لا تزال حالات مرضي سرطان الأورام يرثي لها ولا يزال المعهد القومي للأورام يبذل قصاري جهده في علاج أكثر من200 ألف مريض يترددون عليه مع العلم بأن مشكلة تمويل المعهد بالأجهزة والمعدات وغيرها من كافة اشكال المساعدات لن تنتهي الا بتكاتف ذوي القلوب الرحيمة من رجال الأعمال الشرفاء الذين بمعاوناتهم ستنفرج الأزمة وتزول الغمة. يقول الدكتور علاء حداد عميد المعهد القومي للأورام إن جامعة القاهرة تقوم بدعم المعهد القومي للأورام ب40 مليون جنيه كما أن التبرعات من أهل الخير وصلت إلي حوالي80 مليون جنيه ورغم ذلك فإن هناك ضعفا كبيرا في الإمكانات التي تقف حجر عثرة امام علاج هذا الكم المتزايد من المرضي لأن علاج الأورام له تكاليف باهظة سواء كان علاجا كيميائيا أو اشعاعيا أو غيرها فالأورام السرطانية من أصعب الأمراض و من الصعب تحمل المريض تكاليف علاجه. لذلك فإن معهد الأورام يواجه مشكلة تمويله بالأجهزة والمعدات والأدوية والأدوات الطبية وصيانة الأجهزة وصيانة المبني الجنوبي المنهار, ومن هنا فهو في حاجة الي كل يد رحيمة قادرة علي المساعدة. ويضيف عميد المعهد أنه أصدر قرارا بمنع بعض المواطنين الأثرياء من تقديم مبالغ مالية للمرضي و اسرهم ويتزاحمون ويتضاربون للحصول علي التبرعات والمبالغ المالية التي لا تفيد المريض نفسه وانما من يرغب في مساعدة المريض واسرته عليه التوجه لمكان اقامته لتقديم المساعدة له وتلبية احتياجاته أو يقوم بالتبرع للمعهد وبما أن المريض داخل المعهد فهو امانة بين يدي الأطباء. ومادام رجل الخير لا يثق في الاطباء المعالجين و يرفضون تقديم المساعدة المالية بالمعهد من خلال القنوات الشرعية, فكيف يثق في علاجه لهؤلاء المرضي خاصة أنه لم يطلب من أي مريض شراء أي شئ خاص بعلاجه, حتي وإن كانت سرنجة بالإضافة الي أن المرضي يرفضون الخروج من المعهد في رمضان حيث يعتبر مصدر رزق لهم, لذلك أصدرت القرار و منعت التبرع المباشر للمرضي واسرهم داخل المعهد. في حين يؤكد الدكتور محمد جميل وكيل معهد الأورام أنه تم عمل حصر كامل لما يحتاجه المعهد من تبرعات لصالح استكمال وإتمام علاج المرضي وانقاذهم من الموت, ففي العناية المركزة نحتاج عشر مضخات محاليل بالسرنجة ماركةBRAUN وATOM بمبلغ16 ألفا و500 جنيه و عشر مضخات محاليل بمبلغ17 ألفا و800 جنيه كما نحتاج إلي منظار حنجري بغرفة التخدير والانعاش بمبلغ700 جنيه وما كينة لحام أكياس في غرفة التعقيم بمبلغ16 ألف جنيه كما يحتاج المعهد إلي فرن تعقيم بالضغط16 لترا لقسم الباثولوجي اكلينيكي بمبلغ40 ألف جنيه, وكذلك جهاز تنفس صناعي للعناية المركزة بمبلغ120 الف جنيه وجهاز منشار عظام كبيرة وصغيرة داخل غرف العمليات. وتؤكد الدكتورة سمية عزت أستاذة بقسم العلاج الإشعاعي ان التبرعات بالنسبة للمعهد القومي للأورام هي شريان الحياة وهي التي تدفع بعجلة استكمال العلاج وتخفيف آلام مرضي الأورام الباهظ التكاليف و لا يستطيع أي مريض مهما كان مقتدرا ان يتكفل بعلاجه. فهناك نوعان من التبرعات تبرعات مالية وأخري مادية, بمعني أنه قد يقوم أهل الخير بالتبرع بمبلغ مالي كبير لعلاج مرضي السرطان أو بشراء أحد الأجهزة الكبري التي يحتاجها المرضي داخل المعهد أو ان يقوم البعض بالمساهمة بجزء من قيمة الجهاز أو الأدوية التي يحتاجها المرضي وكل هذه التبرعات تتدخل في حساب المعهد لسد احتياجات المرضي من الأدوية والعلاج أو من خلال خزينة المعهد مباشرة. وترصد أستاذة الاشعاع العلاجي نموذجا مثاليا لأهل الخير لتبرع احدي سيدات الأعمال وشقيقها بجهاز معدل خطي للعلاج الاشعاعي قبل وفاتها وكانت المفاجأة بأنها تركت2 مليون جنيه لتحديث و صيانة الجهاز لعلاج المرضي علي أحدث مستوي وذلك في حساب علاج مرضي الأورام بالاشعاع. وتناشد الدكتورة سمية وجميع الاطباء والمرضي بالمعهد رجال الاعمال ذوي القلوب الرحيمة أهل الخير بالتبرع للمعهد من خلال القنوات الشرعية لإنقاذ حياة المرضي وتخفيف آلامهم.