وزارة الثقافة المصرية شجعتنا على إقامة المشروع على أرضها جميع أعضاء الفريق من الهواة ولا يتقاضون مقابلا ماديا
لأن الفن لا يعرف لغة بعينها، اعتمدت فكرة أوركسترا الفيحاء اللبنانى على الصوت فقط، دون مصاحبة أى آلات موسيقية، فى تقديم التراث الموسيقى العربى، وقام الأوركسترا على مجموعة من المواهب الهواة وليس المحترفين، لتوظيف طاقاتهم فى عمل فنى راقى، وعقب النجاح الذى تحقق كانت الخطوة التالية لنشر الفكرة خارج الحدود البنانية، ولهذا يوجد قائد الأوركسترا المايسترو بركيف تسلاكيان فى القاهرة من أجل إنشاء فرع للكورال فى مصر.. واختص «الأهرام العربى» بالحوار التالى.
• بداية ما أسباب الزيارة الخاطفة التى قمت بها للقاهرة؟
هذه الزيارة تم الترتيب لها منذ عدة أشهر مع بعض الأصدقاء المصريين المهتمين بالتراث الموسيقى، وتم ترتيب بعض اللقاءات مع قيادات فى وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا وصندوق التنمية الثقافية، للعمل على تكوين فريق من الكورال يكون جزءا من كورال الفيحاء الموجود فى لبنان، تكون مهمته إعادة تقديم التراث الموسيقى العربى عن طريق الغناء بشكل هارمونى بدون موسيقى، حتى يتثنى للأجيال الجديدة معرفة الكنوز التى يملكونها فى هذا المجال، خصوصا أن الشعوب العربية لديها مشكلة كبيرة تكمن فى عدم كتابة التراث فى أوراق معتمدة وإنما تتناقلها الأجيال عن طريق السمع فقط.
• كيف أنشئ الكورال وما أهدافه؟
الفكرة جاءت مع بداية الألفية الثانية عندما كنت أدرس الموسيقى، وجدت أن التراث العربى يتم تناقله عن طريق السمع وهو ما يجعله عرضة للسرقة والتحوير، لذلك عملت على إنشاء كورال من الهواه يغنى هذا التراث عن طريق الأصوات فقط، بدون استخدام الآلات الموسيقية سواء الشرقية أم الغربية، لأن الصوت البشرى يستطيع التعبير عن الإيقاع العربى الموسيقى بمفرده أكثر من وجود الآلات، خصوصا أن اللغة العربية تمتلك بعض الأحرف التى يصعب على الآلة الموسيقية التعبير الجيد عنها سواء بتضخيم نطق الحرف أم بإعلائه، لذلك قمت باختيار أصوات قوية وتدريبها وبدأنا المشوار فى عام 2003 بلبنان، ولم أكن أتصور أن نلاقى هذا النجاح الكبير، ووجدت الجمهور اللبنانى يتابعنا أثناء تنقلنا بين البلدات اللبنانية، فلم يقتصر نشاطنا على طرابلس فقط، وإنما امتد إلى بيروت والجنوب والشمال اللبنانى، ثم جاءت الخطوة التالية وهى الخروج إلى الدول العربية أم الأوروبية .
• هل يهتم الغرب بسماع التراث العربى الذى يقدمه كورال الفيحاء؟
بعد عامين من تكوين كورال الفيحاء شاركنا فى مسابقات عالمية، وفزنا بالجائزة الثانية فى مهرجان «وارسو» عام 2005 وهنا أصبح لنا اسم معروف دوليا، ومنذ عام 2007 ونحن نحصد الجائزة الأولى فى جميع المسابقات التى نشارك بها على مستوى العالم، وقد أقمنا حفلات فى أكثر من 50 دولة على مستوى العالم، والأهم أن هذه الزيارات كانت تتم بدعوة من الجمهور الغربى وليس الجالية العربية الموجودة فى هذه الدول، لأن الجمهور الغربى لا يفهم لغتنا العربية ولكن الموسيقى لغة عالمية تستطيع أن تصل إلى الجميع دون عناء .
