يبدو أن رهان العديد من المنتجين,علي الأعمال الكوميدية في شهر رمضان الكريم رهان خاسر,حيث جاءت الأعمال المعروضة أقل من المتوقع, بل إن بعضها جاء أقرب إلي الاستظراف, رغم أن الظرف السياسي والاجتماعي الذي تمر به البلاد حاليا بعد ثورة25 يناير,كان يتحمل تقديم العديد من الأعمال التي تحمل حسا كوميديا راقيا,خاصة وأن المشاهدين في حاجة ماسة إلي هذه النوعية من الأعمال والتي قد تكون متنفسا لهم من الظروف الضاغطة التي يعيشون في ظلها, لأنه عادة ما يقبل الناس علي الأعمال ذات الحس الكوميدي,في مثل هذه الظروف ولكن للأسف جاءت معظم هذه الأعمال دون المستوي وبعضها أصاب المشاهدين بخيبة الأمل, ومن أوائل المسلسلات مسلسل' مسيو رمضان أبو العلمين حمودة' وهو العمل الذي يعود من خلاله الفنان محمد هنيدي إلي الدراما التلفزيونية بعد غياب أكثر من15 عاما عن الدراما التليفزيونية,, والذي كان في الأصل الجزء الثاني من فيلمه' رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة' الذي قدمه من قبل وحقق نجاحا هائلا, والمسلسل يعتمد بشكل كبير علي المواقف الكوميدية والإفيهات الضاحكة, وهو من تأليف يوسف معاطي, وإخراج سامح عبد العزيز. كما يعرض مسلسل' نونة المأذونة' للنجمة حنان ترك, والتي حاولت للمرة الأولي تقديم كوميديا ساخرة من خلال شخصية نونة, والتي تعمل مأذونة مما يعرضها للعديد من المواقف الكوميدية, وبعد تقديمه لمسلسل' اللص والكتاب' العام الماضي, يقوم الفنان سامح حسين بتقديم مسلسله الكوميدي' الزناتي مجاهد' ويتناول رحلة مواطن مصري جاء من أقصي الصعيد ليستخرج شهادة ميلاد لعمل بطاقة شخصية لكن تواجهه العديد من المشاكل والصعوبات ويقابله الروتين والبيروقراطية فمن خلال رحلته يستعرض عددا ضخما من المشاكل التي كانت تمر بها مصر قبل الثورة وينتهي المسلسل بقيام الثورة يوم25 يناير. كما يعرض أيضا الجزء الثاني من مسلسل' الكبير أوي' للفنان أحمد مكي, والذي كان من المفترض أن يعرض في رمضان الماضي لكن تم تأجيله بعد إصابة مكي, وهناك أيضا' ست كوم'' شبرا تي في' للفنان أحمد رزق, والذي تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب يسكنون في حي شبرا, ويقررون فجأة إطلاق قناة فضائية جديدة تتحدث عن منطقتهم. في البداية أكد الناقد طارق الشناوي أن مستوي مسلسلات الكوميديا هذا العام متواضع للغاية ولم يستطع مسلسل واحد أن ينتزع الضحك الحقيقي من قلب الجمهور, وهذا ما جعل برنامجا مثل' حكومة شو' الذي يقدمه محمود عزب يتفوق علي كل مسلسلات الكوميدي وأحرج نجوم الكوميديا. ووصف الشناوي أداء الفنان هاني رمزي في مسلسل' عريس دليفري' بالضعيف وأكد أن حنان ترك ليست مؤهلة إطلاقا للأداء الكوميدي رغم أنها مبدعة في الأعمال الأجتماعية والتراجيدية, كما جاء أداء مكي مكررا ولم يقدم جديدا وهو ما قلل أيضا من تألق دنيا سمير غانم. ولم يختلف رأي الناقدة ماجدة خيرالله كثيرا حيث أكدت أن مستوي جميع الأعمال الكوميدية ضعيف جدا بل أقرب للركاكة والإسفاف, مؤكدة أن أداء الفنانة حنان ترك في مسلسل' نونة المأذونة' مجرد تهريج مبالغ فيه, ووصفت كوميديا سامح حسين بكوميديا الأرجوزات حيث يكرر نفسه في الأداء ولا يختلف أداؤه عما سبق وقدمه في مسلسلات الست كوم. وأكدت أنها ضد إقحام أي مشاهد عن الثورة في تلك الأعمال لأنه يقلل من شأن الثورة المصرية العظيمة ويكفي تشويه صورة الكوميديا علي حد وصفها. أما الناقدة ماجدة موريس فتري أن الشاشة الكوميدية غير مثيرة بالمرة هذا العام وليس بها أي نقطة تمييز تفضلها عن المسلسلات الأخري, وأوضحت أنه لا يوجد سيناريو مكتوب بشكل جيد علي الإطلاق.