تعد التقنيات العلمية لمعالجة المخلفات بمثابة خطوة مهمة لحماية البيئة وتعظيم الاستفادة منها قبل إدراجها في مدافنها, والمعالجة البيولوجية من الأساليب التي يسعي البحث العلمي لتطويرها لايجاد روافد جديدة ترفع من معدلات الاستفادة بحيث تتناسب مع الامكانات المتاحة.. ففي مجال معالجة مياه الصرف الصحي للاستفادة منها وإيجاد قنوات جديدة كمصادر للمياه توصلت الدراسات التي قام بها المركز القومي للبحوث في هذا التخصص كما اشار الدكتور حلمي توفيق الزنفلي استاذ الميكروبيولوجي بالمركز الي أنه من خلال الابحاث بالمركز تم التوصل لتقنية جديدة أمكن من خلالها الاستفادة من الكائنات الحية الدقيقة والتي تتميز بقدرتها علي تحمل تركيزات عالية من الملوثات الموجودة بمياه الصرف الصحي بل تتميز هذه الكائنات بقدرتها علي استيعاب تلك الملوثات وتكسيرها الي مركبات من شأنها يمكن استخدامها في النمو والتكاثر مما يؤدي لتلك الملوثات لأقصي درجة من التحلل وهذا بدوره يسهم في توفير كميات وفيرة من المياه المعالجة والتي هي بمثابة مصادر مياه غير مباشرة يمكن استخدامها في الري وحل مشكلة النقص في مصادر المياه. ويضيف الدكتور الزنفلي إنه امكن لقسم بحوث تلوث المياه بالمركز ان يكون له دور في توفير تلك الكائنات الدقيقة محليا علي صورة سلالات بكتيرية يتم عزلها معمليا لإمكان اكثارها تحت أنسب الظروف تم أقلمتها لتتناسب مع نوعية المخلفات الموجودة بمياه الصرف الصحي وذلك تحت ظروف بيئية مختلفة من الحرارة وتركيزات أبون الايدروجين بحيث يتم اضافة تلك السلالات البكتيرية للمخلفات السائلة للصرف الصحي وبجرعات دقيقة تمكنها من الوصول بعملية المعالجة لأفضل الدرجات. ويضيف أن تلك الأبحاث تعد نظرة مستقبلية لتطوير المنتج من السلالات البكتيرية في شكل صورة جافة يسهل تداولها وانتاجها علي نطاق تجاري لنشر استعمالها محليا كما يمكن ان يمتد الانتاج ليشمل السوق العربية. ويضيف الزنفلي أنه الآن امكن انتاج مزارع من الكائنات الدقيقة تقلل من تركيزات الكبريتات والتي من شأنها أن تحد من الترسيبات مما يساعد علي التخلص من الإنسداد في خطوط الرفع في محطات المعالجة والتي بدورها تقلل من الروائح في محطات المعالجة. ومن الاتجاهات التطبيقية الواعدة للتخلص من بعض العناصر الثقيلة الملوثة لمياه الصرف لبعض الصناعات الكيميائية تقنية استخدام الكائنات الدقيقة في عمليات امتصاص العناصر الثقيلة تشير الدكتورة مني سيد شافعي بالمركز القومي للبحوث الي ان الابحاث اشارت لتفوق العديد من البكتريا والخمائر في امتصاص تركيزات كبيرة لبعض العناصر الثقيلة حيث ان هذه التقنية تقوم بعملية استرجاع للمعادن الثقيلة الموجودة في المياه والتي يتم التوصل إليها من خلال خطوات المعالجة وفيها تقوم الخلايات الميكروبية بتحليل المركبات العضوية للمخلفات الصناعية عن طريق عمليتين اولاهما عملية الاكسدة وفيها يتم تحويل النواتج الي طاقة والثانية يتم فيها عملية الأكسدة وفيها يتم تحويل النواتج الي طاقة والثانية يتم فيها عملية نمو ميكروبي من خلال زيادة حجم نسب النمو أو بانتاج خلايا جديدة وهذه الطريقة تتضمن التحلل اللاهوائي للمود العضوية والتي بدورها تشمل تفكيك وتكسير وإذابة للمكبات العضوية حيث تتحول إلي كحولات وأحماض ثم هيدروجين وثاني اكسيد الكربون, ويتكون غاز الميثان. وتضيف مني شافعي ان صناعة مثل صناعة السكر ينتج عنها مخلفات مثل سائل الفيناس لذلك تعتبر المعالجة البيولوجية وخاصة اللاهوائية لتخفيف الحمل العضوي بأقل التكاليف مهمة في معالجة المخلفات الصناعية الناتجة عن تلك الصناعة ثم تتبعها معالجة هوائية فيها يتم التخلص من المخلفات ومنها يتم الاستفادة من المحتوي العضوي في إنتاج الغاز الحيوي وهو مصدر مهم للطاقة المتجددة مما يزيد من أهمية تلك التقنية باعتبارها بعدا حقيقيا لحل بعض المشكلات البيئية.