في إطار ما أطلقوا عليه جمعة الصبر والثبات, تظاهر السوريون امس فيما واصلت القوات السورية حملات القمع, التي أوقعت ثمانية قتلي جدد, فضلا عن اعتقال المئات في عمليات اقتحام ودهم في مختلف المدن السورية. وسبقت احتجاجات أمس, مظاهرات ليلية بعد صلاة التراويح, في مدن وبلدات كثيرة, وفق ما أظهرته تسجيلات مصورة نشرت في مواقع سورية معارضة. وأظهرت التسجيلات, تجمعات ضمت آلاف المتظاهرين المطالبين برحيل نظام الرئيس بشار الأسد في مدينة حماة وبلدة طيبة الإمام وكفر زيتا التابعتين لها, وفي حمص ودرعا والبوكمال والقامشلي وإدلب, وفي بلدات بريف دمشق من بينها الكسوة. وشملت المظاهرات أيضا, بعض مناطق حلب التي لم تشهد منذ بدء الاحتجاجات, تجمعات ضخمة مثل التي نظمت في حماة وحمص ودير الزور ودرعا وغيرها. وفي السياق ذاته, وسعت القوات السورية حملتها القمعية للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام والحرية, وأغارت علي منطقة بشرق البلاد لليوم الثاني, وقال اتحاد تنسيقيات الثورة, إن ما لا يقل عن خمسة قتلي سقطوا في أنحاء سوريا, وذلك عشية دعوة نشطاء لمظاهرات فيما أسموها جمعة الصبر والثبات. وأشار اتحاد التنسيقيات إلي مقتل ثلاثة في جسر الشغور وجبل الزاوية بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد, كما سقط قتيل واحد في كل من ريف حلب ومدينة الرستن بمحافظة حمص, وفق نفس المصادر. كما قتلت سيدة في قرية بشرق سوريا, التي شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا, وجرت عمليات اقتحام واعتقالات في مدن سورية عدة بينها العاصمة دمشق. فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان, أن بعض المنازل أحرقت في الشحيل والبصيرة بريف دير الزور, حيث تنتشر قوات عسكرية وأمنية كبيرة فيهما, بالإضافة إلي قري أخري. ياتي ذلك فيما أعلن دبلوماسيون, أن روسيا والصين قاطعتا المشاورات في مجلس الامن الدولي, حول قرار اقترحه الغربيون ويهدف إلي فرض عقوبات علي سورية. وأشار هؤلاء الدبلوماسيون, إلي أن غيابهما عن هذه المشاورات غير الرسمية ينبيء بمفاوضات صعبة حول فرض عقوبات علي الرئيس بشار الاسد, والمحيطين به. وقد أعربت روسيا, عن معارضتها الشديدة لفرض أية عقوبات علي سوريا, مشددة علي ضرورة إعطاء المزيد من الوقت للرئيس بشار الاسد كي يجري الاصلاحات التي وعد بها. كما أبدت البرازيل والهند وجنوب إفريقيا, تحفظات قوية علي مثل هذه العقوبات.