العمل الحرفي، وهناك شراكة بين هذه المؤسسة وصندوق التنمية الثقافية بمصر من خلال مشروع “بيت جميل” فى مركز الحرف التراثية بالفسطاط، ومن أهم المبادرات التى تتبناها مؤسسة “فن جميل” أيضا مبادرة إحياء «فن الصورة»..«الأهرام العربى» أجرت هذا الحوار مع “أنطونيا كارفر” فإلى التفاصيل.
تعتبرين أول سيدة تتولى منصب المدير التنفيذى لهذه المؤسسة منذ عام 2016 وحتى اليوم، فما الإنجازات التى حققتها من خلال هذه المبادرات؟
بالطبع كان “فن جميل” يتطور كمؤسسة على مدى سنوات عديدة، كجزء من ومع مجتمع جميل، فهى مؤسسة اجتماعية تساعد فى توفير فرص العمل، ودعم الأبحاث والدراسات فى مجال محاربة الفقر، وتطوير التعليم، ثم أوجِدَ منصبى لآخذ مؤسسة “فن جميل” إلى المرحلة التالية فى نموه، حيث أشرفت على التحضير لافتتاح أول مركزين رئيسيين لدينا، مركز جميل للفنون فى دبى و”حى ملتقى الإبداع” فى جدة، بالإضافة إلى تنمية عملنا فى دعم الفنانين والمجتمعات المبدعة فى أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه.
أمامنا عمل شاق، لكننى محظوظة بالعمل مع فريق ذكي، ومتفان ودائم التطور، مقره فى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى العديد من الشركاء والمتعاونين، ولذلك فليس لدى شك فى قدرتنا على مواجهة التحدي.
المؤسسة تبنت العديد من المبادرات منها إنشاء أول حاضنة للفنون الإبداعية فى الشرق الأوسط بالمملكة العربية السعودية فما الهدف منها؟
أطلق على هذا الصرح الثقافى الجديد اسم “حى ملتقى الإبداع” ويرمز الاسم إلى طبيعة المشروع الفنية والثقافية، الذى يهدف إلى تقديم مفهوم الفن الشمولى والمتنّوع من قبل المؤسسات الفاعلة، عندما يتم افتتاحه فى عام 2019، سيصبح مشروعا حيا، منزلًا للفنانين وتعليمهم، مركز فنون، مسرح، ستديوهات، ومساحات أداء وتصوير، وكل هذا بإدارة مؤسسة فن جميل، بالإضافة إلى معارض فن وتصميم، وكافتيريا ونادى كوميديا، بإدارة الجهات المشاركة، وسيكون أول ملتقى ثقافى ومتخصص للمجتمع الإبداعى فى السعودية.
وتهدف المؤسسة إلى جمع الفنانين السعوديين، والمؤلفين، والمصورين، وصانعى الأفلام، ورواد الأعمال وغيرهم من المبدعين، بالإضافة إلى الجماهير العامة والمجتمعات المحلية بفعل ذلك، سيصبح مشروع «حى ملتقى الإبداع» حاضنة للمبدعين ورواد الأعمال.
تهتمون بشكل كبير بالحفاظ على التراث، فماذا عن مشروع استخدام التقنيات المبكرة لتسجيل التراث المهدد بالانقراض وما الجديد الذى يقدمه اليوم؟
الحفاظ على التراث هدفنا، ومركزنا الرئيس فى السعودية هو بيت جميل للفنون التراثية بجدة، يوفر برنامجًا مكثفًا لمدة عام فى جميع جوانب العمل الحرفي، بالإضافة إلى الخطابات والبحوث ودورات تعليمية مسائية وفى عطلة نهاية الأسبوع للعامة، فنحن نؤمن بأهمية دمج الطرق التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة لحماية وحفظ التراث الثقافى الملموس وغير الملموس، ومثال على هذا المشروع المهم فى العام الماضي، حين شاركنا مع فاكتوم للتكنولوجيا الرقمية للحفاظ على التراث المهدد بالانقراض فى موقعين فى المملكة العربية السعودية: البلدة القديمة فى جدة، والمرتفعات الجنوبية فى منطقة عسير، وبفضل مزيج من المسح الضوئى بالليزر والمسح التصويري، تمكنا مع مؤسسة فاكتوم من تسجيل أعمال الخشب المنجور الناعم لإطارات النوافذ فى المدينة القديمة بجدة، ومجسمات الجبس، والأبواب الخشبية، والمبانى الكاملة من الحجر المرجاني، وقد استخدمت هذه المؤسسة مماثلة فى وقت سابق لإنشاء نسخة طبق الأصل من تابوت الملك توت عنخ آمون.
