عماد أنور الديجا فو وفقا لمحرك البحث "جوجل"، هي ظاهرة "وهم سبق الرؤية"، وهي كلمة فرنسية (Déjà vu) معناها "شوهد من قبل"، في إشارة إلى ظاهرة يتخيل معها الشخص أنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل.
وبعيدا عن التفسير العميق للظاهرة، التى يلازمها شعور بالرهبة والاستغراب، أو ما أسماه عالم النفس "فرويد" بالشيء الخارق للطبيعة، ومع اختلاف وغرابة التشبيه والموقف أيضا، فإن ما أشعر به الآن وقبل ساعات من خوض المنتخب المصري، مباريات كأس الأمم الأفريقية بالجابون، خيل لي أن ما أعيشه حاليا هو موقف سابق، كان حقيقة وواقع ملموس عشته قبل نحو 10 أعوام.
في عام 2006، وقبل إنطلاق البطولة القارية التي حملت الرقم (25)، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يعبر الفراعنة إلى المربع الذهبي، إلا أن كتيبة حسن شحاتة خلفت كل الظنون وأبت أن تخرج الكأس من أرض مصر، ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن أحد في القارة السمراء من التصدي لطوفان منتخب الفراعنة، الذي تربع على العرش الأفريقي 3 مرات متتالية (2006، 2008، 2010).
إحدى عشر عاما فاصلة بين نسختي 2006 و2017، لكن ثمة مشاهد متشابهة بينهما، أكثرها لافت للنظر، هو ظهور نجلي الرئيس السابق في مدرجات استاد القاهرة، فضلا عن الزيارات المتتالية لأعضاء مجلس الجبلاية ورئيسه ووزير الرياضة، لمعسكر اللاعبين والتقاط الصور التذكارية معهم، أما أكثر المشاهد دعوة للتفاؤل، هو ملامسة أقدام لاعبي منتخبنا الوطني، لأرض ملعب إستاد القاهرة، حيث خاض مباراة ودية أمام المنتخب التونسي وتفوق عليه بهدف نظيف، وما من شك في أن استاد القاهرة هو أيقونة الفرحة عند المصريين.
منتخب الفراعنة يعود للبطولة، بعد أن غاب عن النهائيات ثلاث نسخ متتالية، منذ حصد لقب 2010 بأنجولا، وكذلك حصد المصريون اللقب في 2006 بعد غياب ثمانية سنوات كاملة عن التتويج، وإن كان لم يبتعد عن المشاركة بالنهائيات، وربما تكون "الغيبة الطويلة"، دافعا أمام اللاعبين وجهازهم الفني بقيادة الأرجنتيني، هيكتور كوبر، للعودة بالكأس.
وإذا قلنا إن الجيل الحالي لا يمتلك خبرة اللعب في أمم أفريقيا، فقد حمل الكأس في 2006، مجموعة قليلة من بقايا جيل 1998، الذي حصد اللقب تحت قيادة الراحل محمود الجوهري، وكانت الأغلبية لعناصر الشباب الذين لم يسبق لهم المشاركة في البطولة، ولو حتى من على دكة البدلاء (أحمد فتحي، أبو تريكة، حسني عبد ربه، عماد متعب، ميدو، محمد عبد الوهاب، إبراهيم سعيد).
حاليا ورغم تحفظ البعض على اختيارات كوبر، يملك المنتخب أكبر عدد من اللاعبين المحترفين عبر تاريخه (صلاح، النني، تريزيجيه، كهربا، عبد الشافي، كوكا..... وغيرهم)، ولم يكن محمد أبو تريكة "صانع البهجة"، أكثر مهارة من محمد صلاح، الذي ينضم معه في كتيبة الموهوبين، رمضان صبحي وعبد الله السعيد وكهربا وتريزيجيه، كما لم يكن وجود عبد الظاهر السقا أو محمود فتح الله وشادي محمد في قلب الدفاع وقتها، أفضل حالا من وجود علي جبر وأحمد حجازي، والاستثناء الوحيد للصخرة وائل جمعة، الذي تحطمت أمامه آمال كبار القارة، دروجبا، آيتو، ولوا لوا.
أما بالنسبة للخطة التي ينتقدها الكثيرون، بالاعتماد فقط على اللاعب محمد صلاح، في خطف الأهداف وإنهاء المباريات لصالح مصر، فقد اعتمد منتخب 2006 في أغلب الأحيان على مهارات أبو تريكة وحده، في صناعة واحراز الأهداف، وشهدت أكثر من مباراة لجوء حسن شحاتة لطريقة "أخطف وأجري".