لم يمر عيد الفطر علي قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ كباقي قري مصر في فرحة بل سيطر عليها الخوف والصمت والترقب لمصير46 من ابنائها الصيادين. بعد احتجاز الثوار الليبيين لمركب الصيد المصري قاصد كريم بميناء مصراتة في اثناء رحلة صيد وعلي متنه15 صيادا من ابناء القرية بينهم صبيان صغيران صباح أول أيام العيد, وهو الحادث الثالث بعد احتجاز مركبين آخرين خلال شهر رمضان علي متنهما31 صيادا من ابناء القرية ايضا بميناء صفاقسالتونسي وتقديمهم إلي محاكمات عسكرية في الوقت الذي يخشي أهالي القرية علي ابنائهم المحتجزين في ليبيا من خطر الثوار من ناحية وفلول نظام القذافي من ناحية أخري, بالإضافة إلي قوات الناتو الموجودة في البحر المتوسط. وصباح يوم عيد الفطر وعقب انتهاء ابناء القرية من صلاة العيد علموا بالقبض علي15 صيادا من البلدة في ميناء مصراتة مما ضاعف احزان ابناء القرية خاصة انه تم خلال شهر رمضان احتجاز مركبين الاول يوسف الكيلاني والذي تم احتجازه بميناء صفاقسالتونسي يوم31 رمضان بحجة الصيد المخالف في المياه الإقليمية بدون الحصول علي التصاريح اللازمة وكان علي متنها16 صيادا من ابناء القرية منهم أحمد الصالح السقا ريس المركب الذي تم احالته إلي النيابة العسكرية التونسية بتهمة التسبب في إتلاف قطعة حربية بحرية تونسية اثناء مطاردة المركب والقبض عليهم والمركب الثاني محمد وحسن والذي تم القبض عليها واحتجازها بميناء صفاقسالتونسي يوم24 رمضان وكان علي متنها15 صيادا من ابناء القرية, وأيضا رفضت السلطات التونسية اطلاق سراح الصيادين المصريين البالغ عددهم31 صيادا علي متن المركبين واصرت علي احالتهم الي النيابة العسكرية للتحقيق معهم بعد انتداب لجنة فنية لفحص الزورق الحربي الذي كان يطارد المركبين وذلك علي الرغم من تأكيد جميع الصيادين بأنهم لم يكونوا في حالة صيد وكانت الشباك في باطن المركبين وان دخولهم الي المياه الاقليمية التونسية كان علي سبيل الخطأ بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع امواج البحر في المنطقة المطلة علي ميناء صفاقسالتونسي حتي وصل الي القرية خبر القبض علي المركب الثالث قاصد كريم في ليبيا عن طريق الثوار في ميناء مصراتة علي البحر المتوسط وعلي متنها15 صيادا من ابناء القرية ليضاعف ذلك احزان الاهالي الذين اطلقوا علي هذا العيد عيد الأحزان خاصة بعد ان تمكن أحد الصيادين المحتجزين في ميناء مصراتة الليبي من الاتصال برئيس جمعية الرعاية الخاصة بالصيادين من ابناء القرية وابلغه بسوء معاملة الثوار الليبيين لهم وتعديهم عليهم بالضرب المبرح ومنع الطعام والشراب عنهم حتي في يوم العيد ومعاملتهم كأنهم جواسيس وليسوا صيادين خرجوا في رحلة صيد بحثا عن لقمة العيش حتي يستطيع الجميع توفير متطلبات اسرهم ورعاية اطفالهم ونسائهم وشراء الملابس الجديدة لهم وتوفير الطعام والشراب وشراء الدواء للمرضي منهم. وأدي سوء المعاملة الي اصابة رئيس المركب محمد الغرباوي بغيبوبة لعدة ايام حيث انه مريض بالسكر وتم منع العلاج عنه وكذلك عدم منح العلاج اللازم للصياد سالم فتح الله سليم رغم انه مصاب بمرض الكبد فيروس سي ويحتاج