خطأ سياسى قد لا يغتفر، ستسقط به كل الإئتلافات والأحزاب والتيارات المتحدثة بإسم ثورة الشعب المصرى المجيدة فى 25 يناير، إذا ما تجرأت على خوض المعركة الإنتخابية البرلمانية المنتظرة والمقبلة، فإذا لم يختارهم الشعب نوابا له وأغلب الظن أن ذلك قد يحدث لنحو 90% من مرشحيها، فإن ما سيروجه أعداء الثورة – وما أكثرهم - هو أن الشعب المصرى لا يريد هؤلاء المتحذلقين المتفلسفين الذين خربوا البلد وأضاعوها.. ويرفضهم.. ولكم فى الإنتخابات البرلمانية العبرة والعظة.. وآسفين يا ريس !! أقول هذا بمناسبة ما رصده الأهرام فى تقرير صحفى يوم الأربعاء الماضى يستشرف فيه مستقبل مصر السياسى بأن شباب الثورة - وفى مقدمتهم حركة 6 إبريل بالطبع - الذين نظموا أحداث 25 يناير على الأرض يستعدون لخوض الإنتخابات البرلمانية إيمانا بأنه بات عليهم التأهب لمغادرة محطة ميدان التحرير إلى محطة القصر العينى حيث يقع مقر البرلمان بعد ما يزيد على سبعة أشهر من إندلاع الموجة الأولى من الثورة وسنوات من العمل الإحتجاجى خارج الإطار الرسمى للنظام وذلك لحماية أهداف الثورة وغرس أقدامهم الصغيرة داخل الملعب السياسى الرخو الذى سيطر عليه الحزب الوطنى المنحل وجماعة الإخوان المسلمين على مدى ثلاثين عاما. .. ولا أخفى أن ذلك قد أصابنى بالدهشة الشديدة.. فما هو المقصود بإختزال الثورة التى شارك بها شعب بأكمله فى هؤلاء الشباب بإعتبارهم من نظموا أحداثها على الأرض مع كامل إحترامى لتضحياتهم وشجاعتهم فى مواجهة النظام.. ومن أين لهم بتمويل العملية الإنتخابية أو كيف يخوض حزب العدل مثلا الذي يقوم علي تكتل صلب من شباب حملة دعم البرادعي الإنتخابات بنحو 50 مرشحا من الشباب.. وما هو المقصود بالموجة الأولى للثورة هل هو إنذار بإستمرار حالات الإضراب والإعتصامات و المصادمات ومع من ستكون هذه المرة المجلس العسكرى الأمين على مصر وأهلها وأهم أسباب إنجاح الثورة.. وأين النضوج السياسى لهؤلاء الثوار.. وكيف يسارعون إلى خوض الإنتخابات .. وهل حان وقت تقسيم تورتة الثورة المصرية.. وما هى الأرضية السياسية التى يستندون إليها.. ومن طلب منهم أن ينخرطوا فى العمل التشريعى التنفيذى.. وهل بمقدورهم التصدى لمافيا الإنتخابات وبلطجية النظام السابق.. ومن قال أن جماعة الإخوان – ولست واحدا منهم - سيطرت على الملعب السياسى طوال 30 عاما وهم أكثر من زاروا سجون مصر كمعتقلين سياسين وإرهابيين وغيرها من التهم الملفقة؟! وأغلب الظن أن مرشحى الثورة سيترشحون للإنتخابات تحت مسمى الناشطين السياسيين فلان وعلان وقادة ثورة 25 يناير و هذا – مع كل تقديرى - هو كل محصلتهم السياسية التى مازالت فى حداثة عهدها وفى مقدمتهم بالطبع أسماء محفوظ وإسراء عبدالفتاح رغم كل ما يصنعونه من ضجيج وأحاديث إنفعالية غاضبة ليس بها أى نوع من الإنضباط أو التفكير.. وأعتقد أنه أخيرا أصبح مقصد كل هذا واضحا ! أيها الشباب الثائر حقا.. لا أريد أن يرفضكم الشعب علانية وهذا ما سيحدث وأرجعوا لتاريخ الثورات ولكل منها فلول متوغلة.. لا نريدكم نوابا فى البرلمان.. بل مراقبين سياسيين.. متابعين.. على أهبة الإستعداد لإنقاذ الوطن ممن قد تسول له نفسه العبث بمقدراته.. البرلمان لن يضيف لكم شيئا بل سيأخذ من رصيدكم الكثير والكثير.. فهذه الخطوة أمامها الكثير.. وعليكم بالحذر!! المزيد من مقالات محمد غانم