افتتحت السيدة كاترين أشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى اليوم أعمال مؤتمر " المرأة المصرية . التقدم للأمام " بحضور لفيف من قيادات العمل النسائى من بينهن عدد كبير من الشخصيات اللاتى سبق أن حضرن لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون مع القيادات النسائية ابان زيارتها الأخيرة لمصر .. كما حضر المؤتمر لفيف من السفراء الأجانب القاهرة وفى مقدمتهم السفير جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة . وأكدت كاترين آشتون فى كلمتها موجهة كلامها لنساء مصر " لقد كانت ثورة يناير ثورتكن " قائلة انكن ساهمتن فى الحصول على الحرية والكرامة فى الفترة الانتقالية أيضا . وقالت ان نساء مصر كن مصدر الهام لها شخصيا ولكل سيدات دول الاتحاد الأوروبى . وأضافت أنه ليس لأوروبا أو لأى طرف آخر أن يقدم حلولا جاهزة للمصريين لأن الديمقراطية والحرية تجلب من الداخل وليس من الخارج موضحة أن ما يريده الاتحاد الأوروبى هو مساعدة مصر على بناء الديمقراطية لكل المصريين رجالا ونساء شبابا وشيوخا . وأشارت آشتون فى كلمتها الى أننا كاتحاد أوروبى نستطيع مساعدتكم لكن المصريين هم من ينجزون ذلك . وشددت كاترين آشتون فى كلمتها على أن الديمقراطية العميقة ليست فقط انتخابات لكنها تتضمن أمورا كثيرة من ينها بناء المؤسسات والمجتمع المدنى وكفالة حقوق الانسان والحقوق لجميع المواطنين وهذا يتضمن انتخابات نزيهة مستقبلا وحرية رأى وعقيدة واحترام لحقوق الانسان . وأوضحت أن الانتخابات الرئاسية فى مصر كانت خطوة هامة للتحول الديمقراطى منوهة بأن الكثيرين ممن التقتهم خلال زياراتها لمصر قالوا لها انه لم تكن لدينا فى مصر انتخابات نزيهة لعقود طويلة . وأضافت أنها جاءت لمصر للتعبير عن الدعم الأوروبى الكامل للتحول الديمقراطى فى مصر مؤكدة أن مصر تواجه بالفعل تحديات لكن لا مجال للتراجع عن مسيرة الديمقراطية وعن الاستجابة لتطلعات شعب مصر للحرية والكرامة والفرص الاقتصادية . وقالت كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى انها ستدعو لحل شامل للأزمة البرلمانية الحالية ولأهمية وجود حكومة مدنية منتخبة ديمقراطية .وأشارت الى أن هناك حاجة أيضا لصياغة دستور صياغة شاملة تتسم بالشفافية وقانون يحمى حقوق الانسان ويحمى المؤسسات . وأضافت أنها تدرك تماما التحديات الجمة وتؤكد فى الوقت نفسه أن الاتحاد الأوروبى ملتزم بدعم عملية الانتقال الديمقراطى لمصر وشعبها منوهة بأن المؤسسات الأوروبية تساند تقدم مصر فى بناء الديمقراطية . وقالت كاترين آشتون فى كلمتها أمام المؤتمر لنساء مصر يجب أن تبقين دائما فى قلب التحديات لبناء المستقبل الذى تريدونه وتسعون اليه مؤكدة أن هذه المشاركة النسائية هى المعيار الحقيقى لنجاح المرحلة الانتقالية رغم أن الطريق طويل وصعب .