الي العلاج الدائم والرعاية التامة ودخلت زوجته فاطمة حسن نصار في غيبوبة فور علمها بخبرالقبض عليهم في ليبيا لأنها تعلم مدي خطورة حالة زوجها الذي خرج بحثا عن الرزق رغم مرضه الشديد. وأكد الصياد المحتجز في ليبيا الذي تمكن من الاتصال برئيس جمعية الرعاية بالقرية بعد دفع رشوة لأحد الحراس الليبيين حتي يتمكن من الاتصال بهاتفه المحمول ان المركب قاصد كريم لم يكن في حالة صيد خلال القبض عليه وانه قد تم مطاردتهم لعدة ساعات في مياه البحر المتوسطو, ودخلوا الي المياه الاقليمية الليبية خلال المطاردة حيث كانوا في المياه الدولية في طريقهم الي الشواطئ المطلة علي دولة مالطا للصيد في المياه الدولية وقد تم تعريض المركب لخطر الغرق اكثر من مرة اثناء المطاردة ويخشي الجميع من ابناء القرية لتعرض الصيادين لخطر الموت نظرا لسوء الاحوال هناك والحرب الدائرة حاليا بين فلول قوات القذافي والثوار وقوات حلف الناتو ويطالبون بسرعة تدخل المجلس الاعلي للقوات المسلحة المصرية ووزارة الخارجية والسفارة المصرية في ليبيا لسرعة اطلاق سراح الصيادين المصريين خاصة ان بينهم اثنين من الصغار الفقراء الباحثين عن الرزق, واسرتاهما ليس لهم عائل ومنهم المرضي والاطفال وكبار السن وذوو الامراض المزمنة. انتقلت الاهرام الي قرية برج مغيزل حيث خيم الحزن علي الجميع ولايوجد أي مظاهر لعيد الفطر المبارك بالشوارع واكد عدد كبير من الصيادين من ابناء القرية انهم علي موعد دائم مع الاحزان وقد سبق للسلطات الليبية والتونسية القبض علي اكثر من12 مركبا من قرية مغيزل وكان يعمل عليها اكثر من006 صياد من ابناء القرية وتم اطلاق سراحهم علي فترات متباعدة بعد تقديم العديد منهم الي المحاكمة وقيامهم بسداد غرامات مالية كبيرة وقامت الخارجية المصرية بسداد جزء كبير منها واضافوا انه قد سبق للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي العفو عن54 صيادا من ابناء القرية واعادة المراكب المصرية الي القرية وهو ما لم يحدث من القيادة التونسيةالجديدة كما لم يحدث من الثوار الليبيين الذين يعاملون الصيادين المصريين معاملة سيئة جدا للغاية ويعتدون عليهم بالضرب والتعذيب وقد اكد أحمد عبده نصار رئيس جمعية الصيادين والرعاية الاجتماعية بقرية مغيزل ان الصيادين من ابناء القرية يخرجون في رحلات الصيد بحثا عن الرزق بسبب حاجتهم الي المال لرعاية اسرهم ويقومون بالسفر لمسافات طويلة حيث تستغرق الرحلة الواحدة من3 اسابيع وحتي الشهر وذلك لندرة الاسماك علي الشواطئ المصرية في البحر المتوسط بسبب الصيد الجائر والتلوث الشديد وهجرتها بالاضافة الي سوء حالة بحيرة البرلس وقيام مافيا الزريعة بصيد الاسماك الصغيرة لتحويلها الي علف لمزارع الاسماك الخاصة وانه يجب علي وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية توقيع اتفاقيات الصيد مع الدول المجاورة لضمان حرية الصيد وعدم القبض علي الصيادين المصريين. واضاف ان الصيادين المصريين من ابناء القرية المحتجزين في ميناء مصراتة الليبي هم: محمد عبده الغرباوي05 سنة ريس المركب واحمد محمد مرسي ميكانيكي المركب وحسن حسن جاد صياد وسالم فتح الله سليم صياد وسعيد عبدالفتاح