عند حلول وقت الإفطار يأكل المسلمون الصينيون أولا قليلا من التمر والحلوى ويشربون الشاي بدون سكر، ثم يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الإفطار مع أفراد العائلة، ويصلي المسلمون هناك صلاة التراويح عشرين ركعة، ويحرصون على أداء الصلاة وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر، ويبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن . وفي المناطق التى يعيش بها المسلمون الصينيون أنفسهم بجانب طوائف أخرى كطائفة (الهان) ، التى تعد أكبر مجموعة عرقية في الصين، يتميز شهر رمضان بالتسامح الشديد حيث يحرص مسلمو الصين خلال المناسبات الدينية على تقديم أطعمتهم التقليدية الرمضانية لجيرانهم من (الهان) ، وفي نفس الوقت يعطي(الهان) بدورهم الهدايا لجيرانهم المسلمين. ومن المظاهر التى تزيد مع اقتراب عيد الفطر المبارك في الصين ، هو تزيين المساجد مع بداية شهر رمضان بالأعلام والأوراق الملونة تعبيرا عن فرح وسعادة المسلمين هناك بحلول الشهر الكريم، ولكن رغم ذلك فإن فانوس رمضان المعروف لدينا فى مجتمعاتنا العربية خاصة فى مصر وهو غاليا كان صناعية صينية، لا يظهر هناك ، فكما هو معروف هذا الفانوس الذى يأخد أشكالا كثيرة وأحيانا مشاهير الفنانين ولاعبي كرة القدم يصنع خصيصا لمجتمعاتنا العربية وفى مصر فقط ولا يتداول أو يتم تسويقة بين الصينيين . ومن العادات الكريمة أيضا تجمع الكبار والصغار بالمساجد، حيث يجلسون جميعا لقراءة القرآن الكريم وذكر الله العلى العظيم، كما يوزع القادرون الصدقات على المصلين بعد صلاة التراويح وعادة ما يكون مبلغا بسيطا من المال ويتراوح من خمسة إلى عشرين يوانا صينيا ويختلف هذا المبلغ من شخص لآخر حسب قدرته. كما يوزع المسلمون الصينيون الخبز والأطعمة التقليدية على الأصدقاء والأقارب والجيران حيث يعتبر هذا العمل من العادات والتقاليد عند المسلمين في رمضان وفي الوقت نفسه يعتبر صدقة خلال الشهر الكريم . وفي منطقة (نينغشيا) الذاتية الحكم لقومية هوى، التى تتمتع بأغلبية مسلمة، تظهر حالة الخصوصية في المجتمعات الصينية المسلمة خلال شهر مضان المبارك ، حيث يكثر تبادل الزيارت بين الأصدقاء والزملاء والأهل وتكثر الموائد التى يجتمع حولها كل أفراد الأسرة الكبيرة. كما تستضيف الأسر المسلمة أئمة المساجد ، ولن ترى على موائد مسلمى الصين الكنافة والقطائف والبسبوسة والعرقسوس والسوبيا والتمر، وبدلا منها يحرص الصينيون على صنع الحلوى التقليدية والمشروبات الساخنة كالشاي التقليدي الذي تصل أنواعه إلى عدة آلاف.