أول رمضان يجئ بعد ثورة يناير, جاء بمسلسلات أقل عددا وتلك ميزة وأقل جودة, وان لحق بعضها بالثورة ولكن علي استحياء ويكفي شرف المحاولة تعبيرا عن دراما الشارع اليومية التي نعيشها لحظة بلحظة. تنبض فينا وننبض بها, آملين ان يجيئ رمضان المقبل وقد تلونت مسلسلاته جميعا بلون الثورة البيضاء بما فيها من ثقوب الفساد الغابر والعهد البائد والطغاة والمستبدين والقتلة واللصوص والفلول والمستغلين والمتحولين أيضا.. أكثر المسلسلات قربا من دراما الشارع كان خاتم سليمان بموضوعه المتعمق وأداء خالد الصاوي الانساني الرصين وأغنية التيتر الساحرة كلمات ولحنا وغناء, لولا تعليمات المخرج بصراخ وتشنيج الصاوي ورانيا وغيرهما.. ويقترب أيضا من داراما الشارع دوران شبرا ليذيب احتقان الطائفية البغيضة.. ايضا الشوارع الخلفية وشارع عبد العزيز ونور مريم وإحنا الطلبة والمواطن إكس مع الاشادة بأداء جمال سليمان وعمرو سعد ونيكول سابا وإياد نصار.. وقد حافظت المسلسلات الدينية والتاريخية علي المستوي اللائق الحسن والحسين, وأنا القدس, والقعقاع.. ولم ينج من فشل مسلسلات السير الذاتية غير رجل من هذا الزمن لأن الشخصية لعالم كبير هو مشرفة ولأنه في ذمة التاريخ ولأن المؤدي هو أحمد شاكر.. وكذلك في حضرة الغياب, لأن الشخصية لشاعر كبير هو محمود درويش.. أما الريان والشحرورة صباح فهما علي قيد الحياة ولايمكن ان تقديم الحقيقة كاملة لسبب أو لآخر, كما أن الريان ليس خالد صالح وكارول ليست صباح علي الاطلاق.. أما مسلسلات الأجزاء الدالي والهاربة والكبير أوي وجوز ماما فهي تحكم علي نفسها بالتكرار والملل دون جديد. وأما المسلسلات المقتبسة عن أعمال سابقة فمحكوم عليها بالفشل هي الأخري, مقدما, لأن الصورة لايمكن أن تجئ مثل الأصل, فمسلسل سمارة هبط بالمسلسل الاذاعي والفيلم السينمائي معا وغادة عبد الرازق ليست تحية كاريوكا بأي حال وحسن حسني ليس محمود إسماعيل, بينما كانت إضافة لوسي الشخصية والممثلة هي الخطأ الفادح, ولانريد أن نقول أكثر.. ومسلسل شهر زاد لم يرتفع الي مستوي المسلسلات الاذاعية والتليفزيونية السابقة رغم أداء سولاف فواخرجي المتميز. ونصل الي المسلسلات الاجتماعية, وهي عادة الأكثر عددا ومشاهدة .. فنصطدم ونصدم بمسلسل كيد النسا موضوعا وبأداء المتنافستين فيفي عبده وسمية الخشاب الذي لايوصف, وكما يقال الجنازة حارة.. بالاضافة الي لحظة ميلاد, ومسألة كرامة وآدم وتلك الليلة وحلاوة شمسنا ومكتوب علي الجبين, وياصديقي ووادي الملوك, وكلها مسلسلات ضلت طريقها إلينا. والي مسلسلات الجاسوسية المكررة, فنجد أن عابد كرمان صورة باهتة ومن الهجان رغم تميز أداء تيم حسن في ذلك المسلسل الخيالي باعتراف كاتبه. كذلك المسلسلات المفترض أنها أكثر مشاهدة وإن لم تكن أكثر عددا, وهي المسلسلات الكوميدية, فقد جاءت جميعا أكثر نكدا ولا تمت الي الكوميديا بصلة, وإنما تمت الي السطحية والسذاجة والهيافة, ولا نريد أن نقول أكثر.. بداية من مسيو مبروك وعريس ديليفري حتي نونة المأذونة والزناتي مجاهد.. وألف خسارة علي هنيدي وهاني رمزي وحنان ترك. تلك هي الحصيلة وربما لم نصادف مسلسلات أخري ولكن المحصلة قليلة والسمة الأساسية هي قبض الريح ومجموعة من الممثلين القدامي والجدد التائهين الضائعين أداء وموضوعا وشكلا لدرجة لا تحتمل التعليق. وقد أن الآوان للتخلي عن مسلسلات الأجزاء, والدقة في اختيار السير الذاتية, واختصار الثلاثين حلقة الي النصف حتي لا نصاب بالملل المعهود, وعدم قطع المسلسلات بالإعلانات الطويلة والمكررة والمعادة التي تجعلنا نكره الإعلان ونلفظه لأنه يخرجنا من حالة الاندماج مع الأحداث. ولعل رمضان المقبل يأتي لنا بدراما الشارع الحقيقية وفكر الثورة النابض وأحلام المستقبل بعيدا عن الزيف والخداع والقهر والظلم.. آمين! المزيد من مقالات فتحى العشرى