عبدالجواد وسلامة محمد عرفة صياد عبدالرحمن السيد الديب61 سنة طالب ووجيه مصطفي عرفة51 سنة طالب واحمد محمد ابو رزق وحسني حسين جاد وسالم محمود عرفة ووليد سعيد الاتاوي وسامي محمد علي الفقي واثنان اخران وذلك بخلاف31 صيادا محتجزين في ميناء صفاقسالتونسي وكانوا علي متن المركبين. واضاف حمودة فهمي شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل ان الصيادين المحتجزين سواء في تونس أو ليبيا من غير القادرين واسرهم تعاني خلال فترة احتجازهم ويجب علي الدولة ان تتحمل مسئوليتها في حماية المراكب في المياه الدولية. وفي لقاء مع بعض اسر الصيادين المحتجزين في ميناء مصراتة بليبيا اكدت عايدة عبداللطيف الشوركي زوجة رئيس المركب ان لديهم اربع بنات الكبري امل مخطوبة وتم تأجيل حفل العرس لحين عودة والدها وإنعام16 سنة واسراء14 سنة وبسملة6 سنوات في مراحل التعليم المختلفة وليس لديهم أي دخل إلا عمل زوجها في مهنة الصيد رغم انه مريض بالسكر,و علمت بإصابته بغيبوبة بعد منع الدواء عنه وسبق ان توفي نجلها الوحيد منذ عامين في حادث سيارة وتطالب بتدخل المشير طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة ووزارة الخارجية لإعادتهم وهي تحمل الثوار الليبيين مسئولية اصابة زوجها المريض بأي مكروه وبناتها الاربع لا يكففن عن البكاء. يقول محمد مرسي صياد مسن والد الصياد المحتجز احمد ميكانيكي المركب ان نجله متزوج ولديه3 اطفال نجلاء10 سنوات ونادية8 سنوات ومحمد5 سنوات وهو يعول اسرته ووالدته المسنة المريضة وليس لهم أي دخل اخر غير عمل نجله في ميكانيكا المراكب كما انه مريض بالعديد من الامراض المزمنة من القلب والضغط والسكر ويحتاج الي العلاج الدائم. وتقول فاطمة حسن نصار ربة منزل زوجة الصياد سالم فتح الله وهي علي فراش المرض بعد ان اصيبت بأزمة بغيبوبة فور علمها بنبأ القبض علي زوجها في ليبيا وتم علاجها لانها تعلم مدي خطورة حالة زوجها المصاب بمرض الكبد فيروس سي ويحتاج الي العلاج الدائم وهم من البسطاء وليس لهم أي عائل غير زوجها ولديها ابنة واحدة تدعي بسمة17 سنة وولد واحد يدعي حسن11 سنة. وتؤكد أم العديد محمد مرسي ابو رزق ربة منزل مسنة ووالدة الصياد سعيد عبدالفتاح عبدالجواد والتي تعاني العديد من الامراض ولديها ابنة عاجزة ومريضة وكان نجلها الصياد هو العائل الوحيد لهما الي جانب اسرته حيث انه متزوج ولديه3 ابناء هم عاطف17 سنة ومحمد14 سنة وحنان16 سنة وهي حزينة علي غياب نجلها الذي كان يقوم بشراء الدواء لها ولشقيقته المريضة ويقوم برعاية اسرته وهي لاتكف عن البكاء وتطالب بعودته خاصة انها تعلم ان ليبيا مازالت تشهد العديد من المشكلات واطلاق النيران بين قوات القذافي والثوار. وتقول هناء نجلة الصياد حسن جاد انها ووالدتها ليس لهم أي عائل غير والدها وتطالب بعودته حيث لم تشعر بفرحة العيد مثل باقي البنات. ويؤكد مدير عام بالتربية والتعليم سابقا ووالد الصياد عبدالرحمن السيد الديب61 سنة ان نجله الصغير اصر علي الخروج في رحلة الصيد وهي الرحلة الاولي له مثل زميله الآخر الصغير وجيه مصطفي عرفة15 سنة وهما طالبان وأرادا السفر لكسب الخبرة والبحث عن لقمة العيش.