المايسترو بركيف تسلاكيان أثناء حواره مع الأهرام العربي
• هل عملتم على نشر الفكرة فى بلدان أخرى؟
بعد نجاح الفكرة تلقينا اتصالات من دول كثيرة من الأردن وتونس ومصر، بالإضافة لبعض الدول الأوروبية وأستراليا، حيث أرسلنا لهم الأغانى فى صحبة أحد أعضاء الفريق ليدربهم على الطريقة الصحيحة فى غنائها، فنحن نريد انتشار الفكرة كى نقول للغرب إننا موجودون على الخريطة ونمتلك تراثاً كبيراً نستطيع أن نقدمه دون عناء أو احتياج لآلاتكم فالمشروع عربى تماماً، أضف إلى ذلك نقطة مهمة تكمن فى تقديم تراث وحضارة العرب وتغيير النظرة السلبية التى يتصورها البعض أن العرب إرهابيون.
• هل وجدتم تفاعل من قيادات وزارة الثقافة المصرية لهذه الفكرة؟
قبل أن نأتى إلى مصر حدث اتصال مع القائم بالأعمال فى السفارة اللبنانيةبالقاهرة، وهو من تولى الاتصال بوزارة الثقافة التى استجابت وحددت موعدا سريعا، أثناء اللقاء لمست مدى الجدية فى التعامل والترحيب بالفكرة، خصوصا أن الوزارة تعرف جيداً كورال الفيحاء خصوصا أننا قدمنا أكثر من حفلة على خشبة مسرح الجمهورية والمسرح الكبير بدار الأوبرا منذ سنوات، من هنا حيث يوجد تلاقى كبير فى الأفكار، وتناقشنا فى كيفية نقل الفكرة وإنشاء كورال جديد بمصر.
• هل ركزت على بعض النقاط أثناء الاتفاق مع قيادات الوزارة المصرية؟
ليس لدينا أى شروط أو ملاحظات، فقط طلبت منهم إن كان الكورال الجديد سيحمل اسم الفيحاء فعليه الالتزام بمحددات كورال الفيحاء، التى تتمثل فى أن جميع الأعضاء من الهواة وليس من المحترفين، لأننا نعمل على استغلال الطاقة الإيجابية للشباب وتوظيفها فى المجال الأمثل حتى لا يتجه إلى المخدرات ولا يكون فريسة سهلة للإرهاب، الأمر الآخر أن يكون العمل بلا مقابل مادى، وهذه النقطة مهمة جداً بالنسبة لنا لأن الشخص الهاوى يمارس هوايته بحب، أما المحترف فيمارس عمله وكأنه موظف يعمل كى يتقاضى أجره نهاية الشهر، أما النقطة الأخيرة فتتمثل فى أننا نقدم التراث العربى على شكل هارمونى بمجموعة الأصوات الموجودة، وبالطبع من الممكن أن يكون بداخلها أداء فردى «صولو» عبر حسب الأغنية، والأهم من كل ذلك أننا ندون كل كبيرة وصغيرة فى الألحان التى نقدمها كى تكون موثقة.
• ما الدعم الذى ستقدمه لكم الوزارة خلال الفترة المقبلة؟ الوزارة مشكورة ناقشتنا فى معظم التفاصيل واختارت اسم الفيحاء واتفقت معنا على أن يكون الدعم من جانبها بشكل لوجسيتى وليس ماديا، بمعنى أنها من الممكن أن تخصص لنا أماكن الغناء وآلات الصوت فى الأماكن التابعة لها مثل دار الأوبرا أو مسرح المهورية أو بيت المانسترلي، وعندما تحدثت عن الأصوات التى ستشارك معنا جاء أصدقائى الملحنون بأكثر من أربعين صوتا كلهم من الموهوبين، وهو ما يؤكد أن النجاح قادم لا محالة.