بالإضافة إلى أعمال التوثيق، قدمنا ورش عمل، فى بيت جميل للفنون التراثية بجدة، مع إرشاد نظرى وعملى للفنانين السعوديين المحليين لكيفية استخدام هذه التكنولوجيا والمهارات لتوثيق التراث لضمان بقاء المهارات عند الشباب القادر على استخدام هذه الأدوات لحماية التراث للأجيال المقبلة.
ماذا عن برنامج التكليفات الفنية الذى أطلقته المؤسسة؟
هو برنامج سنوى يقام فى مركز جميل للفنون المرتقب فى دبى يقام البرنامج فى دورة من ثلاثة أعوام، مركزًا على المجسمات (عام 2018) وسلسلة البحوث والمحاضرات (عام 2019) والرسم والفن (عام 2010) يعتمد برنامج التكليفات الفنية على اهتمامنا الراسخ بإنتاج وعرض الأعمال، حيث يعطى البرنامج الفنانين الفرصة لتطوير عملهم بطرق جديدة وتطوير أفكار جديدة لمشاركتها مع الجمهور.
قمتم بمبادرة إحياء فن الصورة ماذا عنها؟
لطالما كان التصوير الفوتوغرافى نهجاً من الفن، كما أنه يحظى بشعبية هائلة فى السعودية، وقد استغلت المؤسسة تلك الحماسة من خلال إطلاق جائزة فن جميل للتصوير الفوتوغرافى (AJPA) التى بدأت من عام 2010 واستمرت حتى عام 2016 وشارك فيها نحو 3000 مشارك بناءً على هذا التراث، يدير “تصوير جميل الآن” وهو برنامج على مدار العام، يتيح للمصورين أخذ ورش، والتواصل ومشاركة الخبرة.
فى يناير عام 2018 عرضت أعمال فنية لعدد من خريجى جائزة فن جميل للتصوير الفوتوغرافى والمشاركين فى “تصوير جميل” فى منصة مشاريع فن جميل فى دبي، كجزء من معرض «لقطات سعودية» الذى يقدم المواهب والممارسة الفنية التصويرية المتنوعة فى المملكة العربية السعودية.
ما الذى تهدف إليه مبادرتكم؟
التعاون من صميم برامج المؤسسة وطريقتها فى العمل، يشمل الشركاء الرئيسيين متحف فيكتوريا وألبرت، ومتحف متروبوليتان للفنون، ومؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية ومؤسسة دلفينا والهدف الرئيسى لهذه الشراكات هو التبادل المشترك للخبرات والأفكار، سواء أكان اكتساب الخبرة فى إعداد برامج إقامة الفنانين أم امتلاك منصات عالمية لعرض فن الشرق الأوسط لجماهير جديدة.
تقدمون العديد من الجوائز فما معايير منحها للفنانين؟
جائزة جميل للفن الإسلامي، بالتعاون مع متحف فيكتوريا وألبرت بلندن، هى جائزتنا البارزةللفنانين والمصممين، تقدر هذه الجائزة الفريدة تأثير الفن والتصميم الإسلامي، وتميز الفنانين الذين يستوحون أعمالهم من هذا التراث، يشهد هذا الصيف افتتاح معرض جائزة جميل للفن الإسلامى بنسخته الخامسة فى فيكتوريا وألبرت، الذى يعرض أعمال ثمانية فنانين ومصممين ومهندسين معماريين، نحن نعيش فى عالم يتوسع دوليًا بشكل متزايد، ومع أشخاص يعيشون ويعملون عالميًا وتستمر الفنون بالتعبير عن ذلك.
