تعتبر الاسكندرية في مقدمة المحافظات التي عانت منذ بداية الثورة من الانفلات الأمني وانتشار أعمال البلطجة والسرقات واشغالات الباعة الجائلين بالميادين والشوارع الرئيسية والاختناقات المرورية والمظاهرات والاحتجاجات الفئوية وغيرها من الظواهر السلبية التي تزداد يوما بعد الآخر مما أجبر العديد من المواطنين وأسرهم علي المكوث بمنازلهم وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة القصوي وبعد أن سيطر اليأس والإحباط علي الجميع من عودة الأمن والاستقرار للمدينة.. جاء شهر رمضان ليشهد انفراجة غير متوقعة في الوقت الحالي خاصة الاختناقات المرورية بطريقي الكورنيش والحرية وعودة الأمن والاستقرار تدريجيا من خلال خارطة طريق أمنية للثغر وضعها اللواء خالد غرابة مدير الأمن الجديد الذي وجد عاصفة اعتراض شديدة من بعض القوي السياسية فور توليه, ولكن سرعان ماهدأت عندما لمس رجل الشارع العادي الانفراجة في المرور والانتشار النسبي للأمن.. الأهرام فتحت الملف الأمني للاسكندرية في حوار مع اللواء خالد غرابة مدير الأمن للاطلاع علي خارطة الطريق الأمنية التي بدأ تنفيذها لإعادة الاسكندرية أمنيا الي سابق عهدها. { سيادة اللواء برغم شعور المواطن السكندري بتحسن مروري إلا أن هناك بعض المناطق لاتزال في أشد الحاجة للوجود الأمني..! ؟ {{ لاشك ان الاختناقات المرورية كانت تؤرق السكندريين ورواد المدينة, لذلك بدأنا في إعداد خطة تشمل كل الجوانب الأمنية بمختلف الأحياء والمناطق واتفقنا علي البدء في تنفيذ الأولويات التي تهم المواطن بصفة عامة, فبدأنا بحل مشاكل المرور بالشوارع الرئيسية خاصة طريق الكورنيش الذي كان مكتظا بالسيارات مما كان يؤدي الي حدوث العديد من المشاكل والمشاجرات وبالفعل قمنا بتدعيم إدارة المرور بعدد ثلاثين ضابطا ومع بداية شهر رمضان تم الدفع أيضا بثلاثين آخرين ومد فترة العمل الي الساعة الرابعة صباحا بعد السحور بالاضافة الي تخصيص أربع سيارات نجدة منتشرة بالكورنيش لسرعة التحرك ونجدة المواطنين موضحا أنه أصدر تعليمات للمساعدين ومأموري وضباط الأقسام الخالية من الخدمات بالمساهمة في تنظيم المرور كل في دائرته, وقد نجحت هذه الفكرة وشعر بها المواطن الذي لم يتوقع خلال هذه الفترة الوجيزة حل مشكلة المرور خاصة في الشهر الكريم الذي تزداد فيه الاختناقات المرورية وأنه جار تدريجيا تعميم الفكرة في باقي المناطق حتي يشعر المواطن بالتواجد الأمني.. مشيرا الي أنه يتم يوميا كلبشة نحو056 سيارة بالاضافة الي المخالفات العادية التي وصل عددها الي83 ألف مخالفة موضحا أنه يوجد تجاوب كبير من المواطن في دعم ضباط وأفراد المرور خاصة عندما يحتك بهم المخالفون. { لكن معظم الميادين والشوارع الرئيسية أصبحت تحت سيطرة الباعة الجائلين الذين احتلوا الأرصفة وأنهار الطرق..؟ {{ لقد تم إعداد ملف كامل لكل منطقة يتضمن مظاهر التعديات وحجمها خاصة في مناطق المنشية ومحطة مصر والنبي دانيال والأسواق العامة, وأنه جار التنسيق حاليا مع الدكتور أسامة الفولي محافظ الاسكندرية والمسئولين التنفيذيين أيضا للقضاء نهائيا علي هذه المشاكل وذلك عن طريق إعداد أماكن وأكشاك بديلة للباعة الجائلين, وأنه قبل الثورة احترق003 كشك للباعة الجائلين أمام سنترال المنشية ولم يتم منحهم بديلا عنها للآن مما جعلهم يذهبون الي ميدان المنشية لعرض وبيع بضاعتهم, وأنه تقرر عقد اجتماع مع كبار التجار في كل منطقة لاجراء حوار مفتوح بالفكر والتخاطب لعودة الاسكندرية الي وجهها الحضاري وكذلك للوقوف علي متطلبات الشباب من الباعة الجائلين في كل منطقة لتلبيتها وعدم خلق عداوات معهم, وسيتم البدء في إزالة الاشغالات بعد العيد, مشيرا الي أن هناك إهتماما خاصا بإزالة الاشغالات فورا بطريق الكورنيش عن طريق حملات مكثفة. { وهل يوجد تعاون حقيقي مع المجتمع المدني واللجان الشعبية لعودة الثقة والأمن؟ {{ هناك توجيهات مشددة من الوزير منصور عيسوي بضرورة التعاون والتنسيق مع قوي المجتمع المدني وبالفعل بدأنا ننسق مع اللجان الشعبية المكونة من مواطنين مسلمين ومسيحيين بقسمي المنتزة وباب شرقي الذين يعرضون مشاكل المنطقة والمواطنين ونقوم بحلها وأدي ذلك الي التيسير علي رجال الأمن وحل المشاكل الواقعية وإعادة الثقة بين المواطن ورجل الشرطة ولنجاح هذه الفكرة تقرر تعميمها بجميع أقسام شرطة الاسكندرية لردع الخارجين علي القانون وحماية المواطن الشريف من البلطجية, موضحا أن هناك تجارب أمنية جديدة تطبق لأول مرة في الاسكندرية من أهمها إلزام قائدي سيارات الأجرة بمختلف أنواعها بلصق استيكر أعدته المديرية بهدف تفعيل شعار الشرطة في خدمة الشعب وتخصيص رقم تليفون(5177424) يتبع مدير الأمن شخصيا لتلقي شكاوي المواطنين في حلة وجود قصور في الأداء الأمني بكافة جهاز الشرطة بالمدينة لتلافي القصور وتقديم خدمة أمنية متطورة ومميزة وكذلك وضع هذه الملصقات بمدخل كل عقار بالاسكندرية والتي تتضمن أيضا حسن معاملة الجمهور الذي أبدي تعاونا كبيرا وتصدي لحالات بلطجة وتعد علي بعض أفراد الأمن بالشارع السكندري ومعاونة الشرطة في القبض علي مثيري الشغب والبلبلة بين المواطنين الذين ضربوا أروع الأمثلة في الشعور الطيب نحو رجال الشرطة. { وهل هناك تغلب علي حالات الاحتقان التي يعاني منها أفراد الشرطة؟ {{ هناك تواصل ملحوظ حاليا بين المجندين وقيادات الشرطة وسماع آرائهم وتدعيم مواهبهم المتنوعة باقامة مسابقات رياضية وأنشطة ثقافية ودينية وترفيهية لم تكن موجودة من قبل والاهتمام بالحالات الانسانية لدي أسر المجندين والعمل علي حلها بهدف تدعيم استقرارهم النفسي والصحي والاجتماعي وأنه تم إقامة افطار جماعي ضم المجندين والقيادات الأمنية حضره المحافظ وذلك لتحقيق روح الأسرة الواحدة وتوفير واعظين لهم من الأوقاف والأزهر الشريف وغيرها من الأمور التي تدعم وسائل الثقة بين المجندين والقيادات الأمنية. { المرحلة الماضية شهدت حالات من التعدي والبلطجة والسرقات مما خلق حالة من الخوف والقلق لدي المواطن السكندري متي ينتهي ذلك؟ {{ انتهت المديرية حاليا من إعداد خطة أمنية واقعية بتقسيم المدينة الي أجزاء وتوجيه حملات لكل جزء والتي اسفرت الحملات خلال الأيام الأخيرة عن استرداد483 قطعة سلاح أميرية كان قد تم سرقتها من الأقسام وضبط57 قطعة سلاح بدون ترخيص مع بعض الخارجين علي القانون, وأنه في مجال البلطجة وترويع المواطنين تمكنت إدارة البحث الجنائي والأمن العام من ضبط4 آلاف و369 بلطجيا بحوزتهم أسلحة بيضاء وضبط47 متهما قاموا بارتكاب841 حادث سرقة مساكن ومتاجر وضبط03 ألفا و074 هاربا من تنفيذ أحكام قضائية, وقامت ادارة المرور بتحرير83 ألف مخالفة مابين سحب تراخيص قيادة وتسيير والسير عكس الاتجاه والوقوف في الممنوع, موضحا أنه تم تخصيص ست دوريات مكونة من إدارة البحث الجنائي وشرطة النجدة والأمن المركزي لتأمين الطريق الدولي ومحور التعمير وطريق الساحل الشمالي الغربي, وهذه الدوريات تتحرك فورا في حالة الاستغاثة والبلاغات لنجدة أصحابها وذلك أدي الي الطمأنينة والأمن لمصطافي الساحل الشمالي.