كما أكدت أن معركة المساواة مهمة للغاية ويجب أن نستمر فى التقدم . وأضافت أن التطلع الانسانى للكرامة والحرية ملك للرجال والنساء على حد سواء فهو شأن عالمى كما أنه يجب التأكد من أن كل النساء الموهوبات يحظين بفرص متساوية لتحقيق تطلعاتهن . وقالت ان الديمقراطية وحقوق الانسان تسيران جنبا الى جنب ويقوى بعضهما البعض . ولم تخف كاترين آشتون قلقها من بعض الأمور مثل التعديلات المقترحة فى تدابير الأحوال الشخصية ومحاولات عدم تجريم ختان الاناث قائلة ان مؤسسات المرأة والمجتمع المدنى مكون أساسى لكل مجتمع ديمقراطى . ويجب أن تلعب المرأة دوما دورا رئيسيا فى هذا الشأن . وانتقدت التمثيل الضعيف للمرأة فى البرلمان والحكومة حيث لا يتعدى تمثيل المرأة فى البرلمان المصرى اثنين فى المائة بما يكشف حجم التحديات المقلقة فى المستقبل مؤكدة أنه يجب رؤية تمثيل المرأة فى الحكومة المصرية الجديدة وتمكين المرأة من المشاركة السياسية الفعالة . وشددت على دور التعليم فى هذا الشأن بوصفه الخطوة الأولى الأهم موضحة أن النساء اللاتى شاركن فى الثورة سيكن قائدات المستقبل موضحة ضرورة العمل على تقليص معدلات التسرب من التعليم وأن يتم تعزيز تعليم الفتيات فى مراحل التعليم الأعلى فى مصر . وقالت كاترين آشتون ان نساء مصر لا زلن يشكلن قوة هامشية قائلة ان مساعدات الاتحاد الأوروبى الاقتصادية الجديدة لمصر ستركز أكثر على منع التمييز . وأوضحت أن دعم المرأة أولوية فى كل ما يقوم به الاتحاد الأوروبى مع الدول خاصة تلك التى تمر بمراحل التحول الديمقراطى قائلة ان نسبة كبير من الدعم الموجه للمجتمع المدنى فى مصر تتجه للمرأة . واعلنت كاترين آشتون عن مبادرة جديدة للاتحاد الأوروبى بقيمة 4 مليون يورو توجه للمرأة لتصل بذلك قيمة الدعم الموجة من الاتحاد للمراة المصرية الى 11 مليون يورو خاصة باستخراج بطاقات الهوية لمليونى سيدة فى مصر . وقالت ان هذا حق أساسى للفرد مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى سيستمر فى التمكين الاقتصادى للمرأة .كما أنه سيعمل على تقليل العنف ضد المرأة . واختتمت كلمتها بتأكيد أن وقت التحول الديمقراطى هو وقت تسليم الراية للمرأة المصرية . وقد كاد المؤتمر أن يشهد أزمة قبل بدئه بسبب امتناع منظمى المؤتمر ( الجانب الأوروبى ) عن السماح بدخول الصحفيين المصريين لتغطية المؤتمر واضطرارهم للانتظار لحين وصول كاترين آشتون ما دفع بعضهم لانتقاد هذا الموقف وتصميمهم على الدخول لآداء عملهم لأن المؤتمر يعقد على أرض مصرية خاصة أنه جاء فى وقت لم يبلغ فيه مسئولو سفارة الاتحاد الأوروبى الصحفيين بجدول أعمال زيارة آشتون لمصر بشكل رسمى فى سابقة غير معتادة . ويعقد المؤتمر عدة جلسات عمل مغلقة تتناول عددا من المحاور المتعلقة من بينها جلسة خاصة بالأجندة الوطنية التى أٌقرتها المؤسسات المعنية بقضايا المرأة ومن بينها المجلس القومى للمرأة تتحدث خلالها السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس . ويتناول المؤتمر كذلك آفاق المشاركة السياسة للمرأة فى مصر والتحديات التى تواجه هذه المشاركة فى ضوء ما شهدته الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتعلم بعض الدروس من هذه الخبرات .بالاضافة الى بحث التحديات الاقتصادية أمام المرأة المصرية وممارسات التمييز ضد المرأة فى ضوء اعتبارات حقوق المواطنة والحقوق القاونية والدستورية للمرأة .