أسستم “بيت جميل للفنون” فى القاهرة فهل حقق الهدف المرجو منه؟
برنامجنا الرئيسى فى القاهرة حاليًا هو بيت جميل للفنون التراثية القاهرة، الذى يقع فى مركز الفسطاط للفنون والحرف التقليدية فى قلب الحى التاريخى للقاهرة القديمة، يعمل المعهد بإدارة فن جميل، ومؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، وصندوق التنمية الثقافية فى مصر، وهو معهد تعليمى رئيسى لتقديم فصول تعليمية للشباب المصرى فى الهندسة الإسلامية التقليدية، والرسم، وتجانس الألوان والأرابيسك، وكذلك تقديم التدريب المتخصص فى السيراميك والزجاج والجبس، والأعمال المعدنية والأشغال الخشبية.
يتم تدريس الطلاب لمدة عامين للحصول على شهادة الدبلوم ضمن برنامج تم إعداده وتطويره من مؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، وفقاً لنفس المبادئ والمعايير المطبقة فى دورات الدراسات العليا فى المقر الرئيسى للمدرسة فى لندن، كما يشارك الطلاب أيضًا فى الحفاظ على مدينة القاهرة القديمة، وتعليم الأطفال والآخرين فى المجتمع.
بالنسبة ل “حى ملتقى الإبداع “ هل هو مقتصر على الفنون الإبداعية فقط أم أن هناك أنشطة أخرى يقدمها؟
يعد مشروع “حى ملتقى الإبداع “ مجمعًا متعدد التخصصات يركز على الأعمال الإبداعية عمومًا، مع التركيز على الفن المعاصر (أكثر من الفن التقليدي) سيصبح المجتمع الإبداعى الذى ستبلغ مساحته 17,000 متر مربع، أول منصة مخصصة للصناعات الإبداعية بجدة، ويحتوى على مساحات للفنون ومعارض تصميم، ونوادى أداء وكوميديا، وكافتيريا، وحاضنة ريادة أعمال وستديو رقمى لصناع الأفلام، بالإضافة إلى مسرح/ سينما تحتوى على 200 مقعد، ومساحات فاعليات متعددة الأغراض، وستديوهات فنانين ومركز فنون بإدارة فن جميل مصمم لاحتضان واستضافة معارض فنية محلية وعالمية، سيمثل المشروع حاضنة للمبدعين ورواد الأعمال؛ حيث سيجمع مشروع حى وينمى الفنانين، والكتاب المسرحيين، والمصورين، وصانعى الأفلام، ورواد الأعمال وغيرهم من السعوديين.
قريبًا يتم افتتاح “مركز جميل للفنون” فى دبي، ما الدور المنوط به؟
نتطلع لافتتاح المركز ونتوقع حضور الضيوف المحليين والعالميين والإقليميين للاحتفال معنا، شهر نوفمبر هو وقت مهم فى جدول أعمال الفنون، ونتطلع للعمل مع المؤسسات المختلفة فى الإمارات العربية المتحدة، حيث إن المركز مجهز للافتتاح فى أمسية أسبوع دبى للتصميم، وفى نفس الشهر سنحتفل بالذكرى السنوية لافتتاح متحف لوفر أبو ظبي، بالإضافة إلى معرض فن أبو ظبي، ونحن نعرف أن زملاءنا فى السركال أفنيو، ومركز مرايا للفنون، ومتحف الشارقة ومؤسسة الشارقة للفنون، من بين آخرين.
هل بإمكانكم الاستفاضة فى “رؤية” فن جميل لدور مركز جميل للفنون بدبي؟
يعتبر مركز جميل للفنون من أوائل المؤسسات الفنية بدبي، وهو مهيأ لاحتضان مختلف المعارض، والمساحات التى يديرها الفنانون والاستديوهات الموجودة فى المدينة، ويضم برنامج المركز معارض للفن المعاصر، وتكليفات فنية، وعروضا، ومحادثات وفاعليات، بالإضافة إلى مكتبة فنية بحثية مفتوحة للجمهور.