تستعد الإمارات لافتتاح متحف "اللوفر أبوظبي" في 11 نوفمبر المقبل أمام الزوار، حيث تعكف دائرة السياحة والثقافة في الإمارة على وضع برامج حفل الافتتاح وبرامج استقبال السياح من مختلف الجنسيات. ويطلق المتحف عبر مقتنياته المتنوعة حواراً إنسانياً حول الروابط المشتركة التي تجمع بين أبناء الثقافات المختلفة، وسيشمل الافتتاح مجموعة واسعة من البرامج العامة التي تتخللها سلسلة من الندوات وعروض الأداء والحفلات وغيرها من عروض الفنون المرئية بقيادة نخبة من الفنانين العالميين من الجيل الكلاسيكي والمعاصر.
ويعرض "اللوفر أبوظبي" مجموعة مقتنيات وأعمال معارة من أعرق المتاحف في فرنسا، تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، وتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرّت بها البشرية.
ويتسم المتحف بنهجه المتفرد البعيد عن التقسيم الجغرافي، والذي يقدم الأعمال الفنية بحسب تسلسلها الزمني، في فرصة لاستكشاف العلاقات التي تربط بين حضارات وثقافات عالمية تبدو وكأنها غير مترابطة للوهلة الأولى، الأمر الذي يمنح المتحف طابعه العالمي، متجاوزاً حدود الجغرافيا والانتماءات، وكأنه يقدم للزوار تاريخ البشرية من منظور جديد. ويتناسب هذا النهج العالمي مع توجهات أبوظبي، ويعكس في الوقت ذاته أهمية موقعها الجغرافي كملتقى بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ودورها الحيوي على طريق الحرير، عندما كانت المنطقة همزة وصل تربط بين أوروبا والمحيط الهندي، وتفتح آفاقاً واسعة للتبادل بين آسيا وإفريقيا، ومن المتوقع أن يمثل "اللوفر أبوظبي" والمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بالإمارة وجهة يجتمع فيها العالم لتبادل الأفكار والثقافات.
والمتحف وفقاً لمديره مانويل راباتيه، سيكون فريداً من نوعه، وهو متحف إماراتي، واسمه دليل على الشراكة بين الإماراتوفرنسا، وسيضم المتحف أعمالاً فنية كثيرة مملوكة لحكومة أبوظبي، وسيضم أكثر من 620 عملا فنيا، نصفها سيأتي من 13 مؤسسة ثقافية فرنسية من بينها اللوفر في باريس.
ومن المنتظر أن يعزز المتحف الدور الثقافي لأبوظبي على مستوى العالم، حيث يراه المراقبون جسراً ثقافياً وحضارياً يحمل رسالة الإمارات إلى العالم وهي الرسالة التي ترتكز على إرساء قيم التعايش والتسامح والتقارب بين مختلف الشعوب.
وسيكون المتحف الأول من نوعه في العالم العربي، والأول الذي يحمل اسم متحف اللوفر الأساسي في باريس، والأضخم من حيث تصدير الثقافة الفرنسية إلى الخارج، وهو ثمرة اتفاق وقع في 2007 بين حكومتي أبوظبيوفرنسا، يلقب ب" لوفر الصحراء".
والهدف الرئيسي للمتحف هو إتاحة الفرصة أمام الزوار ليكتشفوا بأنفسهم مسيرة تطور الفن في مختلف الثقافات والحضارات حول العالم، ووصمم متحف اللوفر أبوظبي الذي يقع في وسط العاصمة الإماراتية، المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل الحائز جائزة "بريتكز العالمية، واستوحى جان نوفيل تصميمه للمتحف من الهندسة المعمارية العربية التقليدية، وأيضاً من موقع أبوظبي بين البر والبحر.
وقالت الدكتورة فاطمة الصايغ أستاذ ورئيس قسم التاريخ في جامعة الإمارات أن أبوظبي أصبحت الآن تعج بالفاعليات الثقافية ، و" لوفر أبوظبي" له خصوصية معينة، حيث إن القائمين على المتحف يعملون منذ خمس سنوات على اقتناء قطع ومقتنيات للعرض تشمل التراث الإنساني كافة.
وأكدت أن "اللوفر أبوظبي" ليس نسخة من " لوفر فرنسا" ويتسم بأن مقتنياته خاصة وهذا سر تميزه، ومن المتوقع أن تعكس محتوياته تاريخ البشرية بشكل مختلف، مشيرة إلى أن الإمارات على طريق استئناف الحضارة من خلال خطوات إجرائية يمكن تحقيقها،دون الاعتماد على الآخرين، مضيفة: وهو مابدأنا به بالفعل ، حيث أطلقنا " تحدي الحضارة" و" تحدي الترجمة" و"تحدي التأليف". وأشارت فاطمة الصايغ إلى أن المهتمين بالسياحة الثقافية سيحرصون على زيارة المتحف، خصوصا بعد المكانة التي أصبحت تحظى بها أبوظبي على خارطة السياحة الثقافية العالمية.