في تصعيد جديد للتوتر بين تل أبيب وأنقرة, تواصلت الانتقادات الإسرائيلية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب إعلانه التجميد الكامل للعلاقات مع إسرائيل. وانتقد موشيه يعالون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أردوغان قائلا كيف نثق في حكومة تدعم إيران وحركة حماس. وأشار يعالون خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب إلي أنه منذ تولي أردوغان رئاسة الحكومة في تركيا, قرر التوجه شرقا بدلا من غربا, كما حول دولته من علمانية إلي إسلامية. وحول رفض تل أبيب الاعتذار عن حادث أسطول الحرية الذي أسفر عن مقتل تسعة من الناشطين الأتراك, قال الوزير الإسرائيلي إنه' إذا أعتقد شخص أن كلمة واحدة يمكنها تسوية الأمر, فقد أساء الفهم. وأن الغرض من ذلك هو هزيمة دولة إسرائيل' وأضاف أن ما حدث خلال الهجوم علي أسطول الحرية كان تحريضا تركيا. كما جدد وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتس رفض تل أبيب الاعتذار لتركيا عن الهجوم علي قافلة الحرية, معتبرا أن إسرائيل تدافع عن مصالحها. ورأي كاتس أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو أحسن صنعا برفضه الاعتذار لتركيا عن الهجوم علي أسطول الحرية.وقال الوزير الإسرائيلي إن إسرائيل ستظل تحرص علي مصالحها وثوابتها التفاوضية إزاء الفلسطينيين بالإضافة إلي فرض الحصار علي قطاع غزة, مؤكدا أن الموقف التركي لن يؤثر في السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة. وأضاف أن أزمة العلاقات مع تركيا كانت قد بدأت قبل فترة ولاية الحكومة الحالية. في الوقت ذاته, رأي وزير السياحة ستاس ميساجنيكوف من كتلة إسرائيل بيتنا وجوب التمييز بين الشعب التركي ورئيس حكومته أردوغان, مؤكدا رفض إسرائيل أن تكون ضحية أردوغان الذي جعلها عدوا شخصيا له. وشكك وزير السياحة في مدي نجاح المسعي الأمريكي لإقناع رئيس الوزراء التركي بتغيير مواقفه. ومن جانبها, أكدت رئيسة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني وجوب التحاور بين القيادتين الإسرائيلية والتركية بعد فترة مطولة من المزايدات البعيدة عن نهج تصريف الشئون الخارجية.وأضافت ليفني أن أنقرة قررت تأزيم علاقاتها مع تل أبيب من منطلق إحساسها بعزلة إسرائيل دوليا وضعفها بسبب غياب المفاوضات مع الفلسطينيين, مؤكدة أن الوقت حان لكي يدرك نيتانياهو أن عدم وجود المفاوضات يؤثر سلبا علي أمن إسرائيل.ونشرت صحيفة حرييت التركية مقالا لرئيسة المعارضة التي اعتبرت أن الأزمة التي تعتري العلاقات الإسرائيلية التركية مردها السلوك الانفعالي داعية قيادتي البلدين إلي اعتماد النهج العقلاني. وفي تطور أخر, أعدت شركة طيران العال الاسرائيلية خططا للطواريء, في ظل تصاعد المخاوف من شروع تركيا في منع الطائرات الاسرائيلية من التحليق فوق المجال الجوي للأراضي التركية.واعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه إذا تم إغلاق المجال الجوي التركي أمام خطوط الطيران الإسرائيلية فمن المحتمل أن يتطلب ذلك قيام شركة طيران العال بتسيير رحلاتها الجوية لمسارات ومسافات أطول, خاصة في الشرق الأقصي, من بينها رحلات إلي الصين و تايلاند وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وبعد يوم من إعلانه التجميد الكامل للعلاقات بين أنقرة وتل أبيب, بحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الأركان الجنرال نجدت اوزال التدابير المعلنة من قبل الحكومة التركية ضد إسرائيل منها رفع التدابير الأمنية وزيادة أعداد السفن التركية في مياه شرق البحر المتوسط.وذكرت قناة' سي ان ان' الإخبارية التركية أن المباحثات جرت وللمرة الأولي في مقر رئاسة الوزراء بعد تولي اوزال منصب رئاسة الأركان الشهر الماضي.وأشارت القناة إلي أن قائد قوات الدرك الجنرال بكير كاليونجي وصل الي مقر رئاسة الوزراء أيضا ولكن لم يعلم فيما إذا كان قد شارك في الاجتماع الثنائي أم لا. و أكدت علي أن زيارة أردوغان إلي مصر ستجري في موعدها المعلن خلال يومى 12و13 سبتمبر الجاري, مشيرة إلي أن زيارة رئيس الوزراء التركي لغزة من عدمها ستتضح بعد تبادل الأراء والمباحثات مع كبار المسئولين المصريين. وأضافت أنه من المقرر أن يزور أردوغان تونس وليبيا مع وفد من رجال الأعمال مكون من80شخصا. من جانبه, طالب دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية اليمينية رئيس الوزراء التركي برد جائزة الشجاعة اليهودية التي كان اللوبي اليهودي قد منحها له. وقال بهجلي إن مصداقية أردوغان في التطورات الجارية مع إسرائيل ستتضح من خلال إعادة جائزة الشجاعة اليهودية في أقرب وقت ممكن.كما انتقد بهجلي الخطوات المتبعة من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية بشأن حماية أمن شرق البحر المتوسط, مؤكدا' أن الحكومة التركية في حيرة إزاء ما يتعين القيام به'. وأكدت بيرجول جولر مساعدة رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي والناطقة باسم الحزب أن الهدف من نشر أنظمة رادارات للإنذار المبكر ضمن مشروع الدرع الصاروخي علي الأراضي التركية يهدف لحماية إسرائيل من مخاطر الصواريخ الايرانية'.