تسببت الضوضاء الشديدة الناجمة عن سوء استخدام آلات التنبية والطبل والمزمار في زفة عريس لعروسه من أمام محل كوافير إلي نشوب مشاجرة قلبت الفرح حزنا بعد اصابة العروسين نتيجة لرشق أهالي المنطقة لموكب العروسين بزجاجات المياه الغازية, مما يؤكد أن قضية الضوضاء هي قضية سلوك بالدرجة الأولي ويسببها استعمال الات التنبية واستخدام الميكروفونات والراديو والتليفزيون بصوت عال وعدم احترام قواعد الأداب العامة وأيضا عدم احترام حقوق الآخرين وراحتهم وانخفاض منسوب الضوضاء, مخالفة بذلك المدة42 من القانون رقم94 لسنة1994 في شأن حماية البيئة, والذي ينص علي تلتزم جميع الجهات والأفراد عند مباشرة الأنشطة الانتاجية أو الخدمية أو غيرها و خاصة عند تشغيل الالات والمعدات واستخدام الات التنبيه ومكبرات الصوت بعدم تجاوز الحدود المسموح بها لشدة الصوت وتقاس شدة الصوت بوحدة تسمي الديسيبيل ولفهم معني شدة الصوت يكفي أن تعرف أن شدة صوت الهمس30 ديسيبيل وشدة المحادثة العادية من50 إلي60 ديسيبيل وشدة صوت الة التنبية بالسيارات من90 إلي100 ديسيبيل ومكبرات الصوت من100 إلي140 ديسيبيل وهو ما يمثل الضوضاء الخطرة. الدكتور أشرف سليم أستشاري السموم الاكلينيكية والبيئة بالمركز القومي للسموم بقصر العيني جامعة القاهرة يري أن أحد المعايير لرقي المجتمع يكمن في أن انخفاض منسوب الضوضاء به وارتفاع مستوي الهدوء إلي يسوده, ويعرف الضوضاء بأنها الأصوات غير المرغوب في سماعها ومصادرها تكون متعددة سواء كانت طبيعية مثل أصوات البراكين والزلازل والبرق والرعد وا لاعاصير, أو غير طبيعية وتصدر من قبل الانسان مثل الاصوات الصادرة عن الات المصانع ومكبرات الصوت ووسائل النقل والمواصلات والات التنبيه والموسيقي الصاخبة, وتنتشر في الهواء والمنازل والشارع ووسائل المواصلات وهي أصوات غير مرغوب فيها وتكون مجموعة نغمات مختلطة بصفة عشوائية, وتعد من أخطر مشاكل الحياة التي نحياها لأنها تصاحب الانسان أينما يوجد, كما تمثل تجاوزا لحدود اللياقة وانتهاكا لخلوة الانسان الخاصة ونمط حياته. ويشير الدكتور سليم أن للضوضاء تأثير علي فسيولوجيا الانسان, حيث تؤدي إلي اضطربات في الهرمونات من خلال زيادة افراز مادة الادرنالين في الجسم, مما يؤثر علي الصحة النفسية والعصبية وتسبب الضيق والقلق في أول التعرض ثم يصبح دائم بمرور الوقت, ويضيف أنه مع زيادة التعرض للضوضاء يبدأ الطنين ويؤدي إلي هياج عصبي ونفسي وسوء العلاقات بين الزملاء في العمل وكذلك بين الأسر. ويقول الباحث الإسلامي علي يوسف إن كل الأديان تحث علي الهدوء وتلفظ الضوضاء, فالأسلام ينهي عن رفع الصوت ان لم يكن هناك ضرورة ملحة لذلك وأعتبر الحمير من أنكر الأصوات لما يحدثه من ضجيج, حيث ذكر المولي عز وجل ذلك في الآية19 من سورة لقمان وأقصد من مشيك وأغضض من صوتك أن أنكر الأصوات لصوت الحمير, حيث ثبت أن كثرة التعرض لصوت نهيق الحمار الذي تتعدي شدته100 ديسيبيل تصيب بالعديد من الأمراض. وتحذر الدكتورة نشوة السمرة أستاذ طب الأطفال كلية الفيوم من تعرض السيدة الحامل للضوضاء لأن ذلك يجعلها عرضة للأضطرابات وفي حالة عصبية غير مستقرة مما يوثر علي الجنين, وفي هذه الحالة قد تنجب أطفالا صغار الحجم ناقصي النمو أو أن يصاب الجنين بتشنجات عصبية أو يحدث له تشوهات خلقية, وأحيانا تجهض ولا يكتمل الحمل. وتقول الدكتورة نشوة إن مقاومة الضوضاء تعني الحفاظ علي الأجنة في بطون أمهاتهم وكذلك نشأة الأطفال في بيئة سوية خالية من الأمراض النفسية والعصبية بعد ولادتهن. وتستكمل الدكتورة نشوة السمرة كلامها بأهم طرق مكافحة التلوث الضوضائي وتبدأ بالمسطحات الخضراء في كل مكان سواء فوق الأسطح أو الشرفات وكذلك زراعة الأشجار في الشوارع وحول المنازل في المساحات الفضاء لأن الدراسات أثبتت أن لها قدرة فائقة علي امتصاص الضوضاء, بالإضافة إلي التشديد علي عدم الترخيص باقامة المصانع أو ورش السمكرة والحدادة والدوكو واللحام داخل المناطق السكنية, مع الأسراع في نقل الورش القديمة من داخل المناطق السكنية والعشوائية.