السيد حسين أكد الروائي والناقد العراقي سعد محمد رحيم بعد وصول روايته "مقتل بائع الكتب" للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" أنه من الصعب التكهن بنتائج المسابقات والجوائز الأدبية..
وأضارف رحيم في تصريحات خاصة ل"الأهرام العربي" أنه في أحايين كثيرة نخطئ في حساباتنا بهذا الخصوص.. فالمعايير الفنية تختلف من محكِّم إلى آخر، وكذلك الذائقة والمرجعيات الثقافية.. لذا فكل جائزة تنطوي على مفاجآت حين إشهار نتائجها.. شخصياً مع كل مشاركة من هذا القبيل أعيش حالة من الترقب، ولا أريد أن أقول القلق، وهذا ما حدث معي في أثناء مشاركتي في جائزتي كتارا والبوكر.. الفوز يُفرحني، غير أنني لا أتأثر كثيراً حين يغيب اسمي عن قائمة الفائزين. فالجائزة الأدبية ليست هدفا مجردا لذاتها وإنما هي مناسبة للوصول إلى دائرة أوسع من القراء.. وللجائزة مسؤوليتها أيضاً.. والكاتب يجب أن يكون حذراً كي لا تكون أعماله اللاحقة أقل جودة. أخيراً أرى أن الجوائز تساهم في تنشيط الحركة الأدبية، وتبني جسوراً بين الكتّاب والقراء.
وترصد رواية "مقتل بائع الكتب" مصادر متعددة يعتمدها الراوي ماجد بغدادي (صحفي في مجلة الضد) تتوضح ملامح الشخصية الرئيسة في رواية (مقتل بائع الكتب) وهي محمود المرزوق وتبين فصول من حياته المثيرة والمتعرجة، وعلاقاته وصداقاته مع النساء والرجال، وتجربته السياسية القلقة في العراق، ومن ثم في تشيكوسلوفاكيا، وهربه منها إلى فرنسا.. وما سيبقى مبهماً هو أسباب مقتله، على الرغم من أن الصحافي سيطّلع على روايات جهات رسمية تحقق بالأمر. ويستمع إلى اجتهادات عديدة بخصوص ذلك من آخرين.
تعيش الشخصية الرئيسة (المرزوق) بعد خسارات لا تحصى في علاقاته، ورهاناته السياسية والاجتماعية، مع مشاعر ندم وتأنيب ضمير وأسف تجعله في النهاية مترعاً بالمرارة والتهكم.. يرجع إلى العراق في مرحلة حرجة من تاريخه وينشئ مكتبة يحلم أن تكون نواة لمركز ثقافي ودار نشر في مدينته القديمة (بعقوبة) فتصدمه واقعة غزو الكويت وبدء الحصار، وتبدد أحلامه. وتبقى المكتبة عالمه الصغير الذي لا يغادره لحين مقتله بطريقة عبثية بعد سبع سنوات من سقوط الحكم السابق، وبدء الاقتتال الأهلي، وانتعاش العنف والإرهاب.
الجدير بالذكر أن سعد محمد رحيم. مواليد العراق ديالى 1957. حاصل بكالوريوس اقتصاد من كلية الإدارة والاقتصاد الجامعة المستنصرية 1980. عمل مدرساً لمادة الاقتصاد في الثانويات المهنية. عمل في حقل الصحافة. ونشر أعماله الصحافية في بعض الصحف والدوريات العراقية والعربية. نشر نتاجاته الأدبية والفكرية في الصحف والدوريات العراقية والعربية منها ( الأقلام، الموقف الثقافي، الصدى، المسار، الرافد، أفكار، دبي الثقافية، المدى، السفير، أقواس، تضامن ).
من كتبه المنشورة
"الصعود إلى برج الجوزاء".. قصص 1989. بغداد. "ظل التوت الأحمر".. قصص 1993. بغداد. "هي والبحر".. قصص 2000. بغداد. "غسق الكراكي".. رواية 2000. بغداد. "المحطات القصية".. قصص 2004. بغداد. "تحريض".. قصص 2004. دمشق. "زهر اللوز".. قصص.
حصل على جوائز عديدة منها: الجائزة الثانية في مسابقة المجموعات القصصية .. وزارة الثقافة بغداد 1988. الجائزة الثالثة في مسابقة المجموعات القصصية .. وزارة الثقافة بغداد 1993. جائزة الإبداع الروائي في العراق لسنة 2000 عن روايته ( غسق الكراكي ). جائزة أفضل تحقيق صحافي في العراق 2005. وفاز رحيم بجائزة كتارا للرواية العربية 2016