فيما اعتبر تدشينا لمرحلة جديدة من تاريخ ليبيا, أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي رسميا- أمس- الانتقال لحكم البلاد من طرابلس, وذلك بعد انتقال نصف أعضائه إلي العاصمة أمس الأول. وانتقل إلي طرابلس أعضاء اللجنة التنفيذية بالمجلس الانتقالي التي كانت تقوم مقام الحكومة في بنغازي معقلهم في شرق البلاد, ودخل الوزراء العاصمة وسط ترحيب وهتافات واسعة النطاق, ونزل الوزراء الانتقاليون بمبني شركة البترول الليبية غرب طرابلس. وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي علي الترهوني ومسئول النفط في الحكومة الانتقالية بدء واستئناف عمل اللجنة التنفيذية في طرابلس, مضيفا: لتحيا ليبيا ديموقراطية ودستورية والمجد لشهدائنا. وأضاف أن رئيس المجلس مصطفي عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل سينتقلان لطرابلس عندما يسمح الوضع الأمني بذلك. ميدانيا, تواصلت عمليات التمشيط من جانب قوات الثوار لفرض السيطرة الكاملة علي العاصمة وبعض جيوبها التي ضمت مسلحين مؤيدين للعقيد الليبي معمر القذافي, وأعلنت مصادر المعارضة أن قواتهم بسطت سيطرتها علي حي أبو سليم في طرابلس, الذي كان يعد أحد المعاقل الرئيسية للقوات المؤيدة للقذافي في العاصمة, وذلك بعد ضربة جوية شنها طيران حلف شمال الأطلسي الناتو علي مواقع قوات القذافي في المنطقة. واحتدمت المعارك بين قوات الثوار وقوات القذافي في منطقة مطار طرابلس ومنطقة قصر بن غشير من اجل السيطرة علي المطار وطرد فلول قوات القذافي. وقالت قناة العربية الفضائية إن قوات العقيد الليبي معمر القذافي قصفت مطار العاصمة طرابلس وألحقت أضرارا بطائرة. وأضافت نقلا عن شاهد من الثوار أن قوات القذافي التي تمتلك سيارات صغيرة وقوات عسكرية وخاصة كتيبة خميس القذافي المتمركزة في منطقة قصر بن غشير تحاول المقاومة بكل قوتها. وخارج طرابلس, قصف الناتو مدينة سرت مسقط رأس القذافي حسبما ذكر موقع التليفزيون الليبي علي الانترنت تمهيدا لدخول القوات المعارضة الي المدينة لتمشيطها. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنادو قصفت مقر قيادة لقوات القذافي في سرت. وحسبما ذكر بيان الوزارة فقد أطلقت الطائرات صواريخ موجهة علي قبو يضم مركز قيادة وسيطرة, فيما لم ترد انباء عن وجود القذافي في سرت أثناء الغارة. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر فيه مسئولون أمريكيون سابقون وحاليون أن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تضطلع بدور حيوي في تعقب الزعيم الليبي المطارد معمر القذافي, غير أنها تحرص علي الإبقاء علي هذا الدور بعيدا عن الأنظار كما أنها تولي القبض علي القذافي الهارب أهمية خاصة, حسبما ذكر موقع العربية. وقال بروس ريدل المسئول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه: يتعلق الأمر بالوصول إليه قبل سعيه لتشكيل جبهة تمرد ضد الحكم الجديد. وتابع بالنسبة لتعقب القذافي أنا متأكد أن الوكالة سي آي إيه تدرس بعناية أنماط تحركاته السابقة ما يشير إلي الأماكن المحتمل أن يتواجد بها الآن. وأعلن الثوار- في السياق نفسه- أنهم أرسلوا وحدات قوات خاصة لملاحقة القذافي الذي ينحصر مؤيدوه حاليا في جيوب للمقاومة بالعاصمة طرابلس, فيما أكد عقيد في المعارضة أن عمليات الملاحقة تشمل عدة مناطق, وأن قوات خاصة ترسل يوميا لهذا الغرض, فيما تتولي وحدة خاصة جمع الاستخبارات.